اقتصاد وأعمال

نجاحات وإخفاقات.. كيف أثرت أزمة كورونا على 12 شركة في أميركا؟

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا حول حالة 12 شركة أميركية وكيفية تأثرها بأزمة كورونا، فمنها من وصل إلى بر الأمان وازدهر، ومنها من يعاني ومهدد بالإغلاق خلال هذه الفترة الصعبة.

شركة أمازون انتعشت بمبيعات قياسية، فيما حصلت ديزني على دعم كبير لخدمة البث، بينما تضررت أعمالها الأخرى بشدة، وقضت عمليات إغلاق المتاجر على ملياري دولار من مبيعات ميسيز.

وفي وقت مبكر، استحوذت وول مارت وتارغت وآخرين على حصة في السوق من أمازون، التي عانت ببداية الأزمة من التعامل مع تدفق الطلبات الهائل، كما أنفقت أمازون مليارات الدولارات استجابة لآثار الوباء.

وتعافت أمازون إلى حد كبير من مشاكلها المبكرة، مستفيدة من تسارع التجارة الإلكترونية بسبب الوباء. وارتفعت حصتها في التسوق عبر الإنترنت، وهي تعمل على توسيع قوتها العاملة تحسباً لاستمرار الطلب، كما ارتفعت قيمتها السوقية هذا العام.

رقم قياسي

ووصل إجمالي مبيعات أمازون إلى 88.9 مليار دولار من أبريل حتى يونيو الماضي، وهو رقم قياسي، فيما وظفت الشركة 175 ألف عامل مستودع في مارس وأبريل، ولدى أمازون أكثر من مليون عامل في جميع أنحاء العالم.

وفيما يخص شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، أجبرتها السلطات على إغلاق مصنعها الوحيد للسيارات في الولايات المتحدة مؤقتا لمدة سبعة أسابيع تقريبا، للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا.

ونتيجة ذلك تغير هدف الشركة، التي يقع مقرها في سيليكون فالي، والذي كان إنتاج نصف مليون سيارة هذا العام.

وبدأ مصنع تسلا في الصين العمل أواخر العام الماضي، مع تراكم الطلبات قبل الوباء، كما طرح خط الإنتاج في الولايات المتحدة في مارس للموديل واي، مما ساعد على استمرار عمليات التسليم في الأشهر الأخيرة.

واستدعت تسلا الموظفين إلى مصنعها في فريمونت بولاية كاليفورنيا في مايو الماضي لاستئناف الإنتاج، بعد الإغلاق لاحتواء انتشار كورونا.

وبلغت مكاسب سهم تسلا 400٪، فيما ستبني الشركة مصنعا رابعا لتجميع السيارات، وهو ثاني مصنع لها في الولايات المتحدة، في أوستن بولاية تكساس، وستوظف 5000 شخص في المصنع الذي تبدأ عملياته أواخر العام المقبل.

أسوأ موسم

وفيما يخص مجموعة شركات يونايتد هيلث، أثر فقدان الوظائف وتسريح الموظفين عليها بشكل بسيط، فيما جلب الوباء أرباحا كبيرة لها، بعد قرارها بمنح بعض العملاء خصومات وجهود أخرى لإعادة حصة من مكاسبها للعملاء والأعضاء.

وبلغ صافي دخل يونايتد هلث 6.64 مليار دولار في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بـ 3.29 مليار دولار قبل عام.

ماريوت للفنادق، عانت كما غيرها في قطاع السياحة والخدمات، بسبب إلغاء الحجوزات والرحلات والفعاليات والمؤتمرات.

وبالنسبة لماريوت، أكبر شركة فندقية في العالم، كان ربع يونيو أسوأ ربع شهدته حتى الآن، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي آرني سورنسون.

وأشارت الشركة إلى الانتعاش في الصين وهونغ كونغ وماكاو وتايوان. وبلغ معدل إشغال ماريوت في تلك المنطقة، التي تلقت الضربة الأولى خلال الوباء وتعافت، 60٪ في الربع الثاني، مقارنة بـ 70٪ في العام السابق.

وبلغت خسارة الشركة في الربع الثاني من العام الحالي 234 مليون دولار، وهي الأكبر على الإطلاق، فيما قامت الشركة بإعطاء إجازات لثلثي موظفيها في مقرها الرئيسي في بيثيسدا بولاية ماريلاند، بالإضافة إلى بعض الموظفين الذين يعملون في الخارج، وتشير توقعات لإمكانية تسريح عدد كبير من الموظفين.

بنك جي بي مورجان انخفضت أرباحه بنسبة 60٪ في النصف الأول من العام الحالي، وكان يستعد للتباطؤ الناتج عن حالات تخلف واسعة النطاق عن سداد القروض الاستهلاكية والتجارية. وخصص البنك 18.76 مليار دولار لخسائر القروض المستقبلية.

وأغلق البنك مؤقتا 1000 فرع، أي حوالي 20%، وقام بتحويل الأعمال إلى مساحات بها حواجز صراف زجاجي، وعكس استراتيجية التوسع الأخيرة، فيما بلغت الزيادة في الودائع 367 مليار دولار.

