مقالات وآراء

سجال قوي بين المدنيه والعسكريه

فكلما صرخ شباب الثورة في الشوارع (مدنياووووو)
كانت النار تشتعل في نفوس فلول النظام البائد
ولكن ومع الايام أدرك هؤلاء مدى رقي المدنيه ومدى روعتها.
ولم لا فقد فتحت لهم المدنيه أبواب الحرية تظاهرات في الشوارع ومسيرات وتعبير في الصحف وقدح للثورة والثوار ولعن للحكومة علنا وهذا ما كان مفتقدا في عهدهم الاسود بل وذهب بعضهم بعيدا بوصف رئيس الوزراء بالسكران.
وبالأمس القريب ظهر لهم كذلك مدي الفارق الكبير والجميل ما بين المدنية والعسكرية متمثلا في خطابي البرهان وحمدوك
وللامانة فلقد جاء خطاب حمدوك غاية في الاحترام َمهذبا مرتبا خاليا من أي عبارات مسيئة وبعكس خطاب برهان الذي افتقد الموضوعية و كان مليئا بعبارات التهديد والوعيد للحكومة .
وهنا يظهر لنا مدى الفارق الكبير ما بين المدنية والعسكرية.
ولهذا اصلا ظلت الدول الراقية في العالم ترفض النظم العسكرية جملة وتفصيلا.
والحزن حقا أن في بلادي من هم ولعون عاشقون لحكم العسكر يطالبون بعودتهم منقذين للبلاد .
رغم كل سوءات العسكر ورفضهم القاطع لتداول السلطة من خلال آليات الانتخاب ،
فالسلطة في مفهومهم الضيق هي لمن يملك القوة. فالذي يملك القوة في اعتقادهم هو الذي يحدد طبيعة القرار السياسي و الاقتصادي والاجتماعي .
فكان ان امتلكوا الشركات وقد بدلوا بزاتهم العسكرية باللباس المدني خداعا .
يقول الدكتور مجيد خدوري: “أما رجال الجيش فإنهم كانوا دائماً يُنكرون رغبتهم في التدخل في الشؤون السياسية أو تسلم الحكم، وكانوا يؤكدون أنهم لم يتدخلوا قط إلا لازاحة حكومة لا يؤيدها الشعب وتنصيب أخرى يؤيدها عامة الجماهير، وأنهم إذا ما استولوا على السلطة فلن يكون ذلك إلا من أجل نقل السلطة من يد الفئة الحاكمة المستغلة إلى يد الزعماء . أما عملياً فإن رجال الجيش لم يكونوا مستعدين قط للتخلي عن السياسة إذا ما توصلوا إلى تولى الحكم، وأن فترة الانتقال التي تعهدوا خلالها بتنفيذ الوعود السخية( كتطهير البلاد من مفاسد الحكم القديم وتنفيذ اجراءات اصلاحية) طال أمدها إلى أكثر مما كانوا هم أنفسهم يتوقعون.
وبدا أن الحكم العسكري يميل إلى البقاء في الحكم إلى أجل غير مسمى، كما أن العسكريين لم يظهروا استعداداً للتخلي عن السلطة التي صارت في أيديهم، وتسليمها إلى أيدي سياسيين يختلفون معهم في الآراء ووجهات النظر وهكذا فإنهم ما إن جلسوا على كراسي الحكم حتى رأوا بأنهم قادرون على حكم وطنهم قدرة غيرهم وإن استمرارهم في الحكم خير لهم وأبقى”.
ولنا في السودان تجارب عسكرية امتدت سنينا فلقد حكم السودان ٤ ضباط لمدة ٥٢ سنه عبود وسوار الذهب ونميري والبشير في وقت حصل السودان على الاستقلال عام ١٩٥٦ حيث كان أول مجلس سيادة من ١٩٥٦ وحتي ١٩٥٨ تلاه عبود من ١٩٥٨ وحتي ١٩٦٤ ثم سر الختم الخليفه من نوفمبر ١٩٦٤ إلى ديسمبر ١٩٦٤ ثم مجلسي سيادة لمدة عام ونصف ثم الرئيس الأزهري من ١٩٦٥ وحتي ١٩٦٩ ثم الصادق المهدي شهورا عام ١٩٦٩ ثم النميري ١٩٦٩ وحتي ١٩٨٥ ثم سوار الدهب لشهور في ١٩٨٥ ثم أحمد الميرغني من ١٩٨٦ وحتي ١٩٨٩ ثم البشير من ١٩٨٩ وحتي ٢٠١٩ ثم ابن عوف لساعات معدودة ثم البرهان.
