مقالات وآراء

سذاجة حلول مدير عام الشرطة في ولاية كسلا

أتفق مع مدير عام الشرطة الفريق أول عزالدين الشيخ في الضرورة الملحة والعاجلة لمعالجة سرطان القبلية الضارب بأطنابه في مدينة كسلا .

فهذه العاهة المستديمة التي تسبب فيها وخلفها عهد الاستعمار الكيزاني البائد خلال الثلاثين عاما الماضية وكرس لها قد تسببت في إحداث شروخ عميقة وبغيضة يصعب معالجتها لسنوات طوال قادمات هذا طبعا إذا تكاتف الجميع منذ اللحظة لإعادة رتق النسيج الاجتماعي للولاية ولن يتم ذلك إلا بالمستنيربن والعقلاء في كل قبيلة مع التركيز على فئة الشباب وببرامج توعوية تلفزية وإذاعية على مدار العام ويمكن استخدام الدراما الإيجابية والغناء بل ويمكن إقامة مهرجان سنوي للقبائل لعرض ثقافاتها وتراثها وأدبياتها وكل ما يتعلق بها وبكل لغات أو لهجات أو ألسنة سكان الولاية هذا بالإضافة إلى إنشاء غرفة إنذار مبكر لتلافي ما لم يكن في الحسبان .

ولكن مدير عام الشرطة وأثناء تجواله واللجنة الأمنية في المدينة بدأ في طرح حلول ساذجة وسطحية لمحاربة الغلاء أو قل جشع التجار فقد رايناه وهو يتبادل الحديث مع البائعين على تخفيض الأسعار حتى يتمكن عدد كبير من الناس بشراء البضاعة ويكفي الربح البسيط وفي مكان آخر وهو يتحدث مع جزار ويتباهى أو يتواضع لا أدري بأنه تربى على ( السخينة ) والمحروسة السخينة للذين لم يسمعوا بها هي عبارة عن ماء ساخن أو دافيء عليه زيت وملح وبصل ويمكن أكله بالكِسْرة أو الرغيف نظام فَتَّة وكدا ، ورايناه أيضا يتحدث عن ترك شراء كل شيء أصبح غالياً أو مرتفع الثمن ولا يهم بعد ذلك على حسب راي سعادة الفريق ، طبعاً هذا كلام ساذج لا يحل ولا يربط في مسألة معالجة الفقر وغلاء الأسعار والبطالة.
غلاء الأسعار يا سعادة الفريق يُكافح أو يُحارب بطرق علمية ومدروسة وأولها القاعدة الاقتصادية البسيطة التي تسمى العرض والطلب فكلما كثر العرض انخفضت الاسعار وبالتالي إقبال المواطنين على الشراء أو على الأقل يجب أن يكون هناك توازن في السوق ما بين العرض والطلب لتستقر الأسعار وهذا هو بالضبط ما يجب أن تفعله الحكومة وليس ما قام به سعادتك او تفضل به في السوق الكسلاوي .

وسؤالي للسيد مدير عام الشرطة هل تطبقون نفس الحلول التي ذكرتها أثناء تجوالك في سوق المدينة على أسرتك؟
وهل يفعل ذلك الوالي المكلف واللجنة الأمنية ايضا؟
وهل يعرف أبنائكم السخينه التي نصحت أهل كسلا بأكلها وترك شراء اللحوم التي اصبحت نوعا من الحلم؟
أم أن تلك النصائح للفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة حتى لا يزاحمونكم في هذه الطيبات؟

