نص خطاب البرهان بمناسبة التوقيع على اتفاق السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين
فخامة الأخ / الرئيس سلفاكير ميار ديت رئيس جمهورية جنوب السودان
أصحاب السعادة والفخامة رؤساء الدول والحكومات
السادة ممثلي الدول والمنظمات الاقليمية والدولية
السيد رئيس وأعضاء لجنة الوساطة الضيوف الكرام
اخوتي قادة وأعضاء حركات الكفاح المسلح
أخوتي في حكومة الفترة الإنتقالية
من لجان تفاوض وحضور كريم
ثورة وشعب السودان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا يسعدني في هذا اليوم العظيم من مسيرة ثورة وشعب السودان ان أرسل رسالة سلام وتحية خالصة للأخ سلفاكير ميارديت و لحكومة وأبناء جنوب السودان لاستضافتهم الكريمة لهذه المفاوضات والحرص على جمع اخوتهم فى السودان وأخص بالشكر لجنة الوساطة لصبرها وتحملها رهق وتعب هذه المفاوضات.
الاخوة الكرام
لقد ظل السلام يشكل المسعى الاهم لنا في ترتيبات الفترة الانتقالية، وفاءاً للوثيقة الدستورية، وتحقيقاً للاستقرار والأمن والسلم في كل ربوع السودان وأنه لا يُمكن تحقيق الإستقرار السياسي الكامل والتنمية الإقتصادية المتوازنة إلا من خلال الوصول إلى سلام شامل، الأمر الذي تم ترسيخه والنص عليه في وثيقة الدستور الإنتقالية بغيةإنهاء كل النزاعات المتطاولة في البلاد ومعالجة جذور هذه النزاعات بنيوياً واعادة التفاعل الايجابي بين الدولة والمجتمع.
الاخوة الكرام
أن الاتفاق الذي وقعناه اليوم ونحن نبشر به الآن يعد التزام من جانبنا وجانب حركات الكفاح المسلح الموقعة عليه تجاه الشعب السوداني الذي ظل يعاني من ويلات الحرب والدمار والنزوح واللجوء والتشرد والذي يتطلع الى الاستقرار ولم الشمل والعيش الكريم ،كما أن إتفاق اليوم يعد إلتزام لعبور المرحلة الحرجة الحالية التي تمر بها البلاد و التي تواجه مخاضا عسيرا في الوفاء بمتطلبات ما بعد الثورة ونأمل أن يجنى أبناء السودان ثمار هذا الإتفاق بتغيير حقيقي يُلامس أشواقهم ويُنهي آلامهم ويضع الأسس لبناء سودان المستقبل سودان الحرية والسلام والعدالة.
الاخوة الكرام
انني من جوبا عاصمة السلام ارسل دعوة صادقة للاخوين القائد عبد العزيز آدم الحلو والقائد عبدالواحد محمد نور للحاق بمسيرة السلام والسير على الدرب وان لا يتخلفا عن شرف صنع السلام واستدامته ، لأن اتفاق السلام اليوم لم يحقق مكسب لحركات الكفاح المسلح وحدها بل هو حلم يُراود كل السودانيين بالعيش في وطن المواطنة فيه هى الأساس لنيل الحقوق وأداء الواجبات.
الحضور الكريم
أستطيع القول اليوم بأننا وضعنا أرجلنا فى بداية المسار الصحيح لبناء الوطن ومهدنا الطريق لشعوب السودان لوضع أسس البناء الوطنى وحتماً سيقودنا هذا الإتفاق إلى إصلاح وترميم اللحمة الوطنية مما يكننا من إكمال مسيرة الإنتقال ونحن أكثر قوة وتماسك حتى بلوغ الغايات.
وفي الختام
أكرر شكري للاخ سلفاكير وكل المشاركين في هذه الملحمة التاريخية والتي نثق تماماً بأنها ستخرج بلادنا من دوامة الحروب والنزاعات التي طال امدها وحان الوقت لإنهاء جذورها وأسبابها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن معالجة أضرارها وآثارها السلبية فمرحباً بالأخوة شركاء السلام ولنصنع سوياً السودان البيحلم بيهو شبابنا وبناتنا وآباءنا وأمهاتنا ــ لكم التحية. والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