مقالات وآراء

5 سقطات للحلو

فجأة تحوّل حميدتي الذي كان قبل ساعات فقط ( عدوا ترتكب قواته إنتهاكات بشعة ضد المواطنين العُزَّل في مدن و أرياف السودان مثل : (بورتسودان – كسلا – القضارف – الجنينة – حجير تونو – نيرتتي – فتابرنو – قريضة – أم دافوق – مستري – لقاوا – الدلنج – كادقلي) و مناطق أخرى، بالإضافة إلى تورُّط قواتِه في أحداث (خور الورل) الأخيرة، وما زالت ترتكب الإنتهاكات في المناطق حول الدلنج.، وتقوم بهجمات مُتكرِّرة تستهدف المواطنين الأبرياء و العُزَّل وهي مُعادية للمواطنين و السلام، وأن قائدها يفتقد الحياد وغير مؤهَّل لقيادة وفد التفاوض ) ، بحسب تعبير عبدالعزيز الحلو بالأمس ، تحوّل في ساعات للنقيض ، وهو ماجعله مؤهلا للتفاوض الذي رضي الحلو العودة اليه دون ذكر المبررات والأسباب كما فعل عند رفضه التفاوض .
الحقيقة أن سقطات عبدالعزيز الحلو كثيرة جدا ، وتذبذبه وعدم ثباته على مواقفه ، مسألة متكررة، والأمثلة لاتنضب ، ولكننا في هذه المساحة سنمر على 5 من سقطاته الواضحة
أول سقطة وقعت فيها حركة عبدالعزيز الحلو التي سمّت نفسها بجانب العديد من الحركات ( حركة تحرير السودان ) ، ومن لدن الراحل جون قرنق كنا نعتقد أن الحركات تريد تحرير السودان من براثن الإنقاذ ، إلا أننا فوجئنا حتى بعد زوال الانقاذ ، تعنّت تلك الحركات وإصرارها على الإحتفاظ باسمها دون أن توضح حتى كتابة هذه السطور ، أنها في سودان الثورة المنطلق بقوة الصاروخ نحو تحقيق الحكم المدني رغم العثرات ، تريد أن تحرره ممن أو مماذا وكيف !!!!
ثاني سقطات عبدالعزيز الحلو هي احتفاظه بدولة داخل دولة ومناداته بالعلمانية لا المدنية ، وعدم سماحه للجيش السوداني ولا الشخصيات السيادية السودانية بزيارة تلك الدولة المقتطعة لو استثنينا الزيارة البروبوقندية التي قام بها حمدوك لحسابات سياسية محددة وبعد اشتراطات شملت استقبالا يشبه برتوكوليا استقبال رئيس دولة لرئيس دولة أخرى وليس استقبال رئيس وزراء في بقعة من بلاده .
السقطة الثالثة كانت في موقفه من أحداث كادوقلي والتي لم يتدخل فيها لابالاصلاح ولابحبس الدم ، بل على العكس ، ظل يبذل المكائد في صناعة الفتنة بين الدعم السريع والجيش ، ويهدد الطرفين ، ويؤلّب المكونات المحلية على المكونات القومية ، ووصل به الأمر لتلغيم المسارات وقتل الرعاة بدوافع مهما حاولنا تجميلها لن نتمكن من سدّ أنوفنا عن رائحتها العنصرية .
السقطة الرابعة للحلو كانت في رفضه الجلوس إلى طاولة تفاوض يرأسها حميدتي الذي وصفه بأوصاف قناعية جعلها مبررات لرفضه الجلوس ،ناسيا أنه أيضا كان نائبا لهارون ، وقام بمهاجمة وترويع الآمنين في كادقلي بعد خسارته في تلك الإنتخابات التي رفع فيها شعار ( النجمة أو الهجمة ) ، وأنه لو كان قد كسب تلك الإنتخابات لكان حتى سقوط المؤتمر الوطني حليفا له ، وأن المبررات التي قادها سببا لعدم جلوسه للتفاوض ، تنطبق أيضا عليه وعلى حركته ، وأن بيته فيها من زجاج شفاف .
