مقالات وآراء

سلوك سوداني أصيل متى نتخلى عنه؟

من أخطائنا اننا بنحاول نبدأ مشاريعنا كبيرة ثم يدركنا الزهق والملل ونترك المشروع في نصفه . ليس لدينا مشروع وصل لنهايته لاننا لم نبدأ بمشاريع صغيرة ونصبر عليها ونكبرها وكأننا قررنا ان لا ننجح عندما نجحنا وكما اننا مدمنون للنظر الى الوراء ولم ندمن المستقبل وبدايتنا لاي مشروع متوهجة ولكنها تنطفئ بسرعة وخلقنا كل مقدمات هذا النجاح الناقص متى نتخلى عن هذا السلوك السوداني الاصيل؟
وأمامنا تجربة اسرائيل وما أحدثته في صحاري مصر ايام احتلالها سيناء اقامت فندقا صغيرا ومتواضعا لكنها كانت فكرة لنواة لاقامة مئات الفنادق والقرى السياحية بعدها اكتشف المصريين هذه المناطق السياحية على شواطئ البحر الأحمر فاقاموا بعدها القرى السياحية والفنادق .كما ضربت لنا اسرائيل المثل العلمي الناجح في المستوطنات الصغيرة فكانت في كل شئ بداية صغيرة ناجحة ثم كبرت زرعت وصنعت وتصدر مافاض واصبحت صاحبت البحث العلمي الاول في كل مجال .اسرائيل حتى في السلام بدأت مع افراد ثم منظمات فلم تيأس عندما صنعت سلاما مع منظمات صغيرة حتى تطورت واصبح السلام عابر للدول واليوم اسرائيل صانع اساسي للشرق الاوسط الجديد. وغيرت وجهة نظر العام فيها بعد ان كانت دولة معتدية وقاطعها العالم سعت ولم تيأس حتى اصبحت الان في نظر العالم هي الضحية . اسرائيل كانت بداية صغيرة ناجحة لكل شي فما هذا الذي حدث ؟ الذي حدث هو اقامة مؤسسات صغيرة ناجحة أنيقة مدروسة والمهم ان تكون مدروسة وأن تبدأ صغيرا ليكون نجاحك كبيرا
اليك هذا المثال الحكومة وصلت الى اتفاق وسلام مع حركات مسلحة تقاتل الدولة عشرات السنيين.. اعترض البعض وهذا شي طبيعي وليس عيبا لكن العيب عندما تعلم سبب الاعتراض السبب هو :هذا سلام ناقص.. لماذا ناقص ياناس؟ لانه لا عبد العزيز الحلو ولا عبد الواحد موجودين في هذا الاتفاق. طيب الحكومة تترك الراغبين في السلام وتظل وراء الآخرين؟ ما الذي يمنع ان نفاوض هذه الحركات ونصل معها الى سلام ثم نفاوض الاخرين . نعتبرها بداية صغيرة حتى تكبر وتنجح الفكرة
والدتي الله يرحمها زمان لمن نكون ماشين للامتحان بتوصينا بتقول لينا :(لو لاقاك سؤال صعب ما تتسمّر فيه اتركه وشوف الاسهل وتعال راجع للصعب بعدين عشان ما تخسر كل الامتحان)

