
معادلات
بعض ما لا أنساهُ من ذكريات طفولتي، بأحد أحياء الخرطوم الطرفية ، تلك العجوز الطيبة الولوف، التي تخطر ببالي كلما نظرت إلى حال إعلامنا ، أو حال حكومتنا ، أو حال “أمة الأمجاد”..
حاجة بتول ، كانت امرأة ذات عقيدة راسخة في من تظن أنهم “أهل الله”.. ما إن ترى درويشاً يلبس المرقع و يطلق لحية و يمشي في الطرقات حافياً ، حاملاً مسبحة لالوب، حتى تسارع بدعوته إلى دارها ، و إكرامه بأفضل ما لديها من طعام و شراب ، ثم تسأله أن يدعو لها الله.. هذا أمرٌ كنت شخصياً أحسبه من مناقب تلك العجوز ، فهي تفشي السلام و تطعم الطعام ..
و لكن الحكاية التي لن ينساها من بقي حياً من أهل ذلك الحي ، هي زيارة الشيخ “أبو طيرة”.. و هو الاسم أو اللقب الذي جاء يردده و يهتف به ، ذات عصرٍ شتوي ، حوالي عشرة من الحيران “الدراويش” ، يحملون “الطارات” ، يهللون و يكبرون ، و يتغنون بمناقب شيخٍ مهيب الطلعة يتقدمهم .. كان شيخهم أنيق الملبس ، فواح العطر ، يلبس جلباباً و عباءة و ثوباً أبيض ينثني على رأس الشيخ ليلاقي لحية بيضاء وقور (تذكرت وجه ذلك الشيخ بعد ثلاثين عاماً يوم أن شهدت “أنتوني كوين” في دور الشيخ المجاهد عمر المختار في الفيلم الشهير).. كان مهيباً و هو يمشي الهوينى داخلاً إلى حينا و وراءهُ حيرانه أولئك .. فتحت الأبواب جميعها ، و جاء رجال الحي ، كل منهم يطمح في أن يأوي الشيخ الضيف إلى داره ، و لكنه كان يردهم بلطف ، رافعاً كفيه بالدعاء لكل من يدعوه ، مقرراً أنه “مأمور”.. كنا – جوقة أطفال الحي – نتبع موكب الشيخ ، متوقعين أن يختم زيارته بمسجد الحي ، أو دار الشيخ “يوسف” خليفة إحدى أشهر الطرق الصوفية و إمام مسجد الحي ، و لكن دهشتنا كانت عظيمة و نحنُ نرى الشيخ يجيب دعوة الحاجة بتول ، التي انطلقت معترضة طريق الشيخ ، مقسمة بالله ألاَّ ينزل إلا في بيتها .. تبسم الشيخ في وجهها ، قائلاً : (خير يا المبروكة ..) ، ثم توجه بموكبه إلى منزلها ..
الفرحة كانت لا تسع الحاجة بتول ، التي أسرعت تفتح باب “حوشها” الرحيب ، و ترص “العناقريب” للحيران ، و كُرسياً أثرياً فخيماً ، ليجلس عليه الشيخ .. ثم تغدو و تروح ، بالماء و “الشربات” – عصير الفاكهة الطازجة – ثم الشاي و الزلابية ..
أثناء خدمتها الشيخ و حوارييه ، لاحظت حاجة بتول أن الشيخ كان يطيل النظر إلى كلبتها ، التي ربضت في جانب من الحوش غير بعيد عن مجلس الموكب .. دار بخلدها أن الشيخ متضايق من وجود الكلبة ، فقالت له متوجسة : الكلبة دي نمرقها من البيت ابوي الشيخ؟؟
أجابها مبتسماً : لا لا يا المبروكة .. كلبتك “مبروكة” .. حتلدي ليك أسد ..
حاجة بتول ، التي كانت تعلم أن كلبتها “حُبلى” ، اندهشت من كلمة الشيخ ، و لكن صدقتها ، و صدقها من حضر من أهل الحي ، فشيخٌ بمثل هذه المهابة لا يمكن أن يطلق الكلام على عواهنه ..
