أخبار السودان

أزمة الدقيق.. ملفات شائكة!!

الخرطوم- رشا التوم

أوصد عددٌ كبيرٌ من المخابز، أبوابها أمس لعدم توافر الدقيق ونقص الحصص المُقرّرة، في وقت شكا فيه المُواطنون من عدم توافر الخُبز وتمدّدت الصفوف في مشهدٍ مأساوي للباحثين عن الرغيف ومُعاناة الانتظار لساعات طويلة أملاً في الحصول على مُبتغاهم، كما شكا عدد منهم من تناقص أوزان وحجم الخبز رغماً عن تحديد الحكومة زنة الرغيفة بـ(80) جراماً والسعر بواقع (2) جنيه، وما حدث في الواقع أن بعض المخابز ضربت بالقرار عرض الحائط، وتباينت الأحجام والأوزان للخبز من مخبزٍ إلى آخر، وهي مُشكلة تطاول أمدها وعثر الوصول فيها إلى حلٍّ حاسمٍ ونهائي.

نقص الحصص

الأزمة الأخيرة، اتّضح فيها جلياً أنّ المُشكلة متعلقة بتوفير الكميات الكافية من دقيق الخُبز، وقد توقّفت مطاحن الأسبوع الماضي عن العمل لعدم توافر القمح، بالرغم من أنّ هناك خُطة أعلن عنها في وقتٍ سابقٍ تقول بتوفير الجهات المُختصة للقمح من المخزون الاستراتيجي وفق اتفاقيات مُعيّنة تضمن وصول القمح للمطاحن في توقيتها المطلوب، الأمر الذي يسمح بوصول الكميات المرصودة للمخابز، وبالتالي انسياب عمليات إنتاج الخُبز وتحقيق الوفرة التي تُجنِّب المُواطنين مُعاناة الانتظار الطويل لطوابير الخبز بالمخابز.

وأوضح طارق فرج الله صاحب مخبز بشمال بحري، أنّ مشكلة عدم توافر الخُبز تعود في الأساس إلى نقص حصص الدقيق المُقرّرة ومُماطلة الشركات في تسليم الدقيق للمخابز، وذكر لـ(الصيحة) أنّ حصتهم اليومية تترواح ما بين (20 – 25) جوالاً من شركة سيقا فقط والتي تمنحهم دقيقاً يكفي لـ(5) أيام في الأسبوع، وأشار فرج الله إلى توقُّف حصص الدقيق من شركة روتانا قبل عُطلة عيد الأضحى دُون أسبابٍ معلومةٍ، فيما تقوم وشركة سين بإجراء بعض المُعالجات بتسليمهم (18) جوالاً في الأسبوع وتوقّفت حالياً دون أي إنذار مسبقٍ، وشكا فرج الله من ارتفاع تكاليف إنتاج الخبز، حيث يبلغ سعر جوال الدقيق من الشركة (600) جنيه وأجرة العامل للعجنة الواحدة تبلغ حوالي (80) جنيهاً، ولفت إلى ارتفاع غير مسبوقٍ في اسعار الخميرة، حيث ارتفع سعر الكرتونة من (3700) إلى (4200) جنيه، وسعر الغاز ما بين (2500) إلى (3000) جنيه حسب الصهريج، وأكد أن أبرز المُشكلات التي تُواجه عملهم هي تناقُص حصص الدقيق، وأعلن توقُّفهم عن العمل أمس بسبب عدم توافر الدقيق.

اتّجاه للتوقُّف

من جانبه، أكّد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد أصحاب المخابز عصام الدين عكاشة، انخراط أصحاب المخابز بولاية الخرطوم البالغ عددها (4) آلاف مخبز في اجتماعات لتوحيد الرؤية والوصول إلى قرار مُوحّد، أما الاستمرار في العمل أو التّوقُّف.

