مقالات سياسية

رسالة مفتوحة لوالي الجزيرة

يوسف السندي

سعادة الوالي انت تستلم مهمة تحتاج لعزيمة جبارة، مهمة استعادة الجزيرة لموقعها في صدارة الإنتاج، الجزيرة مثلت على مدى التاريخ القريب والبعيد ( صرة ) السودان التي تغذي عبر حبلها السري مشروع الجزيرة كل أجزاء الوطن، الجزيرة كانت تجود بأكثر من ٦٠% من الناتج القومي السوداني، ولكنها اليوم كما تعلم صارت اثرا بعد عين بعد الاستهداف الممنهج الذي تعرضت له الجزيرة على يد نظام الإنقاذ.
مشروع الجزيرة يحتاج (نفضة) ضخمة، لتعيده من جديد عملاقا كما كان، قانون مشروع الجزيرة لسنة ٢٠٠٥ سيء السمعة لا اظن انه يجب أن يبقى يوما واحدا بعد توليك زمام الولاية، المبادرة لصناعة مستقبل جديد للمشروع يحدث نقلة نوعية تخرج به من حالة الجمود إلى الحركة، الزراعة النقدية والصناعات التحويلية وإدخال الإنتاج الحيواني، جميعها قد تكون حلول مفيدة في المستقبل القريب والبعيد سيستفيد منها الوطن إنتاج وعملة صعبة وسيستفيد منها أبناء الجزيرة وظائفا وتنمية في الطرق والكهرباء وحركة اقتصادية في الأسواق المحلية.
الري يحتاج لوقفة جادة، معظم المحاصيل التي تفشل بسبب الري، المشروع باكمله يروى عبر الري الانسيابي فكيف تفشل الماء في الوصول إلى الزرع في الوقت المناسب؟ البلاد من حولنا تستخرج الماء من اعماق سحيقة من باطن الأرض وتبذل جهود مضنية ومكلفة من أجل سقي مزارعها، بينما بإمكان الماء ان تتدحرج لآلاف الكيلومترات من النيل الأزرق والخزان لاخر (حواشة) واخر (سرابة) ومع هذا تفشل الماء عندنا في الوصول للمزارع!! وتخسر البلاد ملايين (متلتلة) من الدولارات.
التعليم يحتاج وقفة، تأهيل البنية التحتية من مدارس وادوات تعليم، تاهيل المعلمين والاهتمام بهم فالمرتبات ما عادت تكفي شيئا. الصحة كذلك في وضع صعب، الشراكة مع الجهات الصحية بما فيها كليات الطب والاطباء من أجل وضع خارطة صحية وبرنامج صحي واقعي يقود خلال السنتين القادمتين إلى تحقيق شعارات الثورة في الصحة ( الصحة للجميع)، كما نتمنى ان تستفيد من مشروع طب الاسرة بولاية الجزيرة وتوزيع اطباء أسرة في كل المراكز الصحية بالولاية فهم الأقدر على تحسين وضع المواطنين الصحي بصورة مذهلة.
الطرق ياسيادة الوالي حدث ولا حرج، سفلتة المزيد من الطرق وخاصة المربوطة بمناطق الإنتاج هو أمر مهم وحيوي، الكثير جدا مطلوب في الخدمات العامة من كهرباء ومياه وفي توفير الغاز والخبز ، بالمختصر تحتاج الجزيرة كل شيء، ولذلك عليك ياسيادة الوالي الاهتمام بلم شمل مجتمع الجزيرة، استمع للجميع وكن لهم وال جميعا وليس وال لحزب محدد ، لن تستطيع أن تصنع شيء لوحدك فليس بيدك عصا موسى، ولكن أستمع للناس، كن لهم كما يتعشمون، ولا تسقط في براثن التمكين ، وختاما لا تنسى شباب الثورة والبطالة التي تحاصرهم، نعلم أن المتبقي من عمر الانتقالية ليس كثيرا بعمر الدول، ولكنه كاف اذا وجد قائد ملهم لوضع الجزيرة على الطريق الصحيح.
يوسف السندي

‫3 تعليقات

  1. إذا أستمر النهج الذي بدأ به فسيكون على الجزيرة السلام هذا الرجل تحدث كثيرا وكما يقولون البراميل الفارغة هي التي تحدث الضجيج. إذا لم يطلع علينا هذا الوالي بخطة محكمة وبمواقيت محددة وأن تكون خطة مستقلة لا تعتمد في مواردها إلا على النذر اليسير من المركز، فسنكون أكثر تعاسة حيث أنه سيكون لدينا حمدوكين واحد في المركز والثاني في الجزيرة. أخي الوالي لا تتحدث كثيراولا تضيع وقتك في توافهم الأمور من اعمال النفير وزيارة المستشفيات وأماكن العزاء والبكيات أشغل نفسكم بعزائم الأمور وما أكثرها وبالمناسبة أنت أكثر والي محظوظ ويمنك أن تحقق إنجازات كثيرة في شهرك الأول. أنت والي على ولاية تكاد تكون خالية من المشاكل القبلية وإنسان مسالم صوفي الطبع يرضى بالقليل ولديك موارد لا تتوفر لأي وال آخر وعندك آلاف الخبراء المنتشرين في جميع أنحاء المعمورة مستعدين لمساعدتك وإمدادك بالمشورة والخبرات. ضع الخطط وأبدأ بالتنفيذ لا تشغل نفسك بالأعمال الروتينية اليومية التي يمكن أن يقوم بها أي من مساعديك الثوريين. أشغل نفسك بعزائم الأمور وأترك صغائرها وتوافها لغيرك.

  2. اسٸلة للسندی:ذکرت من قبل انك کنت فی الشرق ایام العمل المسلح,فالی ای من قوات المعارضة کنت تنتمی؟ سٶال اخر,هل انت دکتور طبیب ام حامل رسالة دکتوراة ؟وفی ای تخصص فی الحالتین؟نشکرك مقدما علی الاجابة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..