مقالات سياسية

الشيوعيون والإخوان … ولعنة نميري – حميدتي …!!

إسماعيل عبدالله

الحزبان الأكثر جدلاً في ميدان السياسة السودانية هما الحزب الشيوعي وجماعة الإخوان المسلمين، كلاهما زرعا كادرهما العسكري بمؤسسة الجيش، ونجحا في اختراق المؤسسة العسكرية والسطو على سطلتين ديمقراطيتين، بانقلابين عسكريين يعتبران أكبر كارثتين حلتا بمؤسسات الدولة، جمع بينهما الكيد السياسي وانعدام التسامح، والإصرار على تجاوز القيم والأعراف السودانية المعهودة، فجعلا من السكان هدفاً مشروعاً للتشفي والانتقام، وعزيا فشلهما والرسوب في امتحان صندوق الاقتراع، لخذلان السكان لهما حينما حانت ساعة الإدلاء بالأصوات، كذلك اتصفا بالدموية والعسف والقسوة في حسم الخلاف السياسي بينهما وبين القوى السياسية الأخرى، وكان الحزب الشيوعي الأقل حظاً في الحفاظ على السلطة، حينما استخف بالنميري وغدر به، فما لبث المشير أن أعاد الكرة بعد ثلاثة أيام، فأودع جهابذة الحزب الشيوعي السجون ومن ثم أعدمهم، وعكس الشيوعي فإنّ الاخوان المسلمين قد أمد الله لهم في طغيانهم بعد انقلابهم على الشرعية الدستورية، فقبضوا على مقاليد السلطة بالحديد والنار، إلى أن قيّض الله للفتى البدوي القادم من أصقاع البلاد البعيدة، أن سحقهم بعد أن غدروا به صباحاً وهجموا على جيشه بالطيران الحربي والسلاح المدججة به كتائبهم المتطرفة، ولأن ملكهم العضود قد توطدت أركانه وعشعش في جسد الأمة والدولة، طالت أيام الحرب التي أشعلوها وظنوها نصر ساعة، ولم تكن إعادة الأمور إلى نصابها بالأمر السهل، سهولة قصر المسافة التي قاد فيها المشير نميري مدرعته المنصورة، من القصر الجمهوري إلى سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية.

لو نجح الشيوعيون في انقلابهم على المشير جعفر نميري، لفعلوا ما فعله الإخوان المسلمون من ارتكاب للجرائم بحق الوطن والمواطن، وذلك نسبة للوجه الدموي الذي كشفته مجزرة بيت الضيافة، فالإخوان والشيوعيون وجهان لعملة واحدة، لا يؤمنون بالديمقراطية إلّا تقيةً، ويتخذون من أدبيات التنظيم العالمي شرعةً ونهجاً وسلوكاً، خاصة في جانب الممارسة الأمنية والاستخباراتية، تلك الأدبيات التي أدخلت ولأول مرة البشاعة في القتل ووسائل التعذيب البدني والنفسي للمعارضين السياسيين، وما يفعله طيران الاخوان اليوم في حربهم ضد قوات الدعم السريع، وضربهم للنسيج المجتمعي السوداني، يؤكد غرابة النهج الأمني الذي تغذت عليه أدمغتهم المريضة، وكذلك يشترك الحزبان الأيدلوجيان في تنشئة كادرهما الحزبي على خصائص الغرور والتعالي والعجرفة والتكبر والغلو والتطرف، والاعتداد بالرأي حتى لو كان خاطئاً، وضح ذلك في أقوال الكادر الحزبي والمدني للحزب الشيوعي إبّان حربهم ضد المشير جعفر نميري، والكل يعلم محاولات اغتيال شخصيتي النميري والترابي من قبلهما، حين وصفوا الأول بالطيش (آخر الدفعة) والثاني بالغلام، فغالب ما شهده الانسان السوداني من وحشية في تعذيب الشهيدين الأستاذ أحمد الخير والطبيب علي فضل ومجزرة بيت الضيافة، كان جراء المنهج المنحرف الذي تربى عليه منسوبو كلا الطرفين، فحال الحزبين هو حال المنبت الذي جسّده المثل القديم (المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)، فالأثنان استوردا نظريتيهما من خارج أطر التكوين النفسي والثقافي للفرد السوداني المتصوف، فاصطدمت دعوة الاخوان المسلمين بأفراد مجتمع صوفي حد الثمالة، وانهار مشروع الحزب الشيوعي عند أول اصطدام برغبة الجماهير الغاضبة.

