وغرقت بلادنا في شبر مويه

اللهم الطف باهلنا
ففي الوقت الذي تعيش فيه بلادنا مخاضا سياسيا عسيرا واضطرابا اقتصاديا قاسيا في كل نواحي الحياة خبزا ووقودا وكهرباء وتهريبا للسلع وتلاعبا بالدولار وحروبا قبلية وسلاما متعثرا وغيره.
كشرت الطبيعة عن أنيابها سيولا عارمة ضربت كل الامكنة لتزداد معاناة المواطن المسكين سوءا فوق سوء.
حيث فاض النيلين غضبا كما لم يفيضا من قبل فتهدمت البيوت وغرقت المزارع وافترش الفقراء الأرض المليئة بالمياه.
وما زاد الطين بلة تهاطل الأمطار بغزارة حتى تشبعت الأرض بالمياه مما ذاد خوف الناس من تساقط جدران منازلهم . فبدأوا يدعون الله بالرحمة أن يمر خريف هذا العام بسلام وان تسلم منازلهم من السقوط والهدم.
وان كان نفس المشهد يتكرر كل عام دون حلول حقيقية سوى تلكم ( الشوالات) البائسة و المملوءة بالتراب.
وزيارات خادعة للمسؤولين وهم يشمرون عن ( بنطلوناتهم) وسط المياه وكأنهم يبحثون عن الحلول ايهاما.
ولكن للاسف الشديد لا حلول كانت في الثلاثون عاما الماضية ولن تكون الآن مادامت مدننا وقرانا قد شيدت بطرق عشوائية .
ولا داعي للرهان على زيارة البرهان والذي لا يملك غير معسول الكلام .
فقد كان لزاما علي الحكومة تجهيز بعض السدود الترابية مبكرا وخاصة على ضفاف النيل الأبيض أو شق بعض الترع الضخمة شرقا وغربا لتصريف زوائد المياه أسوة بترعة الرهد التي كانت في سبعينيات القرن الماضي والتي نفذها الرئيس الراحل جعفر نميري لإقامة مشروع الدندر الزراعي حيث كان طول تلك الترعه «80» كم وكانت الفكرة الأساسية ان تقوم الترعة بري 30 الف فدان بمنطقة الدندر.
ولا أدري لماذا لم تفطن حكومة الانقاذ البائدة لمثل هذه الافكار .
وان كان اخوتي فيضان هذا العام غير مسبوق في تاريخ السودان ويعزو المراقبون السبب للسد العالي الذي قام المصريون باقفال بواباته جميعا طمعا في تخزين المزيد من المياه ولتحصل مصر على أكثر من ٨٥٪ كحصة كانت تطمع فيها .
وقد اثر كذلك سد النهضة الإثيوبي الجديد .
ولم لا وقد ألقى هو أيضا بظلاله على الكارثة.
ففي الأخبار أن إثيوبيا لم تقفل أبواب سدها بالكامل.
وبالتأكيد فالسودان هو الضحية وهو المتضرر الأول والأخير في دول حوض النيل غرقا لسانه.
ولا أدري لماذا لم تتوقع وزارة الري مثل هذا الأمر مبكرا .
وان كانت الكوارث اخوتي عمل نابع من الطبيعة ولا دخل للإنسان فيه فقط تساهم العمليات الخاطئة في سوء تخطيط المدن في هذا الأمر.
والعيب كل العيب على حكومة الانقاذ التي أهملت هذا الأمر لثلاثون عاما دون حلولا ناجعة لدرء هذه الكوارث .
وظني انه وفي النهاية سيعلن السودان كالعادة منطقة كوارث لنعود من جديد لمربع تلقي المعونات والهبات.
فوا عيباه على سودان يمتلك أكبر ثروة حيوانية في العالم وقد عاد ثانية للمعونات والمنح.
ووا عيباه عليه وقد قالوا عنه يوما انه سلة غذاء العالم وكأنه جوعي وغرقي وعطشي.
اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا .
اللهم لا تقتلنا غرقي ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك
اللهم إني أسألك خير هذه السيول والأمطار وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شر هذه السيول، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به.
اللهم دمر أبناء السودان الذين عاثوا في بلادنا فسادا غسرقوا ونهبوا وقتلوا .
اللهم اجعلهم عبرة.
……………………………..
محمد حسن شوربجي
[email protected]