السقطة الخامسة تمثّلت في فقدانه مصداقيته ففي بداية التفاوض ، وقّع الحلو مذكرة تفاهم مع حميدتي حول التفاوض وترؤس حميدتي للوفد كما ورد في وسائل الإعلام في تلك الفترة ولم ينفه الحلو ، ولم يخرج دلدوم علينا ببيان اعتراض ، وفي جوبا جلس وفده في بداية التفاوض الذي يترأسه حميدتي قبل أن ينسحب لشيء في نفس يعقوب ، ثم يبرر موقفه بالهجوم الاعلامي على رئيس الوفد ، ثم يعود بعد ذلك ويقبل بالتفاوض ، فهل إنتفت عن حميدتي بين عشية وضحاها وفي أقل من أربع وعشرين ساعة ، تلك الصفات القناعية التي صرّح المناضل الثائر الحلو أنه لن يجلس معه بسببها ، أم أن الأمر كان استعراضا إعلاميا لاعلاقة له بالقناعات ؟؟ أم أن سوق المواقف قد حمي وطيسه ؟ أم أن تحت الرماد وميض نار ؟
هذه السقطات وغيرها كثير وجب على الحادبين على مصلحة الوطن مواجهتها بكل شجاعة ، فالحلو وغيره من الحركات يتفاوضون مع من ؟؟ هل يتفاوضون مع حكومة إرتضاها الشعب لتمثيله على احتلال مواقع في ثورته دون استحقاق إنتخابي ، أم يتفاوضون مع العسكر على مناصب عسكرية في جيش من المفترض أن يكون قوات الشعب المسلحة ؟؟؟
تفصيل قانون لتسجيل المسلحين وآخر لتسجيل القوى السياسية هو البداية الحقيقية ، وكل حركة أو مكون عسكري أوسياسي ، عليه التسجيل وفق القانون ، ويستعد الجميع للانتخابات ، بينما العسكريون يتم تأهيلهم في الوظائف المتناسبة معهم عسكرية كانت أو مدنية شأنهم شأن كل أفراد الشعب ، ولكن تمييز أفراد الحركات بدمجهم في القوات المسلحة ، ووقادة الحركات التي تملك المقاتلين المضمومين للقوات المسلحة يتم استيعابهم في الحياة السياسية المدنية ، بينما الشباب الثائر الذي أتى بهذا الوطن الذي يصطرعون عليه وهو يقابل الرصاص بصدور عارية عالية ، ويقدم الشهيد تلو الشهيد ، يعاني من البطالة ولايتم الاهتمام بدمجه في عملية التنمية الشاملة بذات الحرص على استيعاب مقاتلي وسياسيي الحركات التي ستخلق العديد من الاضطرابات مستقبلا وستختلط السياسة بالعسكرية وتقضي على كل أحلام الحياة المدنية ، أمر يحتاج وقفة !!!.
ليس هناك طرف يملك الثورة غير الشعب ، وليس لأية جهة حق التفاوض مع الشعب لتحقيق مكتسبات ذاتية ، فالفترة الإنتقالية فترة تكنوقراط ، وحتى الحاضنة السياسية التي ارتضياها الثوار لاتملك حق البقاء لو قال لها الشعب وداعا ، وقالها حمدوك في لقائه الأخير بأنه سيغادر لو طلب الثوار منه ذلك .
لابد للثوار من تشكيل لجنة رقابية تستفتيهم ولو عبر الأنترنت عن قضاياها الرقابية لأداء الأجهزة التشريعية والتنفيذية في كل شهر ، وتقديم تقرير بها لرئيس الحكومة جنبا لجنب مع التقارير الشهرية الرسمية التي يقدمها مجلسه الإستشاري الرسمي حتى تنبه الجهاز التنفيذي لما قد يغفل عنه في زحمة المشاغل وبما يقدّم كل أشكال الدعم الشعبي الممكن في تنفيذ برامج التنمية ، فالدولة يبنيها الجميع ، والمجتمع المدني أهم بكثير في مخططات البناء من الجانب الرسمي ، والتكامل بين الجانبين مطلوب والوطنية مطلوبة ، وسودان اليوم والغد ليس سودان الأمس ولن يعود
وقد بلّغت

عبدالدين سلامه
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. طظ فيك و من يعرف مصلحة الوطن اكتر من الحلو هل يعرفها حميدتي الذي يبيع الشباب بثمن بخس في اليمن و ليبيا و يقتل من بقي امام القيادة ام البرهان الذي يحركه رموت الإمارات و مصر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..