أما الطامة الكبرى في جولة مدير عام الشرطة في السودان هي تصريحاته وتهديداته الغير مسؤولة وغير قانونية والتي تذكرنا بعهد الكيزان الكريه وكما قلت في مستهل مقالي أتفق تماما مع الفريق شرطة عزالدين الشيخ في نبذ العنصرية والقبلية والجهوية وكل ما يتسبب في هتك النسيج الإجتماعي ولكن جملة( هتك النسيج الاجتماعي ) هذه جملة فضفاضة جداً يمكن يُساء استخدامها من قِبل الافراد او الجماعات للنيل من الخصوم او لمصادرة حق الآخرين في طرح آرائهم وافكارهم لذا يجب أن تكون هناك نصوص قانونية واضحة ومفصلة لمعنى هتك النسيج الإجتماعي بحيث لا تمس حرية الفرد في إبداء رايه في كل بقاع السودان وليس كسلا لوحدها وأما أن يرفع الفريق إصبعه في وجه الشعب كما كانت تفعل شرذمة المؤتمر الوطني الكيزانية ويهدد النشطاء في وسائل ووسائط التواصل الإجتماعي بأنه قد جاء بتيم كامل ليرصد كل كلمة وكل حركة وكل زفرة قلم ونقرة كيبورد وسيلقي القبض على أي شخص ويلقي به في سجن شالا أو غوانتانامو او كما قال أيضا بالنص في ( سقط لقط ) ولن نراه ثانية إلا أن نأتيه بعمود للأكل فهذا يعتبر قمة الديكتاتورية وقمة الفوضى في تطبيق القانون وتهديد وارهاب فكري غير مبرر البتة بل ويستوجب المسائلة والإقالة من هذا المنصب ، والغريب في الأمر أن سعادة الفريق عزالدين ذواليد الطولى قد هدد بها نشطاء الخارج ايضا بأنه سيأتي بهم وهو يقسم قسما مغلظا بذلك !!! ثم اردف وإلا لن يدخلوا إلى السودان ثانية ، بالطبع هذا كلام خطير جدا وضد مباديء الثورة ويتماشى تماما مع نغمات الكيزان واشواقهم ونقول للسيد الفريق كان غيرك أشطر ولن تستطيع أن تنفذ ما اقسمت عليه ودونك القانون والدستور ، ونذكرك إن نسيت لقد هدد نافع علي نافع من قبل ومارس كل أنواع الوحشية في بيوت الأشباح ولم يفلح في كسر إرادة هذا الشعب أو يضعف من عزيمته وقوته وأيضا توعد علي عثمان طه وهدد بكتائب الظل ولكن خاب مسعاه وكذلك فعل قوش فانتهى به المطاف طريدا وتطاول الفاتح عزالدين بقطع الرؤوس في خلال أسبوع ووجد الشعب ينتظره أمام باب بيته في نفس اليوم وطالبه بتنفيذ وعده إن كان رجلاً فاستنجد بالدعم السريع وكذلك هدد البشير بإدخال الشعب إلى جحوره بعد أن وصفهم بالفئران وانقلبت الآية وأصبح أكبر فاره على قول رب السياسة السودانية ذوالنون .

لماذا لا يفهم الفريق عزالدين وغيره أنهم موظفون في مرفق حكومي بأمر الشعب؟
وان هذا المنصب يمكن أن يشغله أي شخص إذا توفرت له نفس الفرصة التي توفرت لكم .
ليس من حق سعادة الفريق عزالدين أن يرفع اصبعه مهددا أو متوعدا لأي مواطن وليس من حقه أن يهدد أياً كان من القدوم للسودان وليس من حقه أن يرسل أي مواطن إلى سجن شالا أو غيره من السجون لأنه بكل بساطة ليس قاضياً وهذه ليست مهمته ، مهام الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية الأخرى معروفة ولا يجوز لها التغول على مهام الأجهزة العدلية الأخرى وإن كان سعادة الفريق يتحدث بأسلوب النظام الكيزاني البائد نقول له قد إنتهى ذلك العهد نحن في عهد ٍ جديد حرية الكلمة فيه مكفولة بنص ثوري ودستوري .