والملاحظ هنا تفوق فترات الحكم العسكري على الحكم المدني.
وربما كان هذا له تأثيره السلبي على دعاة حكم العسكر الذين تعودوا حياة التسلط والبطش.
ومازال السودان وحتي يومنا هذا يرزخ تحت الحكم العسكري الذي نراه مسيطرا بسطوته العسكريه يدير شركات تجارية تتحكم في ٨٥ ٪ من ثروات البلاد تاركا الشعب يتضَور جوعا وقد ترك الفتات ١٨٪ ليخرج برهانا مدافعا عن هذه الشركات دون الحديث عن حرائق البلاد التي انتشرت كالهشيم.
ويا ليتهم يتعلمون من تجارب الشعوب فلقد عمل الجيش الصينى في التجارة و الصناعة ثم قررت خروج الجيش نهائيا من ممارسة الاعمال التجاريه والاقتصاديه
وارجعت الاسباب لدراسات علمية دقيقة اثبتت لهم ان
التجاره تغير عقيدة الجيش وان حسابات المكسب والخسارة التجارية لا تصلح للمؤسسات العسكرية وافرادها وان التجارة ومكاسبها تحول رؤية العسكريين للشعب علي أنه زبون في السوق يجب التربح منه وان الجيش يتحول لمنافس وليس لمؤسسة من مؤسسات الدول وانه لا يمكن ان يجمع العسكر بين العقيدة القتالية و الاستثمار وحسابات الربح والخسارة.
اللهم ولي علينا خيارنا
اللهم ارفع غضبك وسخطك عن السودان
انك انت السميع العليم.
……………………………….
محمد حسن شوربجي
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. إن من أكبر مصايب هذه البلاد هي الخطابات المرتجلة، أي شخص بيرتجل خطاب بتمر عليه لحظات هوشة و انفعال و عوارة يمكن يقول فيها كلام يودي البلد في ستين داهية، و كمثال على ذلك خطاب البرهان الأخير الذي لا يجب أن يصدر من رجل في قمة السلطة.. كلامه عن الفاشلين يجب أن يقوله في إجتماعات مجلس السيادة و ليس على الهواء.. كلامه عن الشركات المملوكة للجيش و أنه لن يسلمها كلام يجب أن يقال في إجتماع مع رئيس الحكومة، كلامه عن أن هنالك من يريد أن يفكك الجيش كان يجب أن يقال لقادة الجيش في إجتماع مغلق و و يحدد فيه من الذي يريد أن يفكك الجيش. إن العوارة هي التي (غتست) حجر السودان، عندما تلعلع أغنية (دخلوها و صقيرا حام) تصل الحماسة بالبشير أن يقول أمريكا تحت جزمتي.. مثل هذا الهبل هو ما يدمر البلاد، برهان مجرد سائق حافلة مؤقت حتى يحضر السائق الأساسي و لذلك ليس من حقه أن يغير خط السير و (يخلص) من الركاب.. خلوا العوارة و الخطابات المرتجلة. برهان أنت تلعب بالنار.. الشعب هو صاحب الجيش و للجيش مهمام معلومة، ولولا هذا الشعب الذي عجزت عن حمايته و هو في (بيتك) (القيادة العامة) لما كان أحد قد سمع بك، ولن يسمح بحكومة عسكرية مرة أخرى، و إن كان هنالك رجل ساهم في نجاح الثورة فهو قائدد الدعم السريع الذي و قف مع الثورة قبل الجيش… الفترة الإنتقالية قربت و ترجع محل ما جيت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..