مقالات سياسية

القاعة مخصصة للتأجيل وليس للمحاكمة!!

د. الحسن النذير

القاعة مخصصة للتأجيل وليس للمحاكمة!!
كفاية مهازل يا جهازنا القضائي!!

صالات الافراح في السودان (في المدن ) – الاعراس والجرتق والصبحية – تسع للآلاف. وهي محروسة بالشرطة ومجهزة بمكبرات الصوت العالية الكفاءة وكاميرات التصوير (فديو) الدقيقة.

وللعجب، تعقد اكبر واهم محاكمة في تاريخ السودان (الانقلاب الاخواني العسكري، ٣٠ يونيو ١٩٨٩)، في قاعة ضيقة لا تسع لكل محامي الدفاع (عشرات الكيزان)، ناهيك عن الحاضرين الاخرين. والقاعة(سعة١٠٠شخص أو أقل) مزودة بمعدات صوت لا تعمل!

والجلسة ينقلها تلفزيون السودان (المعطوب) بالصورة فقط وبصوت غير مفهوم في لحظات قليلة جداً من مدة الجلسة. حتماً كما ذكرنا سابقا، هذا التلفزيون لا رجاء فيه.

يبدوا ان وراء اختيار هذة القاعة هدف اخر غير المحاكمة! اتضح بما لا يدع مجال للشك ان هذة القاعة، تم اختيارها بعناية لغرض التأجيل المتكرر للمحاكمة وبالتالي تمديد المحاكمة الي ان تأتي لحظة الإفلات من العقاب. ولكن هيهات!

في نيوزيلاندا تمت محاكمة المجرم الذي هاجم المسجد وقتل المصلين. لم تأخذ تلك المحاكمة وقتاً طويلاًً. وللأسف، في بلادنا (اكبر من نيوزيلاندا بآلاف المرات) لا نجد صالة جرتق او خيمة في إستاد كرة قدم، لمحاكمة من قاموا بحكم البلاد لمدة ٣٠ عاماً وقتلوا ما لا يحصي ولا يعد من الأبرياء.

نقول بالصوت العالي، يجب الإسراع في امر اصلاح الجهاز القضائي. وليعم الكل بأن شعار الثورة الأساسي: حرية، سلام وعدااااالة.

لقد مللنا التأجيل المتكرر غير المبرر. احترموا عقولنا ، هداكم الله.

اللهم أعن القائمين علي العدالة في بلادنا علي إيجاد صالة من الصالات ذات السعة اللائقة بهذة الحاكمة الهامة التي ينتظرها اكثر من أربعين مليون مواطن. قاعة للمحاكمة وليس للمماحكة.

د. الحسن النذير
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..