أخيراً نقول للوالي المكلف أرباب لقد قمت بجولة قسرية على قدميك لمدة أربعين دقيقة تقريباً مع القائد العام للشرطة واللجنة الأمنية وبكل تأكيد قد رأيت الوضع الصحي والاوساخ والذباب والقذارة التي لا تخفى على أحد في سوق المدينة وبالطبع قد شممت الروائح الكريهة التي تنبعث من قلبها لذا نرجو منكم أن تعلنوا عن حملة نظافة حقيقية للمدينة لمدة شهر أو يزيد أسوة بوالي القضارف على الأقل تشمل كل المدينة موفرين كل المعينات للعمل من ادوات رش إلى طائرات رش المبيدات وفي كل المحليات مستنفراً الجميع في حملة نظافة وإصحاح بيئة حقيقي حتى يحسب لك ذلك في فترة تقلدك منصب الوالي على الأقل فالنظافة هي الخطوة الأولى والصحيحة لكل شيء.

عبدالماجد موسى/ الخرطوم
٢٠٢٠/٩/٥
[email protected]

‫13 تعليقات

    1. ما يحدث في كسلا ليس قضية عنصرية… العنصرية لو كانت الفتنة بين قبيلتي سودانيين… ما يحدث هو تحرك الاريتريين المجنسين ممن جنستهم الإنقاذ بهدف تغيير التركيبة السكانية لأجل موازنات سياسة قصيرة النظر.. الآن الاريتريين لديهم اطماع استيطانية في الشرق ويريدون أن يكونوا دولة لهم في الشرق لذلك فإن رفض البجا باغتصاب أرضهم من الاريتريين حق وينبغي على كل سوداني حر الوقوف في وجه المخطط الاستيطاني الاريتري في شرق السودان.

  1. أخيراً نقول للوالي المكلف أرباب لقد قمت بجولة قسرية على قدميك لمدة أربعين دقيقة تقريباً مع القائد العام للشرطة واللجنة الأمنية وبكل تأكيد قد رأيت الوضع الصحي والاوساخ والذباب والقذارة ؟؟؟؟ دي مشكلة سودانية عامة ولايمكن حلها مالم يتم تغير ثقافة الناس على ان ينظفوا انفسهم من الداخل والخارج وسوف تنظيف الشوارع والاسواق حينها ثانيا السودان ده 70% من الشعب غير منتج و 70% غير متعلم أو متعلم وغير مثقف والحكومة ووزارة ماليتها لا تسيطر غير 18% من مواردها يعني الموضوع معقد ويحتاج لوقت والمهم الحكومة تبسط الامن ولو بالقوة ونحقق شيء من العدالة الانتقالية بأن نكون جميعا متساوين ونقسم الموجود على قلته بعدالة وننهض معا بالعمل والانتاج

    1. نعم نحتاج لثقافة النظافة والتنظيف وخاصة للمرافق العامة أستاذ المانجلوك
      تشكر على الإضافة

  2. الكاتب لم يكن امينا في هجومه على مدير عام الشرطه
    لانه تجاوز اهم فقرات خطاب المدير
    وهي رسالته القوية والواضحه لمنسوبيه من القوات النظاميةوانتقاده العلني لهم بعدم القيام بواجبهم المناط بهم لاسيما في مواجهة الانفلات الامني المريع الذي أدى إلى نتائج كارثية اذهقت فيها ارواح واتلفت فيها ممتلكات وضاعت هيبة الدولة
    لقد حديث مدير الشرطه قويا ومسئولا في هذه الجوانب
    ان كان الكاتب أمينا
    فكان حري به ان يوجه انتقاده للوالي المكلف بالإنابة والذي يتحمل الوزر الأكبر لما حدث خلال فترة تكليفه

    1. اوافقك الرأي لم يكن منصف في رجوع الامن للمدينه و سعيه لستتبابك الأمن وحزم التفلتات
      اما بتحريك الأعمال الثقافيه و التواصل بين الصبغات القبليه المختلفه بمعرفة تنوعاتها و عائداتها ليس من مهام رجل الشرطه بل من مهام وزارات أخرى وهى ثقافه و شباب و رياضه بوضع برامج طويل المدى

