مقالات وآراء

قوى الحرية والتغيير والتطبيع مع إسرائيل

منذ أن إلتقى السيد البرهان بنتنياهو في يوغندا ظلت مسألة تطبيع العلاقة بين السودان ودولة إسرائيل مطروحة بقوة في اروقة الدبلوماسية المحلية والاقليمية والدولية .

وبرزت أكثر مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية واتفاقية السلام بين الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل. ملف التطبيع مع السودان حمله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في زيارته للسودان يوم الثلاثاء الماضي. حسنا فعل السيد دكتور حمدوك رئيس الوزراء بأن اجتمع مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مستبقا زيارة بومبيو من أجل الحصول على رد موحد للطلب المتوقع بالتطبيع. من غرائب هذا الاجتماع حضور حزب الأمة الذي أعلن تجميد نشاطه في هياكل قوي الحرية والتغيير. خرج هذا الاجتماع بقرار غريب وهو أن حكومة الثورة غير مفوضة بالتطبيع وأن ذلك من اختصاص الحكومة المنتخبة وهو نفس الرأى المعلن لحزب الأمة حول التطبيع.

من غرائب هذا الاجتماع أيضا هو اتفاق أحزاب لم تتفق على شيء قط طيلة الفترة الإنتقالية. ذلك أن أحزاب الأمة والشيوعي والبعث والحزب الناصري قد اتفقت جميعها على رفض التطبيع. وبذلك ركبت هذه الأحزاب وقوى الحرية والتغيير وربما كامل ثورة ديسمبر مع إيران في سرج واحد.

ترحيل قرار التطبيع إلى الحكومة المنتخبة ليست أمرا جديدا في السياسة السودانية وهو ما يمكن أن نسميه التسويف السياسي السوداني. ولنا تجربة مع هذا التسويف في موضوع قوانين سبتمبر 1983 حيث رحلت حكومة الانتفاضة مسألة إلغاء هذه القوانين إلى الحكومة المنتخبة التي لم تفعل شيئا غير وصفها أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به وظلت سارية إلى أن جاء “أهل جلدها ورأسها” في 1989وظلت سارية بعد ذهابهم والى اليوم. حجة عدم تفويض حكومة الثورة باتخاذ قرار التطبيع التي تذرع بها المجلس المركزي لقوى الحرية مردودة عليه. من أهم شعارات ثورة ديسمبر شعار حرية سلام وعدالة فكيف يمكن تحقيق هذا الشعار من دون العودة إلى المجتمع الدولي وكيف يمكن العودة إلى المجتمع الدولي من غير شطب إسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب؟ وضع السودان ضمن هذه القائمة من أسوأ ما ارتكبته الإنقاذ من جرائم في حق شعب السودان ومن حق هذا الشعب أن يعيش مثل شعوب العالم الأخرى وأن تتوفر له أسباب الحياة الكريمة وأن يخرج من حالة الضنك والحرمان التي يعيشها الآن مهما كان الثمن.

فقد ضحى هذا الشعب و دفع من أجل تغيير واقعه عامة والمعيشي خاصة دماء وأرواح أبناءه على مدى عمر الإنقاذ الى أن انتصر في ثورة ديسمبر المجيدة. بالنسبة للتطبيع فقد وقعت العديد من الدول العربية اتفاقيات مع دولة إسرائيل منها مصر والأردن والفلسطينيين أنفسهم ومن المؤكد أن اي منها لم تتشاور مع السودان حول تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ومن المؤكد أن السودان لم يكن حاضرا حتى مراسم توقيع تلك الاتفاقيات. وواقع الحال يقول أن السودان أكثر احتياجا للتطبيع من جميع الدول العربية التي طبعت.

من المؤكد أيضا أن زيارة بومبيو للخرطوم لم تحقق النتائج المرجوة بسبب تمترس قوى الحرية والتغيير خلف مواقف ايدويولوجية لم تراعي مصالح السودان العليا ونسبة لموسم الانتخابات في أمريكا لن تعلن الإدارة الأمريكية فشل هذه الزيارة. كما أن النتائج السلبية لهذه الزيارة ستؤثر على علاقات السودان مع المحيط الإقليمي خاصة أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك على قوى الحرية تصحيح هذا الموقف المتخاذل كما تقع على السيد البرهان والسيد حمدوك مسؤولية تدارك الأمر وإصلاح الضرر الذي لحق بموقف السودان الدبلوماسي حول التطبيع.

على الجربندي
[email protected]

تعليق واحد

  1. كاتب المقال لا يعلم ان زيارة بومبيو لكل الدول العربية في الشرق الاوسط منيت بالفشل. تابع الاحداث عن كثب يا فاشل ثم قل رأيك. ماذا لو وافق حمدوك على التطبيع مع إسرائيل (هنا للمخلوع تجارب كثيرة) لكن لم يتم شطب اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الارهاب؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..