نيويورك.. ونيوكرور.. وما بينهما؟!

* نيويورك.. مدينة أمريكية لا تحتاج لتعريف أو شرح.. من أكبر وأنظف.. وأجمل مدن العالم.. عند مدخلها المائي يقابلك تمثال الحرية.. سيدة حسناء تحمل شعلة الحرية.. لتضيء للقادمين الطريق إلى أرض الأحلام.. وقد كان. فوجد خليط الأرض من السكان.. كل مبتغاه وما يريد.. وما يهمنا هنا هو البحث الدائم للإنسان عن الحرية.. والفكر.. وأمان المستقبل.. والكثيرين وجدوا ما يريدون هناك..!
* أما (نيوكرور).. التي تقع في بلاد تسمى ملتقى النيلين.. يقول عنها التاريخ البعيد (١٨٢٦م) إنها كانت مدينة نظيفة.. أنيقة.. بها العديد من الوكالات التجارية الأجنبية.. أسعارها رخيصة.. أسواقها مليئة بما لذ وطاب من الأكل والشرب.. والذي يستجلب من الأراضي الزراعية حولها.. شوارعها ترش بالماء يومياً صباحاً.. ومساءاً عند الخامسة.. قبل ظهور الأسفلت.. حتى لا يمرض السكان بحرارة الطقس.. أو الغبار.. منازلها على امتداد الأنهار من حولها.. مخضرة وظليلة.. تبعث الهواء النقي لتلطيف الأجواء.. السكان حتى البسطاء منهم في منتهى الصحة.. والنظافة.. والأناقة.. ويستمر كل هذا الجمال السنوات الطوال.. ويطول شرحه بالتفصيل.. لأنه تاريخ جميل حتى وقت قريب.. رغم الحكومات المتعاقبة.. ومتلازمة الفشل في بعض الأحيان.. والمحصلة أن الخرطوم.. كانت جميلة.. ولكن..؟!
* ولكنها فجأة.. ومنذ ربع قرن.. ويزيد قليلاً.. أصبحت نيو.. New.. (وناو)؟! مدينة يرثى لها.. وما آلت إليه.. من بؤس وقذارة.. وأرتال نفايات.. التي لا يخلو شارع أو طريق.. أو ميزان منها.. على امتداد مدنها الثلاث.. وتوسعاتها اللا متناهية والمحيرة.. وأسواقها التي أصبحت مكباً كبيراً للنفايات.. حتى الأغذية المنتهية الصلاحية المسببة لأمراض الكلى.. وأنواع السرطانات التي أصبحت كالوباء..؟!
* ولكن أين المسؤولين.. وكبارهم.. (وكباريهم).. في (نيوكرور) هذه..؟! هم مشغولون.. بأن (الحتات) كلها باعوها.. رغم أنهم هم البائعون.. والمشترون.. والجابئون.. والجامعون.. لحصيلة الأموال.. ولكنها لم تذهب الى وجهتها الصحيحة.. خدمة لمواطن.. ولا للتعليم أو الصحة.. أو لتسهيل ضرورات حياته.. ولكنها ذهبت إلى آبار أعمق.. و(كروش) ضخمة.. ومظلمة.. ولو أرادت لابتلعت حتى الانسان ولكنها أصبح (ممصوص) اللحم.. ماسخ العظم.. لا شيء تبقى (ليكدونه)..!!
* (نيوكرور).. سقطت الأمطار فيها.. وانكشف الحال.. وبان المستور ولم ينفع الكلام والتنظير. الذهاب إلى العمل أو الدراسة.. والعودة يتطلب الإنزلاق.. والسقوط.. وأصبحت (الضببة) والسحالي تبتسم إعجاباً بقدرة الانسان السوداني.. والخرطومي العاصمي في التفوق عليها.. وذباب النفايات الأخضر.. الجميل.. سعيداً بعدم قدرة هذا المواطن على الطيران.. لينافسه الأجواء..!
* وما يجول في الخاطر هو.. وهي اشياء وليدة مشاهدات تكاد تكون يومية.. خاصة في بدايات الخريف هذا.. هل هؤلاء السادة.. أتوا لإنقاذ أنفسهم.. وأهاليهم.. وما يدور في فلكهم؟.. فقط..؟ اعرف انه سؤال به شيء من (عبط) ولكنها الحقيقة..!! حقيقة ان الحتات كلها باعوها.. وواحد يملك ألف دكان في وسط مدينة حزينة.. وقذرة.. إسمها الخرطوم.. أو نيوكرور..!!
* من الذي جعلها نيوكرور..؟ المتعافي.. أم الخضر والنمر (يا حبيبي سوقني معاك).. أم هذا الحاكم الجديد.. الذي تجول بحرية.. في كل دواوين الدولة.. ولم نجن من جراء تجواله إلا الفشل.. والدليل حتى اليوم ماثل للعيان..!!
* وسؤال عبيط آخر.. أين تذهب الميزانيات المخصصة لخدمة المواطن؟.. وهي أساساً (استحلبت) من عنكبوت جيوبه..؟!
* تعالوا نسأل (العنبة) الرامية في حوش أهل شارع المطار.. وحوش لي حوش يفرق..!!
* وفي نيوكرور.. تجري جري الوحوش.. تكاوش على حوشك وحوش غيرك..!
الجريدة
______

تعليق واحد

  1. للأسف الشديد هذا هو واقع العاصمة المثلثة وهذا هو حال المسؤلين عن العاصمة وعن إنسان العاصمة .أسفي وحزني العميق علي ماآل إلية حال بلدي وإنسان بلدي .
    لك الله يابلدي .

  2. للأسف الشديد هذا هو واقع العاصمة المثلثة وهذا هو حال المسؤلين عن العاصمة وعن إنسان العاصمة .أسفي وحزني العميق علي ماآل إلية حال بلدي وإنسان بلدي .
    لك الله يابلدي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..