مقالات متنوعة

من أجل عالم سعيد لأطفالنا

جعفر عباس

الثوري الحقيقي يرنو الى الأفق البعيد، وإلى ما بعد غد الغد، وعوضا عن البكاء على الأطلال يشمر ساعد الجد ويشرع في التعمير؛ وكل المنجزات الكبيرة في تاريخ البشرية كانت في أول الأمر مجرد أحلام، ولا يفقد القدرة على الحلم بعوالم جميلة الا اليائسون البائسون، أما الاستشرافيون فعيونهم واسعة الأحداق ولها القدرة على اختراق الظلمات، ولهم عزائم تترجم الأحلام الى آمال، والآمال إلى أفعال.

الأوطان لا تبنى في شهور أو سنوات، وقد ظل وطننا على مدى ست عقود يئن تحت وطأة حكام قصيري النظر وضيقي الأفق، فضاق بنا الوطن على اتساع رقعته الجغرافية، وصار المواطن أفضل وأغلى سلعة للتصدير الى أسواق العمل الخارجية، ويا ويح أمة يجد أبناؤها وبناتها التقدير عند الأجنبي، والإذلال والتنكيل عند ذوي القربى.

من حق هذا الطفل الذي ترونه يتوسد الثرى في الصورة أن تكون عينه على الثريا حالما بعالم سعيد بلا خوف من قيصر جديد، من حقه ان يجد كرسيا في غرفة دراسة لها جدران وسقف يقيه الحر والقر والمطر، ومن حقه ان يحصل الى الأقراص والحقن والأربطة في مرفق صحي على يد طبيب محترف.

نريد بعد سنوات قد تطول ان يكون بلدنا حاضنا لجميع بنيه وبناته، يجد الجميع في حضنه الأمان والطعام والشراب والكساء والغطاء، ولكن لا نهوض لنا بغير التعليم، ولن ينهض عندنا تعليم ما لم تستقم البيئة المدرسية، ولهذا فإنني أدعو بني وبنات وطني للانضواء تحت لواء المنظمة السودانية لدعم التعليم (سيدسو) التي يعمل جنودها حاليا في كل صقع من أصقاع السودان يشيدون المدارس ويوفرون للطلاب المعينات التعليمية.

عار علينا ان يتلقى بعض صغارنا تعليمهم تحت الأشجار او في “رواكيب” من العشب الجاف التي تفتك بها البهائم كل عام، الصغار في بلدان أخرى يذهبون الى مدارسهم حاملين الآيباد واللابتوب والشطائر والفطائر، ومعظم عيالنا في المدارس لا يحلمون حتى بقراصة النبق وبعض اللالوب.

تعالوا الى سيدسو نضع الكف على الكف لننال شرف وضع ولو مدماك واحد في صرح سودان المستقبل الذي يفخر بعلمائه وستجدون أكثر من رابط في فيسبوك يدلكم على أقرب فرع للمنظمة من حيث تقيمون او كيفية المساهمة في جهودها.

المنظمة السودانية لدعم التعليم
المنظمة السودانية لدعم التعليم

جعفر عباس

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..