كما صار الحزب الشيوعي مجرد أعلام حمراء وقصائد وأشعار تذرف لها الدموع، أمام حوائط المبكى السنوي الذي يقيمه المريدون احتفاءً بذكرى تقدم سن الديناصور العجوز المتهالك، أيضاً سيؤول المآل بالإخوان المسلمين لذات الحالة الماضوية التي سكنت وجدان الشيوعيين، وسوف تأتي تلك الأيام التي ترون فيها مريدي الحزب الكهنوتي الاخواني البغيض ينشدون أناشيد الدفاع الشعبي، وهم قلة قليلة ومستضعفة تعيش على هامش الفعل السياسي، فالتجريف الذي تعمل عليه (كرّاكة) الدعم السريع سيوصل هؤلاء النفر إلى أقاصي الدنيا لاجئين ومشردين، تماماً مثلما فتك المشير نميري برموز حلف لينين، الذين دفنوا في بلاد الثلج والجليد دون أن ترثيهم فرقتهم الكورالية الحمراء بقاعة الصداقة، فجماعة الاخوان التي وضعت ملامح نهايتها بيدها، بعد أن حسمت أمرها وتقدمت كمخلب قط إيراني في مواجهة حارس الازدهار، سوف تطاردها اللعنات الى يوم يبعثون، وستلاحقها مذكرات الاعتقال في كل جحر ضب خرب يدخلونه، وسوف يضرب أوكارها الأسد الأمريكي الجريح كما ضرب مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية بالعراق وفلول داعش بسوريا، ووقتها لن يجدي فلول النظام البائد أهازيج فرقة الصحوة الجهادية، ولا حماس المنشد شنّان ولا نهيق ضارب الرق قيقم.

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. لايوجد حل الا بفك الارتباط المصنوع بين الدول الثلاثة والشعوب المختلفة وان يحكم ابناء كل منطقة بلدهم وان نعود كما كنا قبل ان يضعنا المستعمر الانجليزي في هذه الخريطة المشوهة الاسمها السودان والوحدة القسرية المصنوعة وحدة الدماء والدموع وحدة الحروب الابدية اللانهائية نعم للانفصال وانهاء معاناة اهلنا الجلابة منذ ان ضم لنا المستعمر الانجليزي في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م دولة دارفور وذلك بعد مقتل سلطانهم على دينار علي يد الانجليز في نوفمبر ١٩١٦م
    وايضا ضم لنا المستعمر الانجليزي اقليم جبال النوبة بعد رسم الحدود بيننا ودولة الجنوب الحالية.
    لاحل لكل هذه المشاكل والحروب والقتل والخراب والتدمير والارهاب والكراهية والحقد الا بترك التفكير العاطفي والانفصال بين الشعوب المختلفة وان يحكم ابناء كل منطقة كما كنا:
    دولة وادى النيل او مملكة كوش قديما

    دولة دارفور وهي كانت دولة مستقلة كاملة الدسم لها رئيس وبرلمان وسفرائها بالخارج

    اقليم جبال النوبة

    1. متى ما اصبحنا بشر اسويا حينها نستطيع ان نعيش مع الشيطان نحن الاوفر حظا في التعليم والثقافة ونحن من سقنا كل هؤلاء وجعلنا منهم ما هم عليه وبالاخص دارفور كانو ضحايا للدنقلاوي الدرويش ومن بعده آل المهدي ومن بعدهم حزب الترابي اما جبال النوبة فهم أساس السودان وهم النصف الاخر لنوبة الشمال واجمل مافي السودان نحن من خربنا السودان بهوسنا الديني والعروبي (نعيب الناس والعيب فينا وما للسودان عيب سوانا)

  2. طبعا انت جنجويدى ومساند لآل دقلو ( ما حا اقول الدعم السريع ) لأنو دى مليشيا يتحكم فيها آل دقلو ، مشكلة العاملين فيها مثقفين بعاينو بعين واحدة ، زى دة ، يتكلم عن انقلابات وما شايف عوجة رقبتو ، اذا كان الشيوعيين والاخوان قاموا بأنقلاب ( اتضح انو انقلاب نميرى قام به القوميين العرب ، امثال نميرى وابو القاسم هاشم وابو القاسم محمد ابراهيم وزين العابدين محمد احمد عبدالقادر .. الخ ) اذا كان ديل قاموا بانقلاب ديل احزاب ، طيب تسمى شنو صعاليك الدعم ( آل دقلو ) الحاليا يعيثون فى الارض فسادا فى الخرطوم وفى دارفور وفى الجزيرة وعندهم شركات دهب وجبل دهب ، واعترف المجرم حميدتى انو كان بياخد اموال من الاتحاد الاوروبى واموال من آل سعود والامارات ( يعنى مرتزقة ) ، شوف يا اسماعيل لو بتقرأ تاريخ زى ناسك ديل حا يكون مصيرهم قاسى ورهيب ، لكن الزيك ما بقرأ تاريخ ، وحتى لو قرأ تاريخ ما بيفهمو لأنو مخو مقفول

  3. الشعب السوداني هو من أسقط حكومة ( الإنتكاس ) الكيزانية و ليس المجرم حميدتي الذي تآمر علي الثوار و ضربهم في اعتصام القيادة و فيما بعد تحالف مع البرهان و قاما بالانقلاب علي حكومة الفترة الانتقالية.

