تحسبا وخوفا من مثل هذه الثورات الشعبية العظيمة برع مهندسي ومخططي النظام السابق من القيادات الكيزانية النافذة في السودان في بناء صرح إقتصاد الدولة على قواعد شركات خاصة وعامة متحركة تسبح خارج وبجوار مؤسساتها المالية والرقابية دون ان تستطيع التحكم بها.
وهو بمثابة “الجدار المالي” الصلب وقوة الدفع الأخيرة المتبقية لهم على الارض التي يستطيعون بضربات متوالية موجهة منها التحكم في مفاتيح بورصات الأسعار والدولار وإفشال خطوات كل من يأت بعدهم من المسئولين ويلاحقهم .
جدار يحرسه عسكر شركاء لنا وخلفاء لهم مؤدلجين مدججين بسلاح وعقيدة الانقاذ رضعوا من ثدي الأم التي اورثتهم واوصتهم بالحفاظ على أملاكها وثرواتها، ويخفي خلفه أسرار وحجم قوتهم المالية التي تحرك خيوطهم وهدفهم الظاهر والمبطن التشبث بقوة في ما أمتلكوه من ثروات تتيح لهم التحكم في الاقتصاد الكلي للدولة وتحريكه لمصلحة أهدافهم ونواياهم ومحاربتنا.
ضرباتهم على الاقتصاد واسعار صرف الدولار والذهب تظهر فيها بصمتهم وتنعكس آثارها وبالا على حياة المواطنين والتي يحمى وطيسها وتشتد كلما حاولت الحكومة المدنية تعريتهم او مواجهتهم او نخر تمكينهم.
هم يعرفون ويفهمون ان الحكومة المدنية الحالية بقيادة السيد حمدوك يكمن ضعفها في ضعف امكانياتها المادية التي جففوا منابعها قبل سقوطهم وأيضا يلمسون الاختلافات والتباينات التي تعتري جسد ومكونات حاضنة الثورة وأصابها بالضعف والهزال..!!
انهم قوم لا يخافون من الله فقط يهابون من مليونيات الشعب وغضبته.
فهل سيحطم هذا الشعب الجبار ذلك الجدار الذي بني خصيصا لإضعافنا وهزيمتنا واخفاء ثرواتنا وتحطيم احلامنا حتى نجوع لنفوضهم وننقاد خلفهم مرة اخرى كالقطيع ام تسرع العقول القيادية الحرة الثائره لهدمه وتحطيمه لتفك عنا الحصار الخانق الذي يضربه العسكر ليس على الحكومة المدنية في شخوصها بل على كل شعب السودان حتى تتلاشى تلك القوة التي ضربت باعماقها في الوطن وافسدته.
نكون أحرار او نهان ونذل يجب علينا سرعة التحرك والاختيار فالصورة وضحت بالكامل امامنا ومايتساقط امامنا ما هو الا تداعي لسقف الحرية والعدالة الذي خرجنا لبنائه.
وما هذا القفز المجنون لسعر صرف الدولار وتلك التوترات والانفلات الامني والتراخي في اقاليمنا الذي نشاهده ونراه يكبر امامنا الا بداية حرب شعواء يشنونها علينا فإن تباطأنا لن نستطيع غدا الخروج آمنين من منازلنا اينما كنا..!!
حقا يا حمدوك لقد رشقت باتهامتك عش الدبابير التي تحيط بخلايا العسل..!!
الذئاب البشرية تسرح وتمرح في بلادنا وتملك المال والسلاح والعتاد ولا يهمها مفردة استقرار الوطن بقدر ما يهمها الحفاظ على مصالحها ومساحتها التي استولت عليها في خريطة اقتصاد الدولة..
برير القريش
[email protected]
