(الدراجيات) السودانيات .. مبادرة رياضية صديقة للبيئة والمجتمع

الخرطوم : عثمان الأسباط
رغم عدم وجود مسارات مخصصة لقيادة الدراجات الهوائية في الشوارع العامة، ناهيك عن مجتمع محافظ ينظر بريبة إلى أي أمراة أو فتاة تقود الدراجة، كل هذا لم يمنع الناشطة في قضايا البيئة والتنمية “إيناس مزمل” من إطلاق مبادرة رياضية صحية تدعو لاستخدام الدراجة الهوائية كرياضة مفيدة للصحة وصديقة للبيئة فضلاً عن تشكيل فريقا من الهاويات.
المبادرة التي صمدت لعام ونيف تسعى لنشر هذه الرياضة بين الجنس اللطيف وفق برنامج منتظم، التحقت أكثر من (300) فتاة بمبادرة الدراجيات السودانيات، وتقود إيناس دراجتها برفقة (50) فتاة بين الحين والآخر في طرقات العاصمة السودانية لأجل لفت الاهتمام بالدراجة الهوائية كوسيلة تنقل حضارية وصديقة للبيئة.
رفع الوعي
تقول مؤسسة المبادرة إيناس، لـ (الراكوبة) إن الهدف الأساسي يتمثل في رفع الوعي بأهمية وقيمة الرياضة للنساء، خاصة رياضة الدراجات لدورها في تعزيز أوضاع المرأة الصحية والنفسية، وتضيف : هناك رسائل أخرى من بينها نشر ثقافة استخدام الدراجات الهوائية للحد من حوادث السير، وتسليط الضوء على مشاكل البيئة وخصوصا قضية ارتفاع معدلات تلوث الهواء، ومخاطر تفشي العديد من الأمراض المرتبطة بارتفاع التلوث، مشيرة إلى أن شعار (لي ولدراجتي) الذي اختارته المبادرة يعكس جميع الرسائل التي يسعى المشروع إيصالها للمجتمع، مؤكدة على سعيهم لتعميم ثقافة جديدة وتشجيع الافراد على استخدام الدراجات الهوائية في تنقلاتهم بعيداً من عالم المظاهر والرفاهية المكلفة.
اهتمام مشترك
تواصل إيناس حديثها قائلة : مجموعة الدراجات السودانيات قروب من الفتيات الهاويات يجمعهن حب الدراجة الهوائية والاهتمام المشترك بقضايا البيئة، كالتلوث البيئي والانبعاثات الضارة التي تنبعث من عوادم السيارات والمصانع ، واستطردت : اطلقنا هاشتاق (#دراجتيليولبيئتي) في دعوة لنشر الوعي بأهمية تضافر الجهود والعمل المجتمعي البيئي وزيادة الرقعة الخضراء والحفاظ على الخرطوم مدينة نظيفة وعصرية إضافة إلى التعريف بأهمية البيئة وإدراك افراد المجتمع لمتطلباتها وتنمية السلوكيات الصحيحة لديهم تجاهها.
أنشطة توعوية
إيناس، كشفت عن إختيار “ساحة الحرية” كموقع نموذجي لتجمع الفريق وممارسة الرياضة حسب الأيام المحددة، وتضيف : قامت المجموعة بدعوة السفارة الهولندية بالخرطوم للمشاركة في قيادة الدراجات بشارع النيل (كوبرى شمبات إلى كوبرى الحلفايا ) وذلك بنشاطات توعوية بيئية تقوم بتنفيذها عدد من الناشطات في المجموعة في مناطق مختلفة في العاصمة ، وانتظمت المجموعة منذ شهر تقريباً في مواعيد اسبوعية ثابتة وذلك للانطلاق في رحلة هروب من ضوضاء الشوارع المزدحمة بالسيارات، تشير إيناس إلى أن حياة أعضاء فريقها تغيرت إلى الأفضل لأن الفكرة جاذبة وساهمت في الترفيه والرشاقة بالنسبة إليهن.
تقاليد صارمة
تري إيناس أن استخدام الدراجة وسيلة مواصلات للفتيات تواجهه تقاليد اجتماعية صارمة، وتقول ” أنا أقيم في حي شعبي قد لا يحتمل قيادة فتاة دراجة، لكن تجربتنا في الرالي أثبتت أن ردة الفعل تجاهنا أقل عنفاً وسلبية مما كنا نتوقع، فقد وجدنا تشجيعاً كبيراً من النساء، فيما بدا الرجال بين مندهش ومستهجن ورافض في صمت.