مقالات وآراء

19 ديسمبر ذكريات وثورة جديدة

يوسف السندي
يستعيد اليوم الشعب السوداني ذكرى انطلاقة ثورته المجيدة في ١٩ ديسمبر ٢٠١٨، يتذكر الشعب اليوم شهورا عددا من الملاحم والمواكب والمليونيات ، يتذكر الشهداء الكرام والشهيدات الماجدات ، والجرحى الكرام ، والمفقودين الذين مازال جرح فقدهم يؤلم.
يتذكر الشعب المسافات التي قطعها راجلا حاملا فوق ظهره احلام الحرية والسلام والعدالة ، وهي مسافات لو حسبها الجغرافيون لوجدوها تساوي مساحة الأرض مرات ومرات.
يتذكر بدايات الثورة حين كانت المواكب بسيطة العدد متقطعة وكان الشك حول مصير الثورة مازال يطرق الاذهان بأن سبتمبر ٢٠١٣ قد تعيد نفسها ، ولكن المواكب زادت زخما وقوة وصمودا حتى اصبحت طوفانا لا يذر .
يتذكر الشعب تهديدات على عثمان وكتائبه ، وتهديدات الفاتح عزالدين ، وتهديدات نافع وقوش واحمد هارون ، يتذكر خطابات المخلوع وحشوده المدفوعة الثمن ، يتذكر سقوط حاتم السر وحسن اسماعيل وحشد الساحة الخضراء وهتاف تقعد بس.
يتذكر الشعب الضباط والجنود في الشرطة والجيش الذين أعلنوا منذ وقت مبكر انحيازهم لصف الشعب فتم فصلهم من الخدمة ونالوا اوسمة الوطنية والشرف العظيم.
يتذكر الاطباء / الجيش الابيض واضرابهم الذي استمر منذ بدايات الثورة حتى سقوط المخلوع ، ليكون أطول اضراب لاطباء في العالم.
يتذكر الشعب صفحة تجمع المهنيين حين كانت تشبه الثورة وحدة وقوة ونصاعة بيان ، يتذكر قوى الحرية والتغيير حين كانت وحدة واحدة وعنوانا سياسيا قائدا للثورة .
يتذكر الشعب مداخل البيانات الثورية :
(من حزمةِ ضوءٍ كانت عند المفرق خُصلة هذا النيل علامة) ، (يا شراعا أوصل الزورق للشاطئ فجرا)، ( ياو ياو ) .
مولاي ان الشمس 
في عليائها أنثى 
وكل الطيبات بنات 
الذكريات تمددت حتى بعد سقوط المخلوع ، وقيام اعتصام القيادة العامة ، الوطن المصغر، ثم جرح فض الاعتصام ، والمعارك الثورية مع المجلس العسكري الدموي ، حتى بلغت المراحل المليئة بالدم والأمل والخيبات ونقض العهود إلى انقلاب ٢٥ اكتوبر ، لتعود الثورة لبداياتها ، ثورة بازخة ضد انقلاب بائس ، والشعب منتصر لا محالة.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..