
عرف بطيبة قلبه، بلطفه، سرعة بديهته، فكاهاته ومقولاته الذكية التي لا تنضب. وعرف بحضوره غير المنقطع في الأتراح، مواسياً وماسحاً لدموع المكلومين بقلبه!.
عرف بتقديم ابتسامته الشفافة النقية للمحتفين بأفراحهم، كهدية خالصة لا يستطيع تقديمها الاثرياء.
عرف الهادي الهادي بذاكرة قلما تتوفر لأحد. عندما تقابله بعد عشرات السنين، يذهلك بتحيته البشوشة، ذاكراً اسمك وآخر مناسبة التقاك فيها! هكذا كان فرداً من أفراد أسرنا كلنا. كان أخاً وصديقاً صدوقاً للجميع وأكثر.
كان الهادي الهادي، كتاباً مفتوحاً للتأريخ الاجتماعي ليس لمدينة أمدرمان فقط، بل لكل بلادنا الحبيبة. كتاب لا يباع ولا يشتري، نتصفحه بشوق لا حدود له.
صفحات كتاب الهادي الهادي، تشع بتاريخ مدينة أمدرمان، بسرد خرافي الإمتاع.
حاولنا وبعض الاصدقاء، في يوم من الأيام، تسجيل التأريخ الاجتماعي لامدرمان، بلسان الهادي الهادي، بغية إخراجه في كتيب للتوثيق. للأسف، لم يكتمل ذلك المسعي لظروف خارجة عن الإرادة. نرجو ان يوفق الله المهتمين بالتاريخ الاجتماعي لامدرمان ان يستصحبوا ما علق بالذاكرة عن تلك الموسوعة غير المدونة (الهادي الهادي) رحمه الله رحمة واسعة.
الضلال مصاحب لكل اعمالنا، هدانا الله اجمعين.
لقد تعارفنا علي “الضلالي” ككنية فكاهة. لكن في الحقيقة، لقد كان الهادي نصر الدين هادياً للسماحة والمواساة وتطيب الخواطر ورسم الابتسامة علي وجوه الناس.
التعازي موصولة لأسرة الهادي ولكريمته وأسرته الكبيرة (امدرمان) وللسودانيين قاطبةً في كل مكان.
الي جنات الخلد، حبيب الجميع الهادي نصرالدين.
د. الحسن النذير
[email protected]
[email protected]