منذ ذلك اليوم، ظلت الحاجة بتول، و لفيف من نساء الحي و حتى بعض رجاله، ينتظرون اليوم السعيد، الذي سوف تنجب فيه كلبة الحاجة بتول أسداً .. بعضهم راح يسأل البياطرة عن مدة حمل الكلاب ، وبعضهم راح يسأل الخبراء عن إمكانية أن يلقح أسدٌ كلبة .. و كلهم راح ينتظر ..
بعدها بأيام ، كان بيت الحاجة بتول عامراً بالنسوة ، اللائي حضرن ولادة كلبتها .. التي أنجبت جرواً وحيداً ، و ميتاً …
علي يس / المواكب
# هههههه…صديقي القديم قدم مكتب بريد الخرطوم…علي يس..لقد اختصرت قصة الثورة منذ ولادتها وحتي اجهاضها!!!
# لقد تمخض الجبل فولد فارا..!!!
# ولكن لازال الأمل معقودا علي شباب لجان المقاومة…الجيل القابض علي جمر القضية…وسنبلغ الفجر الوضىء…مهما طال ليل الظلام..!!!
الاستاز علي ياسين لك الود والاحترام.
يبدو لي ان ما زهبت اليه بهذا المقال ينم عن ياس او قراء جانبت الصواب، و فعل قصر البصيره ما يحدث داخل وطننا الحبيب.
لا يخفي علي احد ان حكومة الثورة مكبلة بعساكرة يتحكمون في كل شي بقوة السلاح و المال.
ان الدكتور ( حاجة بتول) يصارع بما اوتي من قوة و حيلة لفعل صواب قل ما نراه في ظل ما يحدث.
يبدو ان زاكرتنا اقصر من حيطة حاجة بتول، عندما نتحدث الصبر و المثابرة، ضد قتلة يعلمون تماما ان استاقمة العود ستؤدي بهم الي سجن مؤبد او قصاص يطول انتظارة.
كل الذي حدث مرور عام…
لكل من جانبة الصبر، فليذهب الي البشير في سجنة و يعتز له عما حدث، و يخبره اننا قوم كلماء اشتد الوطيسه تاكلت الزاكرة، و التحية الي الحاجة بتول التي لا زالت تنتظر ولم يثنها انتظارها عن اكرام الكرام و كل محتاج.
لك الود والاحترام والي حاجة بتول مشية الله في كلبتها.
الاستاز عبدالمنعم
لك التحية…. للاسف كتبابنا مثل الاخ علي يسين يعلمون الحقيقة ولكن يخفوهاعن المواطن ولعمري هذه درجة من عدم الوطنية…
هذا الحمل (بناء السودان) ثقيل جدا ومن يظنه سهل وممكن في سنة وحدة من الكتاب عليه ان يمسك قلمه ويفرج….
تحتاج لكتاب يوضحوا خلل الحكومة ويعطوننا الحل.. نحتاج من يشجع اي انجاز ويطلب المزيد … نحتاج من يساعد لا ان يتفرج ويشمت…
هذا الحمل لن يقدر نفر او نفرين او ثلاثه… هذا حمل امة كاملة…
لااخفي امتعاضي من انجازات الحكومة…. ولكن من سارعلي الدرب وصل..
لك كل الشكر والشئ الذي عجبني في هذا هو ردك عليه.
الأخ عبد المنعم …لك تحياتي و ودي.
أتمنى أن يقرأ السيد علي يس هذا الرد. و لك جزيل الشكر بالنيابة عني شخصياً ، و أعتقد بالنيابة عن الكثير من الناس
لا يوجد حل سوى الاعتصام وتتريس لشوارع واللجؤ الى العصيان المدنى لتنفيذ اجندة الثوره وهى
محاكمة قتلة فض الاعتصام
ايلولة شركات الجيش والشرطه لوزارة الماليه
تنفيذ حكم الاعدام فى قتلة الاستاذ احمد خير
تنحى لجنة البشير الامنيه