مثال آخر أوردت بعض الصحف خبر جميل جدا من وزارة التربية والتعليم (وقعّت مذكرة تفاهم مع شركة اكشنز لتقنية المعلومات والاتصالات لتأسيس نظامipSchools وهو نظام شبكي لإدارة المدارس والربط باولياء الامور وبص الترحيل وجدول الحصص) يعني مثل هذا العمل الدول تجاوزته منذ سنيين…كنت مبسوط جدا من هذا الخبر فاذا بي اقرأ التعليقات المحبطة من ضمنها : وين هي المدارس ياها المكسرة دي؟ وين الترحيل؟ وأسئلة كتيرة هل الوزارة توقف المدرسة الالكترونية لحدي ما نبني جميع المدارس؟ طيب في مدارس صالحة لهذا البرنامج.. ولو انتظرنا بناء جميع المدارس يكون في كم جيل لم يستطع التعلم بواسطة التكنولوجيا طيب نخسر كل الجيل ام نركز على الجاهزين وتكون فكرة صغيرة ثم تكبر؟
متى نتخلى عن هذا السلوك السوداني الاصيل .الدول لم تنهض في لحظة واحدة (العافية درجات)
ياسر عبد الكريم
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. الحل أستاذ ياسر في يد المؤسسات التربوية,كما نعلم,فإن أولى مراحل العلاج و أهمها على الإطلاق الإعتراف بوجود الداء ..فعلى المجتمع السوداني أن يعترف بأن جزء من ثقافاته المقعدة التركيز على الجزء الفارغ من كوب الحياة و ترك التركيز على الجزء الممتليء ..هنالك غياب شبه تام لثقافة تحفيز الأطفال عند إنجاز بعض الأمور الإيجابية في حياته في البيت أو المؤسسات التعليمية أو حتى في الشارع العام من قبل المجتمع..هنالك تركيز كبير على بعض هفوات أطفالنا الصغيرة لدرجة ترميهم في أحضان الأحباط و الإكتئاب..على المرأة السودانية أن تعترف بتقصيرها في زرع الروح الإيجابية في النشء , وكذلك الرجل, و المؤسسات التعليمية..و من ثقافاتنا الضارة إستعجال النتائج , فنريد أن نزرع شجرة اليوم على أن تثمر غدا أو بعد أسبوع بالكتير ! فإذا لم تطاوعنا هجرناها غير مبالين ! كم صبر الروانديون على بول كاغامي حتى وصلوا أخيرا الى بر الأمان? مع أن مأساتهم كانت أكبر و أفدح من مأساتنا ? لم تفوقت حواء رواندا على حواء السودان ? و بم تفوق آدم رواندا على آدم السودان ? أتمنى أن نزرع في شباب الثورة السودانية ملكة النظر الى الجزء الممتليء من كوب الحياة في كل وقت و حين .

  2. فعلاً، لم تمضِ سنة وأحدة علي حكومة الثورة، حتي إنبري الجميع لتقييمها، ووصمها بالفشل !!!!!!! هل يُدرك هؤلاء، في كم سنة نهضت ماليزيا، أو رواندا، مثلاً، مع العلم أنه لم يكن في أي من الدولتين، تنظيم لإخوان الشيطان الضالين ؟؟؟؟؟؟

    الثابت، أن الأوطان، إنما يبنيها الوطنيون، ولا أحد سواهم، ولقد تفاءلنا خيراً بجيل الثورة الشامخة – جيل الوطنية، إلا أنه، وللأسف الشديد، قد تآمر عليه الخونة والديناصورات، التي لا يعني لها مصطلح “الوطنية” شيئاً، ولا يرون فيه، إلا الإضرار بمصالحهم الذاتية/الحزبية !!! هذا هو الداء العضال، الذي أقعد وحتماً سيقعد بالوطن، حتي يكون الوطن أحب إلينا جميعاً، من أنفسنا !!!!!!!!!!!

  3. الأخ ياسر
    طبعا وكما تعلم وانت سيد العارفين السودان كله خبراء اقتصاديون وقانونيون وعسكريون و هلم جرا
    الشعب السوداني شعب محبط
    اي فكرة يدمرها من المنبع قبل ما تصل مرحلة التنفيذ
    عندهم راي سالب حتى في نفسه اذا لم بجد شيئا يعجبه ينتقدها
    شعب لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب
    شاطرين في المناقشات الجدليه امام ستات الشاي وبعد ما اظلط راسه بسفة افكر في كيفية الرجوع الى البيت
    فكرتك جميله ونؤيدها وسر الى الامام ولا تلتفت الى المحبطين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..