وسأل أدروب..وارتبك محمد التوم التجاني !!؟

سأحكي هذه الواقعة ، كما حكاها لي أحد أبطالها الأستاذ الراحل ،فكري عبدوني دون تعليق.وقد كان قيادياً بارزاً في الإقليم الشرقي في الاتحاد الاشتراكي . وكان وقتها الراحل محمد التوم التجاني وزيراً للتربية . وكلفا ضمن قيادات أخرى لعمل ندوات عن الاتحاد الاشتراكي في الأقاليم. وكانت مدينة بورتسودان من تكليفهما. ولم يكن طريق بورتسودان الخرطوم قد أنشئ وقتها.وأقاما الندوة في نفس يوم وصولهما مساءً. وبدأ فكري وتبعه الوزير. بنهاية الحديث كالعادة ،فتحا باب النقاش والأسئلة . لم يقف أحد وقبل أن يقررا نهاية الندوة . وقف أحد أبناء الهدندوة البسيطين ليسأل قائلاً ( أنتكم تقولوا في الرادي يا جياع الشرق . ويا عطاشى الغرب .ويا عرايا الجنوب . يا حزانى الشمال ) فأمنا على قوله. فواصل ( طيب شرق أكل مافي جعانين عرفنا . غرب موية مافي عطشانين عرفنا . جنوب هدوم مافي عريانين عرفنا.ناس الشمال حزنانين ليه!!؟)
أربك السؤال الرجلين ، فقد توقعا سؤالاً عن موضوع الندوة .هنا تصرف فكري عبدوني وسحب المايك إليه بهدوء وأجاب بروح النكتة والدعابة التي عرف بها رحمه الله قائلاً (ما عشان شايفين حال الباقين ديل !!) هنا انفرجت أسارير التجاني ومال إلى فكري هامساً في أذنه ( والله أبو عاج ما كان يجاوب كدة !!)
انتهت الندوة وتناولا عشاءهما وذهب كل لمن أراد أن يبيت ليلته معه. وبمجرد دخول الاستاذ فكري إلى المنزل ممنياً نفسه بنومة تزيل عنه إرهاق اليوم.إذا بطارق على الباب . فخرج ووجد عربة جيب عسكرية عليها ضابط وسائقه وبادره الضابط ( اركب الريس عايزك !!؟) وعرف أنه يقصد النميري فتعجب لمعرفته أنه بالخرطوم.حاول أن يجادل الضابط ويتوسل إليه لتأجيل الأمر حتى يرتاح قليلاً . إلا أن الضابط حسم الأمر قائلاً ( والله دي تعليمات عليا والعربية أصلاً عشان توديك الخرطوم وبس لو سمحت حتوصلني البيت!!). استسلم للأمر ورمى بنفسه داخل العربة التي قضت الليل كله تتقافز في الطريق الوعر.ووصلت الخرطوم في التاسعة صباحاً وتوجهت مباشرة للقصر الجمهوري.فوجد نفسه في مدخل القصر وعليه وعثاء السفر مرهقاً من عدم النوم والسؤال يؤرقه : ما الأمر ؟.في حيرته تلك جاءه موظف في القصر سائلاً : (انت استاذ فكري ؟) وقبل أن يكمل إجابنه وتساؤله قال له ( أسرع الريس في انتظارك من زمان !!).
فدخل بعد ان ترك حقيبة ملابسه لدى الموظف وآلاف الأسئلة تتزاحم في ذهنه.وفوجئ بوجود محمد التوم في مقعد قرب طاولة الرئيس كفأر وقع في مصيدة وعصفور مبتل بالماء. وقبل أن يتبادلا النظرات ، رفع النميري رأسه من أوراق كان منكباً عليها فسأله دون أن يأذن له بالجلوس ( حلفاوي ، أنت أدروب سألك وجاوبتو كده كده ؟) عندما كان يجيب ،كانت كل اسئلة الموقف تتزاحم في رأسه . كيف سمعوا الهمس ؟ وبأي سرعة نقل ؟ولماذا لم ينتظر عودتهما ؟ فقطع النميري حبل تفكيره قائلاً ( طيب ود الغ… ده قال ليك شنو ؟)مشيراً إلى الوزير. كان الموقف غاية في الإحراج فهذا وزيره وهذا الرئيس .فتلعثم قائلاً ( والله ياريس طبعاً هو أستاذنا ومعروف بالتعليقات ال..) هنا قاطعه النميري مشيراً إليه بالخروج ( خلاص ..خلاص) .وخرج وهو غير مستوعب للأمر فسأل الموظف الذي ترك عنده حقيبته عما يفعل . فصرف له مبلغ ثلاثمائة جنيه كانت تشكل مبلغاً محترماً وقتها . وخرج وتوجه إلى منزل أحد أقربائه بعد حمام سريع وغط في نوم عميق .عندما أيقظوه للغداء كان مؤشر المذياع على محطة أمدرمان والساعة تدق لبدء نشرة الثالثة . وكان الخبر الأول (قرار جمهوري بإعفاء محمد التوم التجاني من منصبه وزيراً للتربية) !!!؟
معمر حسن محمد نور
[email protected]
حليلك يا اب عاج. .كان تكون موجود في الزمن ده عشان تادب الكيزان و الشيوعيين و من لف لفهم
اب عاج الكيزان و الشيوعيين لعبو بيهو كورة، الترابي بايعو أميرا للمؤمنين.
مدنيااااااااااو