مقالات وآراء

جوار وصحافة

ما يحدث للسودانيين في مصر من حوادث متكررة ومتعمدة من سرقة أعضاء إلى سرقة أموال أمر غريب ، والإعتداء على السودانيين خاصة اللاجئين المقيمين بمصر أضحى عادة ، ومن الغريب أن الشرطة المصرية بشهادة معظم من وقعت عليهم الحوادث ، تتواطأ مع المعتدين الذين دائما يكونوا مصريين ، ومعظم مايحدث ، يحدث بسبب الشحن الاعلامي الكثيف في وسائل التواصل مع تيرموميترية العلاقات بين البلدين، وحسنا فعل المهندس شريف ، رئيس جمعية السودانيين بالخارج الخيرية الحقوقية حينما قام برفع دعوة ضد النظام المصري على أُثر قيام سكان بناية كاملة بالاعتداء على أسرة سودانية لأنها سكنت معهم في البناية وكلهم مصريين .
الدعوة قد لاتجد الإنصاف المطلوب ، ولكنها دون شك ستلفت النظر إلى هذه القضية الهامة التي أزهقت فيها أرواح فاق عددها ما أزهقته اليد الغادرة ليلة اعتصامي القيادة ونيرتتي ، وما أزهقته يد خونة عملاء أبناء بلادنا ومعاونيهم من المخابرات الأجنبية في أحداث بورتسودان الأخيرة مستغلين قصقصة أجنحة جهاز الأمن وغلّ يده في التعامل مع المهددات الوطنية لا المواطنين ، دون أن يحرك الأمر ساكنا ، ودون أن تقوم الحركات المسلحة المنشغلة بمحاصصات جوبا ، بتوجيه جيوشها الجرارة بالتنسيق مع الحكومة لحل النزاع كما فعل الدعم السريع في مساندته للجيش والأمن والشرطة ، مثلما كانت تطلقها لمحاربة الجيش لو حاول خلق فتنة في مواقع سيطرتها أبّان النظام المقبور .
وبعيدا عن شكوى المهندس شريف التي نتوقع لها خلق رأي عام وواضح وضاغط حولها ، فإن الرسالة التي تلقاها اتحاد الصحفيين بخصوص الرزيقي تستدعي التوقف ، ولابد من معالجة الأمر ، فالنقابات السودانية ترتبط بنقابات إقليمية ودولية لها قوانينها الواضحة التي قد لاتلتقي مع واقعنا وأحاسيسنا ، وحل النّقابات بالنسبة لنا كان ضرورة ، ولكنه بالنسبة للقوانين النقابية يعتبر تدخلا من الدولة في العمل العام ، ولعل مشكلة البروف شداد رغم اختلافي مع طريقته ومنطقه في القضية ، يمثّل واحدا من تلك النماذج .
المعالجة أفضل من الانفعال الذي سيفقدنا مواقع ريادية وتواجدية وتأثيرية قوية داخل تلك النقابات ، وعلينا المسارعة إما بإجازة وإقرار القانون النقابي الجديد وفق المعايير العالمية المتعارف عليها وإطلاق العمل النقابي ، أو على الأقل إقامة جمعيات عمومية لكل النقابات حتى لايتم حرمانها من المكاسب الاقليمية والعالمية والتي تنعكس على مختلف علاقات البلاد مع المحيط والعالم ، ولايهم من ستأتي به نقابة الصحفيين مثلا ، فلو كان الصحفيون يريدون شخصا من هذا الاتجاه أو ذاك فهم أحرار ، فسودان ثورة الحرية لايجب أن ينتهج الميكيافيلية ، فالإيمان الحقيقي بالمباديء يبدد الخوف عليها من أية منافسة ، واتحاد الصحفيين وأنا فيه عضو أصيل ، ومن مظاليمه أيضا ، ومن المنتمين لشبكة الصحفيين حين تأسيسها دون إلغاء عضويتي في الإتحاد ، أجزم بأن الوعي الصحفي عند الصحفيين لن يأتي بغير ماتريده الثورة وتطلعاتها ، والصحفيون الذين يفترض فيهم التنوير والدفاع عن الحقوق لايمكن أن يكونوا نجارين مخلّعي الأبواب .
ما تم تذكير صديقنا ووزير ثقافتنا به من مشاركته في أنشطة الاتحاد المتناقض مع ادعاءاته حول الاتحاد ، تجعلنا نعيد النظر في أخلاقيات المهنة ، ولماذا لايؤدّي المنتسبون إليها قسم الشرف والحيادية كما يفعل القضاة وغيرهم من المهن المشابهة ، على الأقل عند نيل القيد الصحفي من الاتحاد ، فالصحافة سلطة يجب أن تبقى مستقلة ، وهي تؤدّي دور المجلس التشريعي الشعبي لا الرسمي ، مثلها مثل الدبلوماسية الشعبية ولاتحتمل الميل إلا للقضايا القومية ، كما أن مادة الحس الصحفي بكل أسف مفقودة تماما في امتحانات الاتحاد التي تركز على صياغة الخبر والتحقيقات والمفاصل الاكاديمية العملية فقط في حين أن مادة الحسّ الصحفي هي الأهم ، فالصحفي عندما يتناول أي خبر ، لابد له أن يقيس بالحس كل التأويلات المتوقعة وغير المتوقعة ، ومدى تجاوزه لشعرة الخلط بين فهم الداخل والخارج لما يكتب ، وأن يكتب بفكر العبد الصالح لاسيدنا موسى عليه السلام في قصتهما بسورة الكهف .
لو أراد الزميل فيصل ، وزملاءنا في شبكة الصحفيين تصحيح المسار ، فعليهم البحث في قانونية جمع التوقيعات للدعوة لجمعية عمومية طارئة يتم فيها ما أمكن من تعديل في النظام الأساسي وإزالة كل التشوهات منه ، ويتم اقتراح عزل مجلس الادارة وتكوين مجلس جديد ، والنظام الأساسي يجيز للجمعية العمومية أن تفعل ذلك ، ونحن كأعضاء أصيلين في اتحاد الصحفيين وشبكة الصحفيين ، بل معظم أعضاء اتحاد الصحفيين يملكون هذه الرغبة وبإلحاح .
وقد بلغت
عبدالدين سلامه
[email protected]

تعليق واحد

  1. الخرطوم مدني سنار الدمازين وبالعكس

    مع اعتذاري لك أيها ( الصحفي ) أول مرة أقرأ لك
    (شيئا ). وقد تركت التعليق على موضوعات الراكوبة زمنا طويلا وكانت قهوتي وسلواي. لأنها لم تعد الراكوبة التي نعرف.

    وإذا كانت هذه بضاعتها ممن ينتسبون إلى معشر الكتاب فربما تركت مطالعتها نهاااااائيا.
    يكفينا من الهم ما فينا فلا تكونوا أنتم كذلك هما علينا.

    الراكوبة فاقدة البوصلة منذ فترة طويلة. وهذة الإعلانات التي زحمت ظلكم وضاق عنها حتما سوف تفر مثل القماري الحذرة إذا لم تحترمونا نحن القراء سبب هذه الإعلانات.

    أستاذ عبد الدين لم العجلة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..