مقالات وآراء

جوبا امتداد لمسلسل الاتفاقيات الجزئية

عبدالعزيز محمد عبدالله

بعد جولات امتدت لما يقارب العام شهدت جوبا ميلاد اتفاقية تفضي لتقاسم الوظائف وتفتقد لمضمون السلام علي ارض الواقع ولم يتلمس مكتسباته المواطن القابع في معسكرات النزوح واللجوء لتعلن عن شهادة وفاة لهذه الاتفاقية وتنضم الي مقابر عشرات الاتفاقيات التي سبقوها,حيث افتقرت هذه الاتفاقية مناقشة الجذور الاساسية التي ادت لاندلاع الحروب في السودان وتقاضي الموقعون البحث عن اسباب فشل الاتفاقيات السابقة في جلب الاستقرار ونزع فتيل ازمات الوطن مما جعله يترنح في قاع الدول الفقيرة والمتخلفة رغم الموارد الطبيعية والثروات الهائلة التي تمتلكها .

ينبغي علي الحادبين في شؤون الوطن والساسة مواكبة التطورات المتسارعة في المحيط الدولي والاقليمي التي تحدث في دول العالم وابتكار اساليب جديدة للبحث عن حلول لازمات الوطن بنبذ الطرق التقليدية السابقة وخاصة بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي افرزت افكار وعقول جديدة نبعت من الثوار ورسموا لوحة نضالية ادهشت الجميع مما يتوجب علي الساسة ان يقتبسوا ايدولجياتهم وافكارهم من روح ثورة ديسمبر , فمعظم شعوب العالم المتقدمة استطاعات ان تتجاوز ازماتها بالحوار الجمعي مع شعوبها وانتجت عقد اجتماعي ساهمت في بناء استقرار سياسي ونهضة اقتصادية لاوطانهم .

فالشعب السودان يتطلع لسلام مستدام يسكت صوت البندقية في كل بقاع الوطن ويحقق عدالة اجتماعية للجميع وذلك بالعمل علي معالجة افرازات الحرب التي خلّفت نزوح ولجوء وفقدوا اراضيهم وممتلكاتهم وزرعت غبن سياسي واجتماعي لا يمكن إقتلاعها إلا باعادة الحال علي ما كان عليه قبل الحرب بازالة كل المتاريس والعقبات التي تمنع عودة النازحين لاراضيهم والمتمثلة بطرد من اغتصبوا اراضيهم عنوة نتيجة استيلاءها بسبب الحرب ونزع اسلحة المليشيات التي تقتل المدنيين العزل والعمل علي تعويضهم فردياً ومعنوياً بما في ذلك محاكمة كل من تورط في الانتهاكات والفظائع التي ارتكبت ضدهم وتسليم المجرمين للعدالة الدولية , لقد جرب اهل دارفور اتفاقية ابوجا والدوحة واتفاقيات عديدة وقعت في السر وفشلت جميعها سواء تلك التي ابرمت في العلن وصاحبتها احتفالات وافراح هيستيرية او تلك التي ابرمت في الخفاء ولم تبني سلام يلبي مطالب الشعب بل تعقد الوضع سوءاً بموجب تلك الاتفاقيات ومدت عمر القضية وذلك لعجزها في مخاطبة جذور الازمة وصبت محتوياتها في تقاسم السلطة والثروة بين الطرفين.

لقد سئم الشعب السوداني من هذه الاتفاقيات الفضفاضة ذات الطبيعة الثنائية المتجزئة والتي تضع الوطن يغرق في دوامة الحروب واَن الاواَن ليجلس الشعب السوداني قاطبة بكل مكوناته الوطنية لكي تتحاور في مائدة مستديرة تناقش فيه ازمات الوطن في حزمة واحدة لايجاد حلول ناجعة تفضي لصناعة سلام اجتماعي وشامل يحفظ امن واستقرار البلد في المستقبل البعيد.

عبدالعزيز محمد عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..