وشكا عكاشة في تصريح لـ(الصيحة) أمس من عدم توافر الدقيق وارتفاع تكلفة التشغيل، وقال إنّ سعر جوال الدقيق المدعوم من الحكومة ارتفع من (535) إلى (640) جنيهاً، وإن سعر كرتونة الخميرة ارتفع من (1800) جنيه إلى (4000) جنيه، والزيت من (1600) جنيه إلى (4200) جنيه، والعَمَالة من (50) جنيهاً إلى (100) جنيه للعجنة الواحدة، والغاز من (1150) إلى (1750) جنيهاً، ونوّه عكاشة إلى أنّ أصحاب المخابز كانوا في السابق يشترون جالون الجاز بأقل من (20) جنيهاً وحالياً بأكثر من (100) جنيه للجالون الواحد بالسعر التجاري، وطالب الحكومة بدعم كافة مُدخلات الإنتاج حال أرادت الاستمرار في بيع الرغيفة بوزن (80) جراماً بسعر (2) جنيه، وأوضح أنّ الحوجة اليومية من الدقيق حوالي (15) جوالاً، وفعلياً تتّسلم المخابز ما بين (7 – 8) جوالات فقط، وقال: “نحن في نهاية الأمر تُجّارٌ ولن نعمل بالخسارة ونُسدِّد أجور عَمَالة وإيجارات وغيرها”، وأضاف “حَدّ الصبر انتهى”، ووصف كميات الدقيق المُوزّعة داخل العاصمة الخرطوم بالضعيفة ولا تكفي الحوجة الفعلية مِمّا يخلق نُدرة وشحاً في الخُبز، وحذّر من تفاقم الأزمة عقب فتح المدارس والجامعات وووصول العائدين من الولايات، ولفت إلى أنّ الولايات تشهد أزمة مُماثلة في الخُبز والموقف مُتأزِّمٌ للغاية، ووجّه عكاشة انتقادات حادّة لوزارة الصناعة والتجارة، وقال إنّها لا تملك برنامجاً ورؤية واضحة وحلاً جذرياً للأزمة، وتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة قرارات مُهمّة في هذا الشأن، ودمغ عكاشة وزارة الصناعة والتجارة بغياب الرؤية لحل مُشكلة الدقيق الحقيقية، وقال إن الوزارة مُتخبِّطة وعاجزة وتغيب نفسها عن المشاكل الحقيقية، وأشار إلى أن اللجان التي كوّنتها الوزارة من قبل أثبتت فشلها في إيجاد الحلول المطلوبة.

واتّفق مراقبون مع رأي اتحاد أصحاب المخابز بشأن فشل الجهات المختصة في علاج مشكلة الدقيق كسلعة استراتيجية مُهمّة تتطلّب وضع تدابير مُحكمة وكافية لضمان توافرها وعدم حُدُوث أيِّ نوعٍ من النُّدرة فيها، سيما وأن البلاد تنتج كميات كبيرة من القمح ويُوجد عددٌ من المطاحن الرئيسية القادرة على إحداث الوفرة.

الصيحة

تعليق واحد

  1. ارفعوا شعار ( كسرة بس ) ، بطلوا الفلهمة وارجعوا للكسرة بلا مطاحن قمح بلا بطيخ ، نحن شعب تربى اباؤنا واجدادنا واخواننا الكبار بالذرة والدخن والقراصة ومن ابتغى العزة فى غيرهم اذله الله ، اها شوف الذل دا كيف ، العيش الرغيف زمان كان تحلية ولشراب الشاى او لإكرام ضيف زائر وحتى الشوربة السليقة بختوا تحتها كسرة ومن فوق ليها عيشتين تلاتة و الناس تضرب زى السلامة عليكم ، يا حمدوك خلى الناس ترجع للفتريتة والدخن وقمح الشمال وانسى القمح المستورد واول زول ازعطوا اسامة داؤؤد لانه خرب ذوق وثقافة الشعب السودانى للقمح والرغيف والشعيرية والسكسكانية وبعد داك قبل على البقية المشوا وراءه… والله لن تشبعوا مادام الخبز هو طعامكم الرئيسى ، ولن تشبعوا إلا إذا رجعتوا لأصلكم واكلكم الزمان وبطلوا فشخرة وفلسفة وهبالة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..