مقالات وآراء

ما يتضح للعيان من خطاب البرهان

مع تأكيده على شعارات الثورة بطريقة غير مباشرة، وبأسلوب يختلف عن الذي تستخدمه قيادات قحت، خاطب الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي والقائد الأعلى للجيش، قواته بنوع من الحماس والانفعال، في لقائه الأخير بقيادات الجيش، من ضباط وصف ضباط، ومن مختلف القطاعات، في منطقة وادي سيدنا. والانطباع الأول عن هذا الخطاب، هو أن سعادة الفريق حاول إرسال رسائل واضحة لمختلف الجهات، داخلياً وخارجياً. فمن جهة رفض البرهان تعليق الحكومة فشلها على جهات من ضمنها المؤسسات الاقتصادية للجيش؛ خاصة وأنها قد عرضت خدماتها على الجهات ذات الصلة في الحكومة ولكن عرضها قوبل بالرفض وعدم الاهتمام على أقل تقدير. وقد أكد سعادته في ذات الوقت أن القوات المسلحة رهن إرادة الشعب، مشدداً على أن الجيش سيقف مع الجماهير ضد من يحاولون سرقة الثورة واختطافها. ومن الواضح أن اللقاء قد رتب له بعناية فائقة، مع حضور منظم بدرجة عالية، وإخراج مميز، بحيث تصل هذه الرسالة وتكون واضحة لكل الأطراف والجهات المعنية.
الهتافات كانت موزعة لتبرز تماسك الجيش بكل مكوناته، علاوة على أن البرهان تحدث إلى قواته عن مشاركة المكون العسكري في محدثات السلام، ممثلا بكل من الفريق دقلو والفريق كباشي؛ مكررا أن الجيش يعرف من كانوا يحملون السلاح عبر معارك عنيفة ومتعددة خاضها الطرفان ضد بعضمها مما أتاح لهما فرصة للتعرف على قدرات بعضمهما البعض.
وفي ثنايا حديثه تكلم البرهان عن التضامن مع الشعب لبناء الوطن دون الإشارة إلى الحكومة القائمة أو حاضنتها السياسية! كما ـتحدث أيضاً عن المتربصين والخونة دون أن يحدد من يعني بتلك العبارة. ومن جانب آخر، تحدث البرهان عن مشاكل السودان الحدودية؛ خاصة الفشقة وشلاتين وحلايب، كأنما يريد بذلك دغدغة مشاعر الشعب الذي ربما يلجأ إليه في حال دعت الضرورة إلى ذلك، وهنا أيضاً إشارة واضحة للعيان فيما يتعلق بارتباط الجيش بالشعب والعكس صحيح. ولعل الفريق البرهان هنا يستدعي نظرية العدو الخارجي وتهديد الأمن الوطني في محاولة منه لاستنهاض الشعب وحشد طاقاته تحسباً لتعرض حدودنا لأي تعد من دول الجوار. ولإظهار مقدرات السودان قال سعادته إننا لا ننتظر الهبات بل نعتمد على مصادرنا الطبيعية.
خلاصة القول إن البرهان قد كشف عن فشل حكومة قحت وعجزها عن تنفيذ شعارات الثورة حتى صار الوضع لا يطاق من جميع النواحي، فهل سيفعلها الرجل أو بالأحرى الجيش؟

محمد التجاني عمر قش
[email protected]

‫11 تعليقات

  1. ياكاتب المقال انت تُمني نفسك بأن يفعلها وانا اقول لك لا يستطيع لأنه يعلم بأن الشعب له الكلمة الفصل مليونية ٣٠ يونيو العام الماضي ليست ببعيدة.

  2. إلى محرري الراكوبة لماذا تسمح ن لهذا الكوز بالكتابة في الراكوبة كفاية علينا صحافة الكيزان اللي فاقعة مرارتنا وفيصل الضعيف ما قادر يتصدى لها

  3. يا محرري الراكوبة لماذا تسمح ون لهذا الكوز بالكتابة في الراكوبة. كفايه علينا صحافة الكيزان اللي فاقعة مرارتنا ولم يستطع فيصل الضعيف التصدي لها

  4. ((خاطب الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي والقائد الأعلى للجيش))؟!؟
    صحح معلوماتك البرهان يزعم أنه فريق أول وهو ليس القائد الأعلى ولا يحزنون. قائد أعلى لما رأسه عوض بن عوف للمجلس العسكري الانتقالي وانتهت القصة دي بتوقيع الوثيقة الدستورية فصار القائد الأعلى للجيش هو مجلس السيادة أكرر مجلس السيادة وليس رئيسه.
    ثم قلت من رسائل خطاب البرهان إشارته إلى جهات وصفهم بالخونة المتربصين وأنك تساءلت من المقصود بهم وأجيبك بأنهم هم الفلول الذين يهددونه بالانقلاب عليه وقد حاولوا كما تعلم فهو بين نارين إما أن يفي بالتزامه بالانحياز للثورة ويعمل معها بصدق وفي هذه الحالى يخشى فلولكم في الجيش والزواحف الخضر في الشارع أو يعمل للفلول ونظامهم البائد وفي هذه خطورة مزدوجة أولها من أسياده ومموليه الشارينو وهم الزعابيط عيال زايد الخير والذين يبغضون الكيزان وأحلافهم ومن جهة ثانية شارع الثورة الذي أرغمت مسيراته المليونية البرهان على توقيع الوثيقة رغم أنفه. فالمتربصون الذين عناهم في خطابه للجيش هم أنتم يا فلول، كيف ما تعرفهم يا شفيق يا راقل؟!

  5. والله انك فعلا قش، ماذا تتمنى ان يفعل البرهان، انقلاب !!! واذا تهور وفعلها، وهو فعلا يتمنى ذلك مثلما تتمناه انت، هل تتوقع ان ينجح الجيش في ظل مثلث برمودا الشعب، الدعم السريع، والمجتمع الدولي، ناهيك عن الاطراف الاخرى، ماذا سيكون مصير السودان، وماذا سيكون مصير الجيش وماذا سيكون مصير البرهان نفسه. من يخطط اللعبة لا يجيد الحسابات، او لا يهتم للعواقب

  6. لا تزال في ضلالك القديم..يا خال..وقد كنت اتوقع ان تكون وعيت درس الفساد الذي استمر طيلة تلك العجاف..ولكن تحليلك كان في مستوى الرغبة والطموح الشخصي ولم يرتق ابدا لمستوى الوطن..وانت اعلم من هو العاجز الذي طوال العجاف اورثنا ما اورثنا..كنت فرحا في مقالك بان اعطاكم هذا الذي لم يستطع حماية شعبه على بوابات قيادته..كلما نقول الكوز يمكن يتصلح تجده “مقدود” ..هههههه حرضوا حمتي مرة واحدة..غريبة تتمنون انقلاب وتزغردون له..في حين ترفضون ما قام به السيسي؟ كامل التحايا والاحترام..لكننا نحن لكم بالمرصاد..

  7. وأظنك لم تستوعب الدرس أخي التيجاني قش ومنذ أيام المنتديات وأنت ما زلت تمارس أدوار الكيزان العفنة وما زلت تمني نفسك بالأماني المجهضة هل ما يدور في خيالك الكوزي لن يتنزل على أرض الواقع مهما دارت الأيام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..