كوز أردني يسخر من ثورة السودان!!

لو إفترضنا أن المدعو عريب الرنتاوي، الذي كتب محتقرا الشعب السوداني وثورته في صحيفة الدستور الأردنية، هو هاشمي كما يدعون، وليس فلسطينيا، فإنه في الحالتين مطرود من أرضه، وبدلا من أن ينشغل بهمه الوطني، والعمل من أجل العودة إلى الحجاز، أو فلسطين، فقد وجه سهام نقده غير البناء، للإشادة بكيزان أفغانستان الذين قال إنهم يواجهون الغزو الأمريكي في قوة وشجاعة، والتقليل من شأن ثورة ديسمبر السودانية، التي أسقطت (إخوانهم في الله)، أثناء سعيها لانتزاعهم من أرض السودان..
أولا، ما حدث في ديسمبر لم يكن إنتفاضة، بل ثورة جبارة، ما تزال نيرانها تتضرم، وستحرق كل فساد (الكيزان)، والمسألة مسألة وقت، ولا تحتاج إلا إلى قليل من الصبر.. فالأموال التي نهبتها عصابة عمر حسن خلال ثلاثين عاما، من أجل عيون أطفال غزة، مقروءة مع الفساد والقتل والتخريب والخيانة لله ورسوله، كانت كافية لأن تجعل من بلادنا جنة الأرض.. ولم يكتفوا بذلك وحده، بل جاءوا بشذاذ الآفاق، من كل أركان الدنيا، بمن فيهم بن لادن وكارلوس، ليعرضوا أمن البلاد وسمعتها للخطر، في عمليات إرهابية جبانة، وذهبوا لتصنيع الصواريخ الإيرانية في بلادنا، لتهريبها إلى غزة، دون أن يحموا أرضنا من الهجمات الإسرائيلية بصواريخ كروز توما هوك، وإكتفوا بالإحتفاظ بحق الرد، في الزمان والمكان المناسبين!! وعندما تآمروا على حياة حسني مبارك، وهو رجل مسالم ومحب للشعب السوداني، أو على الأقل لم يصدر عنه ما يشين في حق بلادنا، وتحمل كل أنواع الأذى منهم، هربوا كالفئران المذعورة أمام سرية مظلات مصرية، فالرجل قد مارس حقه في الغضب المشروع، وخسرنا نحن مثلث حلايب الحدودي الغني بالثروات المعدنية والذي قد تفوق مساحته مساحة دول كثيرة!! فهل عرفت الآن كم كلفنا إسلامكم المزعوم، قبل أن تتهمنا بالضعف!!
لكنك بدلا من أن تقارن بين السودان وأفغانستان، أولى بك أن تقارن أولا بين جنوب أفريقيا وفلسطين، وبين نيلسون مانديلا وياسر عرفات، فهنا تكون المقارنة منتجة ومفيدة لك، فنحن انجزنا ثورة لن تستطيع أنت وأمثالك أن تأتوا بمثلها شئت أم أبيت.. فنحن على الأقل، نستطيع أن نقول للبرهان أنت لا تصلح لحكم السودان، فهل تستطيع أنت أن تقل مثلها في بلدك؟؟؟
وهل كان السودان قويا في نظرك عندما كان حكام غزة يأتون أول كل شهر لسرقة أموال بترول الجنوب، فكانوا سببا مباشرا في فصل ذلك الجزء العزيز من وطننا، مرة بتآمرهم عليه وإساءتهم لشعبه، ومرات كثيرة بتخابر قيادات فتح مع اليهود؟
أريد أن أذكرك فقط، دون أن أجرح الشعب الأردني، ولي بينهم أصدقاء كثر، أن بلادك أحجمت عن المشاركة في حرب أكتوبر 73، خشية أن يحدث لها ما حدث في حرب يونيو67، وهنا تستطيع أن تحدد من هو الضعيف، ومن هو المطالب بأن يعد لهم ما إستطاع من قوة ومن رباط الخيل!! فعلا، أبو سنينة يضحك على أبوسنينتين!!
هشام عبدالملك
[email protected]
صحفي سوداني
ليس مقبول وصف حسني مبارك بهذه الاوصاف التصالحية و الايحاء بانه كان ايجابي تجاه السودان. حسني مبارك ديكتاتور باطش و فاسد من الطراز الرفيع بل و كان اضحوكة بين مسؤولي البيت الابيض و نواب الكونغرس الامريكي. كما لا يجوز مطلقا تبرير احتلاله لحلايب و شلاتين باي شكل من الاشكال.
ما خسرنا مثلث حلايب ولكن احتلاه الجيش المصري وستعود حلايب للسودان