بين ضابطين – النار و الرماد
بين ضابطين – النار و الرماد
“اللواء” أحمد عبد الوهاب و “الفريق أول” عبد الفتاح البرهان
مشهد أول:
إقتباس:
“كان يقلق سعادة اللواء أحمد عبد الوهاب أمر الجيش السوداني و تغلغل الخبراء الروس في الحكم و محاولة إدخال أسس العسكرية السوفيتية في الجيش و على رأس تلك الأسس دمج منصب القائد العام و منصب وزير الدفاع في منصب واحد. و كذلك عسكرة وظيفة المدير المالي و التي كانت تعرف باسم مدير السجلات و المصروفات و كانت تتبع وزارة المالية و يكون شاغلها مساعد وكيل المالية هو الرقيب على الإنضباط المالي للجيش و الصرف وفق اللوائح المالية. و قد رأى سعادة اللواء أن تبعية الوظيفة للقيادة العامة تجعل من الصعوبة على شاغلها رفض أي تعليمات تأتيه من رئيسه الأعلى الأمر الذي يخل بقواعد الإنضباط المالي في الغياب التام لوزارة المالية.” إنتهى الإقتباس.
نقلا عن مذكرات إبراهيم منعم منصور – الجزء الثالث – الصفحة 152.
مشهد ثان:
ظهر الفريق أول البرهان خلال 24 ساعة في مناسبتين غاضبا و رافضا حديث السيد رئيس الوزراء الذي طالب بضرورة إدخال أموال شركات الجيش و الأمن التي تمثل 82% من الدخل إلى الخزينة العامة و بسط سلطة وزارة المالية عليها.
تحدث البرهان فيما تحدث عن الأموال التي تأتي من دول الخليج كعائد لتصدير الجنود السودانيين للقتال في حرب اليمن. و من المعلوم أن القتال من أجل المال يسمى بالإرتزاق و الجنود بالمرتزقة (الباشبزق). و تحدث الفريق أول البرهان أيضا عن فشل الحكومة المدنية في تسلم “بعض الشركات” التي أمر بها سيادته لتدخل تحت الولاية العامة لوزارة المالية.
واصل البرهان في تعداد مسالب الحكومة المدنية في محاولة بائسة لإستجداء عواطف بعض الجنود و لتحريض بقايا العهد المباد للثورة على الحكومة المدنية.
مشهد ثالث:
اللواء أحمد عبد الوهاب كان يقلقه أمر الجندي السوداني و يقلقه تغلغل القوى الأجنبية في الحكم و يقلقه إدخال الأسس العسكرية الأجنبيه و يقلقه تغير العقيدة القتالية للجندي السوداني و يقلقه الإخلال بقواعد الإنضباط المالي في الغياب التام لوزارة المالية. كان قلق اللواء يعود لأسباب وطنية ذلك لأنه كان جنديا و قائدا حقيقيا.
مشهد رابع:
بينما نرى الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد ترك مهنته و تحول إلى مستثمر و رئيس شركة متعددة المناشط و ذات غرض واحد هو الربح و جمع المال. فهو لا يقلقه أمر الجندي السوداني سواء قاتل في اليمن أو في ليبيا طالما كان العائد هو الدولار. و لا يقلقه تغلغل القوى الأجنبية سواء أكان ذلك من خلال تدخل سفارات دول أجنبيه أو منح أراضي لجيوش أجنبية أو مسالخ لتنمية قدرات جيوش غازية. و لا يقلقه تصدير الجنود السودانيين للقتال في الخارج تحت راية غير وطنية من أجل المال. فالقتال من أجل الوطن وحده لم يعد العقيدة الوحيدة للجندي السوداني في عهد “الفريق أول”. و لا يقلق البرهان حين يدوس على قواعد الإنضباط المالي و الإداري للمال العام بل هو يدعو لتقويض قواعد الضبط و الربط من خلال ممانعته في تحويل سلطة إدارة مال شركات الجيش لوزارة المالية. ما يهمه هو جمع الثروة بأي طريق كان بعيدا عن الرقابة العامة للأجهزة الرسمية للدولة السودانية.
الجندية السودانية في عهد القادة المستثمرين و التجار الجدد قد فقدت كثيرا من إحترام الشعب لها و تحتاج إلى إعادة تعريف من حيث العقيدة العسكرية و إلى منهج دراسي و عملي وطني و إلى الإختيار السليم للعناصر و مراعاة قومية تكوينها تحت راية واحدة موحدة و إبعاد كل ما هو جنجويدي عنها حتى تكون قادرة على القيام بمهامها الوظيفية المحددة في كونها تمثل رأس الرمح في الدفاع عن الوطن بالإستناد على الشعب.
م/ التجاني محمد صالح
[email protected]
يعني العساكر وقت يشتغلوا سياسة واقتصاد وتجارة طيب الشعب يشتغل شنو ، خلاص انتو يا ناس الجيش اشتغلو سياسة واقتصاد وتجارة ونحن نشتغل جيش وكل جماعة مننا تعمل ليها ملشيات وتشوف شغلها