يا لقمان، لقد كنت فينا مرجوا

هذا الجهاز الذي دخل كل البيوت، وتجاوز كل الحواجز، واقتحم على الناس خصوصياتهم، كان يمكن أن يكون ناشرا للوعي، ومحفزا للاستنارة ، وباعثا للتغيير.
أصابه ما أصاب جميع أجهزتنا ومرافقنا من خراب ودمار طوال الثلاثين عاما ، من خلال سياسة التمكين ، وتعيين من يوالي بغض النظر عن كفاءته ،
كانت الرسوم تؤخذ من المغترب دعما للفضائية ، ثم يقلِّب المغترب النظر في برامجها ،فلا يجد فيها ما يصبو إليه ، ولا يجد فيها شيئا يمثله، ولكنه يدفع؛ لأن عدم الدفع يعني تأخير سفره.
تنظر في برامجه ، فتحس أنك في قناة سويسرية ،مواضيع مترفة، بُعد عن الواقع ، تجاوز لمعاناة المواطن ، برامج تغرد خارج السرب ، وإسراف في الديكور ، أغاني في كل البرامج ،ومحاباة في اختيار الضيوف ، وهناك من الضيوف من أصبح مداوما في إستديوهات التلفزيون ، لا لقدرته وأهميته، ولكن لصلته بأحد المعدين أو المذيعين.
دعك من ضعف المذيعين والمذيعات المهني ، وفقرهم اللغوي ، وجهلهم بقواعد الحوار .
كل ذلك العناء ظننا أن الإعلامي “الدولي” لقمان همام قادر على تعديله، لكن للأسف ربما يكون الرجل ضعيفا إداريا ، رغم تفوقه الإعلامي ، وربما يكون الخراب أقوى من قدراته .
كل مؤتمرات رئيس الوزراء ولجنة إزالة التمكين يضعف فيها الصوت وينقطع ، وتبهت الصورة وتظلم ، وتنقطع.
تتأخر نشرة أخبار التاسعة ، عشر دقائق ،وهذا لا يحدث في أي فضائية في العالم.
أنا لا أستطيع متابعة الفضائية السودانية إلا والريموت في يدي؛ لأن الصوت يرتفع فجأة ، وعندما تنظر لفريق الإعداد تجد” مهندس صوت: ” فلان الفلاني !!!
إستديو الأخبار مظلم ، وتوزيع الإضاءة غير موفق، وفي فريق الإعداد ، تجد إضاءة: فلان الفلاني !!!
أضف إلى ذلك ما وافتنا به الأخبار قبل أيام من سرقة ست لوحات استقبال وتوزيع وبث الصورة والصوت، من غرفة التحكم الرئيسة للتلفزيون ، بقيمة خمسة عشر ألف دولار ، كيف يحدث هذا إن لم يطمئن السارق ، وهو يسرق ؟!
لقد مضت فترة ليست بالقصيرة منذ تسلمك إدارة التلفزيون ، ولم نشهد تغييرا يُذكر ، ولم يُعدَّل الوضع للآن ، لا أدري ، لو كان لديك تبرير لذلك فلتقل للناس الأسباب.

طارق يسن الطاهر
[email protected]