خواطر بشأن العلمانيه و الدوله المدنيه

يدور هذه الأيام كثير من اللغط حول مفهوم العلمانيه والدوله المدنيه ، نامل أن ينتهي باتفاق حد ادني يمكن السودان من تحقيق السلام . اتحفظ وكثيرا علي ما يعتقده البعض من ضروره اعتماد مفرده علمانيه بديلا عن مفهوم الدوله المدنيه ليس فقط بسبب ما يحدثه وضع علمانيه مقابل دوله مدنيه من استقطاب وخلاف . بل واتحفظ علي تمسك البعض بمفهوم ( توطين العلمانيه بالسودان ) و اتفق في المقابل مع ما جاء في تأملات المفكر الكندي شارلز تيلور في كتابه ” عصر علماني” A Secular Age في ان رؤيه العلمانيه او عمليه العلمنه علي انها فصل الكنيسه عن الدوله واغتراب الحقيقه عن السلطه وصعود الشك والعالميه ، هو غفله عن الجانب الأعمق والأكثر ديمومه في الدين والروحانيات.
وفي نظر المفكر الكندي أن حصون الإيمان بالكاد تاكلت بفعل التقدم العلمي والحداثه. ويحاجج ضد الفرضيه المنتشره التي تفيد بأن انتشار التطور و الحداثه قد جاء علي حساب الإيمان الديني وان الآفاق الشبيهه المرتبطة بالتدين، قد تاكلت وتركت عقولا خاليه من الإيمان والتقوي. ويقول الصحيح هو أن الحداثة الغربية بما في ذلك علمانيتها هي ثمره لاختراعات وادراكات ذاتيه جديده وممارسات مرتبطه بها لا يمكن تفسيرها او فهمها اطلاقا علي انها سمات دائمه للحياه البشريه. حتي التفريق القديم بين ماهو مقدس وما هو مدنس قد أخذ معاني جديده في كتاب “عصر علماني”. وبدلا عن أن يختفي الله ، قد صار يباركنا في كل مكان في حياتنا العاديه وفي زواجنا ومناسباتنا المختلفه . حتي الفلسفه في تقديره ، صارت نوع من التقديس والمباركه للعقل والاراده. ويعيد علينا ما اقترحه ديكارت والمفارقه التي ذكرها في حقيقه انه برغم من اننا كائنات عاقله، ألا اننا ظللنا نطالب بأن يحكمنا سبب reason هو بدوره مرتبط بالإرادة will . ويذكرنا كاتب ” عصر علماني” بحاله العزله الفخوره ب ( الانا) عند فرويد كمثال لحقيقه مشاعرنا الداخليه التي تطالب بأن نحتكم ولو جزئيا الي ديانه رسميه. كما نبه الي أن وليام جيمس في ” أنواع الخبره الدينيه” قد تحدث عن كيف أن الإنسان أينما وجد فهو يحتاج الي ايمان تتحكم فيه الاراده. وقد كتب شارلز تيلور استاذ الفلسفه الفخري بجامعه مقيل بمدينه مونتريال الكنديه McGill University، أن الاعتقاد بسلطه العقل والسبب او قدره العقل الذاتيه وحدها في اناره الطريق للانسان ، هو مجرد ثقه مفرطه ومكلفه جدا ، في عقل وأراده الافراد. فمن الصعب علي ديكارت مثلا الانفكاك من الاعتقاد البروتستاني الكالفاني بأن قوه الاراده، وليس التحكم في شهوات الجسد، هي التي تبقي مرتبطه بخطايا الجسد. وبينما يري فرويد أن الدين مجرد وهم لانكار الموت، فإن جيمس يعطينا الحق في الإيمان وليس بالضروره أسباب ذلك الإيمان. حاجج المفكر الكندي تيلور وبشكل مقنع بأن “العلمنه” لم تقتل الدين في دواخلنا لان الأعماق الانسانيه تمكنت من البقاء كقيم روحيه.