  3. مقال انصرافي بدل الزمن القضيتو في كتابة المقال كان تمشي تساعد في ردم خور أو حفرة .. شعب متفلسف صدقني انت الساذج . ياخي مدير الشرطة كان يمارس الفكاهة و الهظار مع الباعة وليس تقديم حلول اقتصادية لانو اصلا ده ما شغلوا .. ده مدير ثورجي قال كلام ترك أثر طيب في نفوس الشعب.. فلسفة في الفاضي كاتب ليك برش ده شنو البشر المتظراتي ده .. ده مسئول جابتو الثورة و شغال ذي الفل.. انت مالك ما تجيب حل لمشكلة البلد

  4. الحقيقة المره الانت ما عايز تشوفها أن مدير الشرطة مقصر في واجبه قبل منسوبيه أو القوة التابعة له
    كيف؟
    ما حدث في كسلا من احتكاك كان متوقعا فلماذا لم يأت سعادة الفريق قبل الأحداث بوقت كاف حتى يمنع وقوعها؟
    الشيء الثاني القوات الشرطية وبقية الأجهزة الأمنية تعمل بالاوامر فهل صدرت لها أوامر بحفظ الأمن ورفضت تلك القوات تنفيذه؟ فإن كانت الإجابة بنعم فالواجب أو المنطق يقول يجب أن تتم إقالة رؤوس كبيرة فيها لأنها خالفت الأوامر وإن كانت الإجابة بلا فاللوم يقع على مدير الشرطة الذي لم يبادر إلى ذلك
    الوالي يتحمل جزءً من المسؤولية لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأجهزة الأمنية أو لجنة أمن الولاية كلها وبالتالي يتحمل رئيس الشرطة مسؤولية ماحدث

  5. فكاهة شنو يا أزرق كاوندا؟
    دا ما محل فكاهة
    في أرواح أزهقت تقول لي فكاهة؟
    فكاهة وهظار قال؟
    والشيء التاني إنك كويس وكت عرفت انو دا ما شغله
    ابداً ما ثورجي دا شغل الكيزان الودا البلد في داهيه
    وكلامه كله كلام عاطفي ولا يمت للثورة والثوار بصلة وبطل شغل التلميع البتعمل فيو دا
    مدير الشرطة مجرد موظف في الدولة لخدمة الشعب لا أكثر ولا أقل دي الحقيقة التي يجب أن يفهمها كل من تقلد منصبا في الدولة
    حتى لو جابتو الثورة يجب أن يؤدي عمله بالكامل وإلا يفسح المجال لغيره
    كلامي أو البرش القريتو دا فيهو حل لبعض المشكلات في البلد امش اقرا تاني
    أخيرا يا أزرق كاوندا شنو حكاية الفلسفة دي معاك؟
    ولا نثقفك شوية؟
    الفلسفة دي علم يقروهو لمدة ٤ سنوات في الجامعات أو خمسة والتنظير كمان دا موضوع تاني اكبر من الفلسفة
    ويا بختي لو بقيت فيلسوف أو منظر لأني ح أكون واحد من الناس القلال في العالم

  6. والله يا السيد الكاتب يبدو أنك جاهل تماما في الاقتصاد والسياسة.. اولا حالة البلد الراهنة لاينفع فيها قانون العرض والطلب فنحن لا نعاني ندرة في السلع ولا قلة في المعروض.. مانعانيه فوضى التسعيرة وقلة حيلة الحكومة ليس إلا… ثانيا تهديد مدير الشرطة منطقي في حالة الفوضى الإعلامية الحالية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة الفتنة. بل يصبح التهديد هو واجبه الرئيسي الان…. كل العالم يراقب هذه الوسائط ويحاسب عليها بل حتى الرئيس الأمريكي يفعل ذلك… بعدين النزاعات القبلية دي في السودان من زمن السلطنة الزرقاء مشتعلة صحيح أن الكيزان قبحهم الله زادوها بالتسليح والجيوش القبلية… فعليك الله ماتفلسف علينا

  7. النقد اوالنقض
    ١/مقاطعة السلع
    ٢/انضباط الميديا
    ٣/التعايش
    ربما قصد الرجل هذه الاشياء اين تكمن المشكلة
    ارجوا ان يهب الجميع لمساعدة المنكوبين من ابناء الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..