  4. اسماعيل عبدالله لو الله اعطانا العمر اتحداااااى سوف يعود كوز كما كان ومعه ربيع عبدالمنعم لا يستطيعون الحياة خارج صندوق الكيزان فقد تم تشكيلهم وتكونيهم ليكونو كيزان وهذه سحابة صيف وسوف يعودون طال الزمن أو قصر

  5. اطل العنصري ليرمي عقدته المتاصلة والتي تكاد أن تكون طبعا (عقدة الدونية).

    كيف أصبحت فرية دولة ٥٦ بعد نفاق مقولات المهمشين المركز الجلابة نفدت واصبحت (دقة) قديمة.
    سرعان ما يتبارى العنصريون لبث احقادهم وظهور عقدة الدونية.
    والطبع عندما يتعامى دكتور أو أي من المتعلمين إياهم عن كون أن الدولة وتاسيسها يقوم على اكتاف الصفوة ويشترط في الصفوة أن تكون مدنية، ويلزم ذلك الأمن والاستقرار. ولما لم تنعم بلادنا بالاستقرار ابدا كما لم يفارقها العسكرتاريا منذ أن نالت استقلالها، والذي أصبح مدعاة للشك من فصائل العنصريين، ويتعامى الدكاترة عن ان الاستقلال لم يدم اكثر من عامين، ويغضون الطرف كذلك ان من سلم العسكرتاريا السلطة هو البكباشي عبد الله خليل زعيم حزب اللمة الغمة الذي تتكون قاعدته من دارفور الثقل والمورد والرافد الانتخابي لحزب اللمة الغمة.
    وبعدها تواصلت المسيرة تراجعها للخلف وينهض الشباب هتافا ملأ الافق دويا ويزيحون العسكر عن جدا،ة واستحقاق، وينط واحد من حزب اللمة الغمة وبسطوة اصوات دارفور الانتخابية ليعيد اللت والعجن وتتكرر ذات اللعبة. ويتحمل مواطن الشمال والوسط وزرا وذنبا لم تقترفه يداه. يرفع دكتور كبير عقيرته بالصياح ناس مسيرين البلاد ويتمتعوا بخيراتها. لابد من هدم دولة ٥٦
    وبعضهم وصلت بهم الوقاحة بالقول بأن الانجليز هم من خلفوا ازيالهم نعم وصلت بهم الوقاحة لهذا الحد. ضاربين بعرض الحائط نضالات تلك الصفوة عليهم رحمة الله أجمعين. التي حققت الاستقلال.
    نعم ورث حكم الانجليز صفوة من خيار أبناء البلد، ولكنهم لم يلبسوا في الحكم اكثر من عامين، حتى تسلم العسكرتاريا السلطة بأمر حزب اللمة الغمة المرفود من دارفور.
    وعجبي من نفر لم نسلم من اذاهم وسفههم بدون أدنى سبب. وبعض المغرر بهم من ابنائنا يهتفون ببراءة متناهية يا عسكري يا مغرور كل البد دارفور. بينما هناك العنصريون يعملون وينادون بتدمير الشمال، بحجة هدم دولة ٥٦.
    يتناسى الدكاترة والمثقفون ان دولة ٥٦ هي التي قبلت ضم إقليم لم يكن أصلا من ضمن مكونات السودان.
    والسؤال الذي ليس من حقي ان اسأله ولكن ابتدره كنوع من التعجب والاستغراب طالما كنا بهذا السوء من السوء ما الذي يجبر العنصريون ومتلازمة الدونية، على البقاء ضمن حدود تلك الرقعة التي تسومهم العذاب وتطهدهم. لماذا لا يبنون دولتهم الفتية لينعموا فيها بالمساواة على قدم وساق مع بعضهم البعض. وكما قلت ليس بسؤال ولذا لم أضع علامة الاستفهام.
    لماذا يريدون هدم وتدمير الشمال بتلك الحجة الكاذبة
    ولكني بذات القدر اسأل اهلي في الشمال لقد اضحت الرؤيا واضحة فلم التغابي يجب أن نتحرك ونكون تجمعاتنا التي تعمل على تكوين دولتنا بحدودها المعروفة والتي يحفها و يحفظها احترامنا لبعضنا البعض فنحن لم تعد بيننا تلك الاحقاد تجاه بعضنا الاخر وتكاد القبلية تمحي، وبقيت إسما فقط، دون أن تؤثر على مسار امزجتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..