مقالات متنوعة

مداخل للخروج

الأوضاع الثقافية والأدبية والفنية وغيرها كذلك من الوضعيات في بلادنا لا تبشر بخير، مما يحفز الناس للرغبة في البحث عن مخارج بعد أن ضاقت واستحكمت الحلقات بعد أن ظننا، وأن بعض الظن آثم، أنها ستفرج ولكنها (انفرجت) بدلاً عن ذلك وابتلينا بما نحن فيه من واقع ووقائع عمقت روح المعاناة من هذه الأوضاع وخلقت حالة عارمة من عدم الرضا والقناعة بما يجري على السوح كافة.

وتعددت طرائق التعبير عن المعاناة في مجتمعات تزعم الانتماء لماض لم يعد صالحا لحل مشاكلها، ولم تعد تتمثله أو تمثله في الواقع، وتنكص عن واقع لم تعد قادرة على استيعابه فبقيت وكأنها معلقة في الفراغ، وهو ما حدث لمجتمعنا المحلي والمحيط الإقليمي عموماً وإجمالاً، حيث عجزت التقاليد عن استيعاب ما عرفته العصور الحديثة من قطيعة مع الماضي، وعجزت الحداثة عن إقناع الجماهير المحرومة الطريحة على هامش التاريخ، فبقيت حائرة مترددة ما بين ما حدث وما سيحدث وما لن يحدث وما قد يحدث في غلوتية ثقافية محيرة.

ودخلت المجتمعات في واقع شك معقد، يقيد العقل والروح وواقع يصطدم بالتراث وبالتالي فشلاً للمشروع النهضوي والحضاري والذي أصبح في خبر كان. وهذا يشكل في حد ذاته تهديداً بائناً للمستقبل ومحكاً حقيقياً للماضي وامتحاناً عسيراً للغاية للواقع.

وفي هذا الإطار ينحصر منتوجنا الادبي على واقعنا المحلي وينكفئ على الداخل، ونحاول أحياناً إيصال صوت احتجاجاتنا للعالم الخارجي بالنثر والشعر والرواية الصادمة واللوحة الخادشة وغيرها ولكن دون تأثير يذكر، لفشلنا في امتحان الواقع بدرجة امتياز.

وما زلنا نمارس النمطية في اصداراتنا الفكرية ونتحدث عن فئات اجتماعية بعينها ومتجاوزين الهوامش وقاع المجتمع وواقع القيم الحالي والقوى الحديثة والجديدة وننحصر في حديث الذكريات والزمن الذي نصفه بالجميل مع عدم إجماع الكل على ذلك الوصف المضلل وغسيل الأدمغة الثقافي، مما أدى إلى جمود الخطاب وتزايد الإرهاب المادي والمعنوي واغتيال الثقافات واعتقال الأفكار غير النمطية وبالتالي الغياب في المنظومة وتعطيل تطور الإنسان البسيط وتطوره وارتقائه المعرفي.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..