في الأول من كل سبتمبر تزدان الشوارع والساحات العامة بالقناديل والازهار احتفاء بذكرى مولد CD “سيدي” أبو الجعافر قبل سنوات قليلة في حي عبد الباسط حمزة (حلة حمد سابقا – بحري)
وعموما فلا عتاب ولا ملامة فقد خذلني من قبل الحبيب الراحل غازي القصيبي الذي درج قبل رحيله المر على ان يطخني بقصيدة في أول سبتمبر من كل عام: أيها الفاتح من سبتمبر جئتنا تزهو بشرٍّ أغبر/ سحبته داية أمية/ بلسان مذ نما لم يقصر (لم يكن يعرف انني مولود في “الراهبات”)؛ واستنجدت بشعراء السودان كي ينصروني على القصيبي، فجاءني علاء الدين شاموق الذي قال: صديقي ابن عباس / بحق أجدع الناس / فانت الفخر للسودان/ من سوبا لتنقاسي/ وبعدها بدأ شاموق الضرب في المليان: فما قال القصيبي لكَ/ لا يخفى على الناس / ولكن لم يذكرنا ** بعمرك أيها الناسي..!
وبارك الله في الحبيب الشاعر شمس الدين الخليفة (شاعر مرحبتين بلدنا حبابا): إذا غازي عليك اشتد/ ليس عليك من باس/ فخلفك صبية جاءوا بأنياب وأضراس/ يسدون الفضاء الرحب من نمولي لتنقاسي/ فحقك كل مكرمة/ لأنك خير ونّاسِ/وتلك حقيقة ما تقول/ كلامي قطعتو من راسي
وبعيدا عن الهزل فإني سعيد لأنني فزت بأجمل جائزة قبل سنة وبضعة أشهر عندما أهداني الملايين من شباب بلادي “الخلاص” من حكم فاسد إجرامي، ولهذا نذرت أن أكرس ما تبقى من سنوات عمري لأرد الهدية بأجمل منها وأن أناشد غيري على تشمير السواعد ونحن نواجه العديد من الكوارث والأزمات، لإشعال الشموع بدلا من ادمان لعن الظلام، ونحن المغتربون في قطر شرعنا في سداد دين الوطن في رقابنا ودعمنا عبر مبادرتي “حنبنيهو” و”أيدينا للبلد” حملة مكافحة الكورونا بمليارات الجنيهات، ونلت مؤخرا شرف الانضمام لمنظمة سيدسو العملاقة التي تنجز حاليا مشاريع ضخمة لإعادة تأهيل وبناء المدارس في الأرياف وتزويدها بكهرباء الطاقة الشمسية والماء ودورات المياه بموازاة توفير الزي والحقائب المدرسية، وللمنظمة فروع في جميع مدن السودان وبلدان الاغتراب، فهلموا إليها وإيد في إيد تجدع بعيد
ويا وطني كل عام وانت بخير و”أريتك تبقى طيب/ أنا البي كلو هيِّن”، ولو فيكم خير أيها القراء فقدموا الهدايا للوطن الذي ظلت أطرافه تنزف وها هو الآن يغرق، وأما الهدايا الشخصية فهذا “طرفي منها”
جعفر عباس
