مقالات وآراء

السلام الشامل سهل المنال

*السلام الشامل سهل المنال*
يقولون ان السلام ينقسم إلى قسمين سلبي وايجابي
فالسلام السلبي هو غياب
الحروب و الصراعات وغياب العنف و الاضطهاد وغياب الشر دون إيجاد للسلام المجتمعي .
اما السلام الايجابي فيُعرّف بما ينطوي عليه فعلاً، لذا فان تعريف السلام الايجابي هو توفّر هدوء البال والانسجام والخير وتوفر الروابط الإنسانية وتوفر القيم الانسانية من احترام وقبول الآخرين والمساواة َوالشعور بكل القوي الإنسانية.
فبالأمس شاع في الأنباء أن السودان بصدد توقيع سلام في جوبا تتويجا لتلكم المفاوضات التي امتدت عاما بأكمله.
فتسمر الناس جلوسا أمام أجهزة الإعلام المرئية ليروا بأم أعينهم مراسم ذلك السلام القادم .
فإذا به سلام شبه منقوص يضم بعض حركات التسلح دون غيرهم وكأنه سلام جزئي لا يضم لاعبين اساسيين كعبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو وحركات صغيرة أخرى.
وكم كنت اتمني حضورهم حتى يحل السلام الشامل كل ربوع الوطن.
ولكن كل الامنيات أن يتحقق ولو سلام جزئي يتبعه شامل يعبر بكل أهل السودان كما عبرت دول أفريقية كثيرة هجرت الحروب إلى الابد.
فمن ينسى تلكم الحروب المدمرة وعمليات التطهير العرقي التي كانت تنتشر في رواندا وبوروندي والصومال واثيوبيا وغيرها واين هي تلك الدول اليوم وقد ودعت رائحة البارود والمدافع .
وفقط نتمنى أن يجلس الجميع في مؤتمر جامع نهائي لقفل هذا الملف سلاما نهائيا يتوافق و ثورة الشعب التي تفجرت لتحرير الوطن من براثن التطرف وعهود الاستبداد.
وفعلا تأخر السلام كثيرا عن ربوعنا وقد توقعناه في بواكير الثورة.
وان كانت الحركات المسلحة جميعا غير مطمئنة للشق العسكري الذي كان مخلصا للنظام البائد فظنوا أن في الأمر خدعة لهم فكان ذلك التأخير الطويل .
وظني ان كل الحركات المسلحة ستنضم عاجلا أم آجلا لأنهم اصلا ثوار عبروا عن ثورتهم بالسلاح.
ولا اظن انهم سيكونون شوكة في خصر الثورة كما يتوقع الكثيرون.
كذلك نقول لمن يشبه هذا التوقيع بما كان يحدث في عهد البشير بأن هذا السلام مختلف جدا لأن الحركات قد تمردها الشعب .
وان كنت قد امعنت نظري في هذا السلام فوجدته قد جاء ملبيا لكل اشواق اهل السودان شمالا وغربا وشرقا ووسطا.
فسلام قطاع الشمال جاء ليحل كل القضايا النوبية بلا استثناء.
و سلام قطاع الشرق كذلك سيحل مشاكل الشرق وكل نزاعات القبائل وقد يكون له أثره الإيجابي على الأحداث الحالية.
ثم سلام الوسط الذي سينهي تهميش أهل الوسط.
لذا فإنه مفيد لكل أهل السودان وليس استثناء لمناطق الحروب الملتهبه وحدها.
فكل ما نتمناه أن تواصل وفود السلام الحكومية عملها مع الحركات الأخرى المتخلفة عن المسيرة .
وان يقوم مؤتمر سلام جامع يضع أسسا ثابتة لسلام حقيقي.
وبالأمس تابعت لقاءا مع السيد عبد الواحد نور والذي أكد فيه قربه الشديد من عملية السلام وفقط اختصر خلافه في نقاط محددة يمكن تجاوزها بالحوار الثوري وهكذا السيد عبد العزيز الحلو الذي طالب بعلمانية السودان كشرط.
وهذا أمر يمكن حله بمنح تلكم الحركات المسلحة بعضا الوقت لترتيب اوراقها ومن ثم العودة إلى مائدة السلام الكبري.
وان كان كل الخوف أن يصبح هذا السلام احتفاليا ينال فيه كل شريك نصيبه من الكعكة ثم يعود إلى المربع الأول ولكن دعونا نتفاءل به خيرا.
اللهم سخر لنا من يؤمن بالسلام.
وابعد عنا ربنا المنافقين
اللهم انت السلام ومنك فيسر لكل اهل السودان سلاما ينعمون به .
…………………………….
*محمد حسن شوربجي*

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..