خطير جدا ..شلل الأطفال يضرب من جديد …!!!
كما يقولون ..المصائب لا تاتي فرادى ..
وكأنما قدر السودان والسودانيين ..من مصيبة الى مصيبة ..ومن عذاب الى عذاب …والحمد لله على كل حال..
تابعت بأهتمام حلقة من برنامج – الحكيم – قبل ظهيرة الجمعة الاول من أمس ، على فضائية الهلال ..والذي يقدمه الدكتور وليد سليمان ..والذي استضاف في حلقته تلك الدكتورة داليا ادريس حسن – مدير إدارة تعزيزة صحة الام والطفل ، بوزارة الصحة التحادية ..ويحمد لهم ذلك دون كل الفضائيات السودانية ..التي يخصص كثير منها يوم الجمعة ..فترة للبرامج الصحية ..
أهمية الحلقة تأتي من تأكيد الخبر المؤسف ، بعودة وباء شلل الأطفال للسودان من جديد بعد غياب دام لمدة 11 عام – أي منذ العام 1991م – دونما تسجيل أي إصابة بفيروس شلل الأطفال ..
أكدت الدكتورة داليا ..ثبوت 11 إصابة ، امتد شريطها من ولاية جنوب دارفور مرورا بولاية الجزيرة والقضارف وانتهاءا بولاية البحر الأحمر ..مما يعني أن المرض يمكن تعريفه آلان بالوباء ..خاصة اذا علمنا ان تأكيد إصابة واحدة في أي بلد يعني أن البلد مؤبوة بهذا المرض الخطير ..والكلام لدكتورة داليا ..!!
كذلك ذكرت دكتورة داليا ..أن تتبع السلسلة الجينية للفيروس في السودان او ما يعرف بال ( Sequence ) بعد اول إصابة وكانت في 08/08/2020م ..أظهر أن الفيروس منشأه دولة تشاد ..والتتبع الجيني هذا مهم جدا لمنظمة الصحة العالمية والتي تم اخطارها على الفور ..ويعتمده مركز ( CBC ) في أمريكا ..وأهميته تكمن في ملاحقة منظمة الصحة العالمية لبؤر الفيروس واخطار دول الإقليم محل الإصابة ..وأخطار دول الإقليم والدول الحدوية لمكان ظهور أول إصابة ..!!
ومن المهم جدا ان نكرر ان تأكيد إصابة واحدة بالفيروس في بلد ما ..يكفي لاعلان هذه الدولة انها موبؤة بشلل الأطفال ..
وعليه فالسودان الان دولة موبؤة من جديد بشلل الأطفال حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية .. والذي انتقل الينا من تشاد .
الأخطر من هذا ..والكلام لدكتورة داليا ..أن هنالك 102 عينة او حالة اشتباه لم تتاكد نتائجها بعد ..
من المعروف ان هذا المرض الخطير ليس له علاج ويمكن ان يفضي الى الموت ..ومكافحته فقط تتمثل في إعطاء لقاح للتطعيم ضده لجميع الأطفال في الفئة العمرية من عمر يوم وحتى 5 سنوات ..وفي وقت واحد .. للحصول على (مناعة القطيع).. لمنع انتشار الوباء ..
السودان يوجد به حسب التقديرات – والكلام لدكتورة داليا – حوالي 8 مليون و500 الف طفل ضمن الفئة العمرية المذكورة المعرضة لهذا الوباء ..وكذلك مواليد العام 2016 وحتى منتصف العام 2017م – يتوجب خضوعهم للتطعيم نسبة لانقطاع التطعيم عالميا خلال هذه الفترة ..
اذا على السلطات السودانية إعادة تطعيم كل من تطعم من الأطفال حتى سن الخامسة وكذلك من لم يسبق له التطعيم ..وذلك بجرعتين .. ابتداءا من أكتوبر 2020م المقبل ..كما أوضحت الدكتورة داليا ..مبينة صعوبة المهمة ..خاصة وأن الوباء ضرب في فصل الخريف ..حيث ذكرت ان هنالك أماكن في اطراف السودان النائية يصعب الوصول اليها ..حتى بواسطة الهليكوبتر ..خاصة اذا علمنا ضرورة تطعيم كل الأطفال في جميع انحاء السودان حتى أطفال قبائل الرحل وفي وقت واحد ..مع ملاحظة ان اللقاح ستوفره منظمة الصحة العالمية في خلال شهر ..مما يزيد من صعوبة الامر والتحدي ..
ما يمكننا ذكره ختاما ..هنا وابداء النصح فيه ..وجوب مراعاة الاهل والامهات خاصة للنظافة الشخصية للأطفال الصغار ومراعاة غسل الايدي والاواني وتغطية الطعام ..خاصة اذا علمنا ان الفيروس ينتقل من براز المصاب او الحامل للفيروس للطعام ..عن طريق الذباب ونحوه ..
نرجو التوعية بالنشر على أوسع نطاق ..خاصة وان موعد الجرعة الاولي من التطعيم سيكون في أكتوبر ..كما ان ظروف الخريف في السودان مواتية ..لانتشار هذا الوباء الخطير ..الذي ضرب مجددا بعد طول غياب .. نسال الله السلامة ..
حسين المتكسي
[email protected]