يظل اعتراض شارلز تيلور الأساسي في كتابه ” عصر علماني” الذي فاقت عدد صفحاته الثمانمائه، على العلمانيه يتمثل في فكره أن الحداثه والعلم والديمقراطيه قد تقدمت في الوقت الذي سجل فيه الإيمان بالله والروحانيات تراجعا مستمرا. فهذا القول يغالط الواقع ويري تيلور أن الله مازال موجودا معنا إذا نظرنا الي الاماكن الصحيحه وفتحنا عقولنا علي الاستفسارات الأخلاقية واصغينا الي احاسيسنا الجماليه بدلا عن اعتبار أن اللاهوت التقليدي هو البوابه الوحيده المفضيه الي الدين. ويري أن الحياه بدون ايمان هي حياه تفتقد الي المعني. يسجل تيلور إعجابه ب ما بعد الحداثة لان بعض مفكريها لا يثقون في الفلسفة بقدر ثقتهم في قدره اللغه علي اقناعنا باحتمال الإيمان الديني. بل يتحدث بعض رواد ما بعد الحداثه عن ” نهايه الفلسفه” لانها ما عادت قادره علي تقديم أي معرفه للعالم المستقل في علاقته بنا – عن الشيء الموجود هناك – والذي يدفع من قوه وقدره بعيده عنا . ويضيف، حاليا نعيش في ظروف تجعلنا نشك في أن ما نعتقده يظل متأثر بمصادر خارجيه عن النفس وأسبابها. نحن نخضع لقوي غريبه عنا ، الشيء الذي يجعلنا كثيري التوجس من ان لآخر. نتلفت باستمرار يمنه ويسره لأننا نعيش ايمان ديني مليء بالشك وانعدام الطمأنينة واليقين. وهنا يتساءل تيلور : هل انتهي الدين فيما يتعلق بهذا الشك المستمر في معاني الوجود؟. و يعتقد انه وبعكس من يفترض أن تطور العلوم خاصه التطور البيولوجي قد وضع الدين في متاحف التاريخ، فأن تقدم العلوم والحداثه قد فعل العكس تماما ، بمعني آخر انه عزز قضيه التدين، لان الله أصبح متضمن في الوجود الاجتماعي حيث التأملات في معاني الحياه تستوجب القول أنه يوجد شيء ما الهي بداخلنا.
فبالنسبه لتاملات تيلور في كتابه ” عصر علماني” إن الإيمان الديني ليس ما يتوصل اليه العلم بقدر ما يامل التدين نفسه في تحقيقه. ولذلك وفي المنظور الأكبر لتاريخ الفكر ، فإن صلاحيه الإيمان الديني لا تستند الي الصراع بين العلم والدين بقدر استنادها الي مفهوم التقوي ومفارقاته. الله العليم القادر الغير معني اطلاقا بأن تكون مخلوقاته علي علم بنواياه، وبحسب تساؤلات فردريك نيتشه، هل يمكن أن يكون هذا الإله معني بالصلاح؟ مثل هذه التساؤلات لا تهم تيلور الذي يبدو أنه لا يحفل كثيرا بها، او بطرق الله وأساليبه في هذا الكون ، ويحاجح بدلا عن ذلك بالقول إن الدين لا يحتاج الي تبريرات فيما يتعلق بمدي ارتباطه بالخير والصلاح. بينما يعتقد البعض بأن العلمنه ضروريه في ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر ، فإنهم يغفلون عن حقيقه انها تشكل خطوره علي القيم الدينيه التي توفر للانسان حمايه من اغراءات النفس وشهواتها. جانب من ترجمه جون باتريك الخاصه بالتعليق علي كتاب ” في عصر علماني” لشارلز تيلور الذي صدر في العام ٢٠٠٧م.
طلعت محمد الطيب
[email protected]
Iهل هذا هو رأي الراكوبة الرسمي في العلمانية فهذا المفكر الكندي المزعوم هو مجرد يميني ينتمي للمسيحية العلمية المزعومة أيضا
العلمانية تعني/ اباحة الخمر والربا والزنا في القوانيين / تعني الغاء قانون الأحوال الشخصية للمسلم /تعني الغاء التربية الإسلامية في المدارس/الغاء دور المساجد في المؤسسات /تعني حرية اللباس للمراة وحرية العلاقات خارج اطار الزوجية /الغاء كل ماهو خاص بالإسلام وسنة النبي صل الله عليه وسلم/ تعني المساواة بين الرجل والمراة في الميراث / ده العايزو الحلو /اما التنمية الاقتصادية والصحة والتعليم والوظائف ده ماتهمو