مقالات وآراء

مقترحات لتطوير قطاع الثروة الحيوانية في السودان

د. عبدالله عيسى تاج الدين

يتمتع السودان بفرص كبيرة للاستثمار يلعب فيها قطاع الثروة الحيوانية دورا رئيسيا اذا ما تم اعادة وضعه علي ارضية صلبه قائمة علي دراسات موضوعية وسياسات واعية تعمل بشكل اساسي علي الخروج بهذا القطاع من النمط التقليدي الي واقع اكثر حداثة وملائمة للتطورات العالمية.

ولاجل ذلك اقترح نقطتين اساسيتين يمكن ان تساهم في النهوض بهذا القطاع:

(1). تأسيس مراعي ثابتة بدلاً عن الرعي المتجول. وذلك بتخصيص مساحات كافية لمنتجي الماشية من اجل زراعة الاعلاف وكذلك للتمكن من تقديم الرعاية الصحية الاساسية للحيوان. وللمراعي الثابتة فوائد عدة تتمثل بشكل اساسي في زيادة جودة اللحوم؛ اذ نجد ان الماشية التي تتحرك كثيرا وتقطع مسافات طويلة دائماً ما تحمل اوزان اقل وتزيد فيها نسبة الأعصاب. هذا بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي المتمثل في تشكيل مجتمعات مستقرة تتوفر فيها الخدمات الأساسية من الصحة وتعليم وبني تحتية؛ بالإضافة الي قابليتها لتبني وتطبيق مخرجات البحث العلمي والتكنولوجي المؤدي الي تحسين سلالات الحيوان و سلالات الاعلاف وبالتالي رفع الكفاءة الإنتاجية. حتي نصل الي مرحلة ان يكون لكل صاحب حيوانات موقعه الالكتروني بحيث يعرض فيه اخبار المزرعة, العمال, صور الماشية, الانشطة, طرق الوصول اليه,,,,الخ.

(2). يجب ان يكون الهدف الاستراتيجي لهذا القطاع هو الانتقال الكامل من تصدير الماشية الحية الي تصدير اللحوم (مجمدة و مبردة). وذلك لان تصدير الماشية الحيَة يكلف اسابيع من السفر والرحلات الطويلة الشاقة وغير الضرورية (من المزرعة الي الميناء ومن الميناء الي الخارج).

و ينعكس ذلك علي الماشية باضرار بالغة نجملها في النقاط التالية:

1. ارهاق الحيوان بسبب الرحلات الطويلة, اذ تقضي الماشية عدة اسابيع في البر والبحر تتعرض خلالها لعمليات شحن وتفريغ متعددة تتسبب في ارهاق هائل لهذه المواشي.

2. ارتفاع درجات الحرارة داخل السفن والشاحنات وفي حالات كثيرة يحدث ارتفاع وانخفاض في دارجات الحرارة تؤدي الي اجهاد شديد ينتهي الي موت العديد منها.

3. الازدحام وهو الحالة الشائعة في عمليات التصدير. وبسبب ضيق المكان لا تستطيع الماشية ان تنام جميعها في آن واحدو بل تنام فوق بعضها البعض و تحت ظروف ازدحام غير طبيعية.

4. انعدام الفراش المناسب في السفن والناقلات. الضأن مثلا تُترك لتنام علي فضلاتها اما الابقار فاحيانا يتم نثر بعض القش علي اسطح السفن ولكن عموما تتعرض الماشية الي جروح خطيرة ومؤلمة بسبب الرقاد علي اسطح الحديد لاسابيع لينتهي بتدهور مريع في حالتها الصحية.

5. الفشل في تناول الغذاء. وهذه ايضا حالة شائعة. خاصة الضأن قد يتعرض للجوع لدرجة الموت, لعدم تأقلمه علي طبييعة الطعام الذي يتم تقديمه في السفن. قد يعاني البعض الآخر من عدوى السالمونيلا المميتة أو الالتهاب الرئوي أو التهاب الملتحمة أو التعرض لمستويات عالية من الأمونيا.

6. ارتفاع نسبة الوفيات. بحسب تقارير من دول ذات تجارب معتبرة في الانتاج الحيواني, مثل أستراليا وبريطانيا، فان معدلات الموت داخل السفن تفوق اربع مرات معدلات الموت في المراعي او المزارع. للاسف لا توجد اي ارقام او تقارير عن معدلات وفيات الماشية السودانية المصدرة الي الخارج ولكنها بالتاكيد ستكون كبيرة جداً.

7. هذا بالاضافة الي مشاكل اخري تتعلق بالايذاء الجسدي للماشية وعدم احترام الدول المستوردة للماشية السودانية. وقد رأينا كثيرا عودة كميات ضخمة من الماشية الي السودان بعد ان غادرت الاراضي السودانية. وهذا يعود الي عدم وجود رأيي حكومي قوي يستطيع عقد اتفاقيات مسؤولة تضمن عدم ارجاع الصادر السوداني بعد مغادرته الاراضي السودانية.

* بينما من الجانب الاخر نجد ان لتصدير اللحوم فوائد عديدة نذكر منها علي سبيل المثال:

1. زيادة عائد الصادر بعدل سبع اضعاف العائد من صادر الماشية الحية
2. النمو المستمر لقطاع الانتاج الحيواني
3. التوسع في صادر اللحوم يخلق عدد هائل من الوظائف ويساعد في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات المحلية
4. تصدير اللحوم يفتح افاق للوصول الي مستهلكين علي امتداد دول العالم ويستطيع السودان ان يصدر الي دول كثيرة وبعيدة حول العالم بدلاً عن حصر الصادر في أسواق الخليج.
5. صادر اللحوم يعطي فرصة لعرض اللحوم السودانية بنكهتها وطعمها الخاص الي يمكن ان يكون مميزاً في الاسواق الاخري.

التحديات:
1. توفير مرافق ومعدات ذات سعة كافية للقيام بتجميد وتبريد اللحوم
2. اخري

د. عبدالله عيسى تاج الدين
23 أغسطس 2020
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..