هل الدعم السريع قوة نظامية ام مليشيا قبلية؟!

تم تشكيل الدعم السريع بشكل رسمي عام 2013 بقيادة جهاز المخابرات والأمن الوطني لمحاربة الحركات الثورية المناهضة لنظام البشير ، وأصوله هي مليشيات الجنجويد التي قاتلت نيابة عن حكومة الخرطوم خلال حرب دارفور وارتكبت عمليات قتل والاغتصاب وحرق المنازل. ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش تصرفات الدعم السريع بجرائم ضد الإنسانية.
كان عمر البشير نفسه هو مؤسس الدعم السريع ، ثم عيّن حميدتي قائداً لها ومنحه بشكل غير قانوني رتبة الفريق الأول في أقل من عامين (مما يعني أن رتبته العسكرية جريمة بحد ذاتها). وحاول حميدتي تحسين صورته أمام الرأي العام السوداني حيث اتخذت مؤخراً إجراءات يمكن وصفها بالإيجابية للحفاظ على الأمن في مناطق محددة ، خاصة في شرق السودان ، في الأحداث القبلية الأخيرة في بورتسودان وكسلا.
لكن تاريخه حافل بالعديد من الشائعات ، حيث قيل أنه مواطن تشادي قدم إلى السودان بطريقة غير شرعية ضمن أجندة إقليمية معروفة في عام 1992 ، و ثبت هذه الشائعات من قبل زعيم قبلي موسى هلال ووصلت الاتهامات الي نشوب الخلاف حاد بين حميدتي وهلال وانتهي باعتقال وسجن هلال دون محاكمة حتي الان ، ومن أبرز الاتهامات التي وجهها هلال لحميدتي انه سعي الي تفكيك النسيج الاجتماعي في دارفور وتوطين القبائل من دول النيجر ومالي وتشاد في دارفور واحتلال مناطق القبائل اخري بقوة السلاح مدعوم من دول الخليج خاصة إمارة الفوضوية( الامارات العربية المتحدة ) حيث قدمت الإمارات دعمها للقوات القبلية بقيادة حميدتي تحت ذريعة المساعدات الإنسانية و تم تسليم أسلحة و مركبات ذات الدفع الرباعي وآليات واجهزة التنقيب عن المعادن لقوات الدعم السريع ، كما قدمت الإمارات تسهيلات مصرفية وجمركية لبيع الذهب الدارفوري في بورصة دبي و إيداعه في بنوك الإمارات ضمن حسابات شركة التنقيب عن المعادن “الجنيد”.
وهكذا استطاعت إمارة الفوضوية من استغلال الدعم السريع لنهب ثروات السودان وخاصة الذهب من إقليم دارفور بمساعدة وكيلها المخلص (حميدتي) مقابل دعم لوجستي حتى يتمكن من فرض قبضته على إقليم دارفور عسكريا ، ثم ألمحت وسائل إعلام وقنوات إماراتية وسعودية (سكاي نيوز وقناة الحدث العربية) صورة حميدتي وعرضها على الشعب السوداني كرجل المسرح.
كما أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم بحق المدنيين العزل في مناطق مختلفة مثل النهب والسلب والتعذيب المواطنين والرعاة و جلدهم لأسباب عرقية وتصفية حسابات القبلية مستغلة غياب وسائل الإعلام و مواقعهم العسكرية ولم يُحاسب حتي الان اياً من الذين ارتكبوا جرائم بحق الأبرياء وما زالوا يتمتعون برتبهم العسكرية كما احتلت الدعم السريع العديد من مناطق في دارفور مثل منطقتي “زرق” وقندليات – شمال دارفور ومنطقة “قلكي” غرب مدينة الفاشر بالقوة السلاح وشكلت إدارات الأهلية وعينت السلاطين والشيوخ من قبائل التي ينتمي إليها ثم نشرت قوات قبلية لحراسة تلك المناطق واحتجزت السيارات القادمة من ليبيا وتشاد وطالبوا بفدية كبيرة مقابل الإفراج عنهم.
مع كل الإنتهاكات التي قام بها الدعم السريع في منطقتي دارفور وجنوب كردفان (جبال النوبة ) لا يمكن الوثوق بها أو بقائدهم كقوة نظامية إلا إذا تخلت عن تحيزها القبلي و الالتزام حكومة بضمها للجيش وإبعادها أن أجندات السياسية وفك ارتباطها بدول المحور الشر(الخليج) ، ووقف اعتداءات على الأبرياء بدوافع قبلية واثنية بدون ذلك ستظل عبارة عن المليشيات القبلية.
هل يمكن للحكومة أن تضم دعم السريع إلى القوات الشعب المسلحة؟
هل تتنازل حميدتي عن قيادة قواتها للحكومة؟
ولماذا توجد في الأساس قوة عسكرية تحت قيادة شخص ما؟
هل حميتي يلعب بنا السياسة؟؟//
محمود عمر
[email protected]