وأرسل البنك مكافأة قدرها 1000 دولار للموظفين ذوي الأجور المنخفضة، وزاد من الإجازات، وحافظ على ثبات أجور العمال على الرغم من تقليص ساعات العمل.

دمر الوباء حجر الزاوية في أعمال ستاربكس، وبدأت خسائر الشركة في يناير، قبل العديد من الشركات الاستهلاكية الأميركية الأخرى، بالنظر إلى الضربة التي لحقت بسوقها الرئيسي في الصين.

خسائر كبيرة

وفي يوليو، أبلغت شركة ستاربكس عن أكبر خسائرها في السهم منذ أكثر من عقد، بسبب انخفاض المبيعات وارتفاع التكاليف نتيجة الوباء.

ولمعالجة أزمتها اعتمدت الشركة على استراتيجية تقليل عدد المقاهي التقليدية وإنشاء المزيد من مواقع تسليم الطلبات الجاهزة، وتخطط ستاربكس لإغلاق أو تجديد أو نقل 400 مقهى تقليدي في الولايات المتحدة وكندا بحلول نهاية العام المقبل، ويذكر أنه خلال الأشهر الأولى من الوباء طلبت الشركة من موظفيها البقاء في البيوت لمدة 6 أسابيع، بعد انخفاض المبيعات بنسبة 40%.

كان الوباء وحشيا بالنسبة لشركة ديزني، وأغلقت حدائق الشركة الترفيهية، وألغت فعليا توزيع الأفلام، وقلصت الرياضة الحية، وهي مصدر برمجة رئيسي لشبكاتها التلفزيونية، وفي أغسطس الحالي سجلت الشركة أول خسارة ربع سنوية لها منذ عام 2001.

فيما أدى الوباء إلى تسريع نمو خدمة البث ديزني بلس التي اجتذبت أكثر من 60 مليون مستخدم خلال 9 أشهر، وهو ما استغرق نتفليكس حوالي ثماني سنوات لتحقيق هذا الرقم.

شركة بوينج لصناعة الطائرات خفضت إنتاجها بأكثر من الثلث، واقترضت لتعزيز ميزانيتها العمومية، وعلقت خططها لصناعة طائرة جديدة متوسطة الحجم.

وألغى العديد من مشغلي الرحلات طلباتهم لشراء طائرات جديدة، أو أجلوها، فيما بلغت ديون الشركة 61 مليار دولار حتى 30 يونيو، وهو ثلاثة أضعاف المستوى الذي كانت عليه قبل عام.

كما أعلنت الشركة عن خطط لإلغاء 19000 وظيفة، من أصل 161000 وظيفة.

شركة يونايتد بارسل سيرفيس “يو بي اس” تأثرت بالكورونا، حيث أدى إغلاق الآلاف من الشركات إلى حرمانها من الإيرادات المربحة، فيما أدى التسوق عبر الإنترنت، إلى زيادة عمليات التسليم إلى البيوت، والتي تعد أكثر تكلفة ولها هوامش ربح أقل، لكن الزيادة في التسوق عبر الإنترنت عوضت عن انخفاض عدد الشحنات بين الشركات، ووظفت الشركة 39000 عامل لتلبية حاجة السوق.

وأجبر الوباء شركة ميسيز على إغلاق المتاجر مؤقتا، مما أدى إلى القضاء على أكثر من 2 مليار دولار من المبيعات، خلال ربع واحد من العام، وعلى الرغم من قدرتها على مواصلة البيع عبر الإنترنت، وإعادة فتح متاجرها في يوليو الماضي، إلا أن الإيرادات كانت أقل من مستويات العام الماضي، لأن المتسوقين يشترون ملابس أقل لصالح السلع والعناصر الأساسية للمنزل.

وشكلت المبيعات الرقمية 43٪ من إجمالي المبيعات خلال ربع واحد من العام الحالي، مرتفعا من 25٪ قبل الوباء، وقامت ميسيز بتسريح 3900 من موظفيها.

شركة بروكتر آند جامبل تأثرت لما حدث في الصين، ثاني أكبر سوق للشركة خارج الولايات المتحدة، ويستمر ذلك في التأثير على مبيعات بعض منتجاتها الأكثر ربحية، بما في ذلك شفرات الحلاقة وخط العناية بالبشرة المتطور.

وارتفع الطلب على العديد من منتجات الشركة، مما عزز هوامش الربح والربحية إلى جانب المبيعات، وخاصة المنتجات التي تتعلق بالصحة والنظافة الشخصية والتنظيف.

وأعلنت الشركة عن عدم وجود تخفيضات أو زيادات كبيرة في عدد الموظفين.

شركة وول مارت كافحت للحفاظ على تأمين البضائع وإدارة الكميات المخزنة لتلبية الطلب، وحافظت على عدد كاف من العمال في المتاجر لتلبية الطلب المتزايد على المواد الغذائية والسلع المنزلية.

وارتفعت مبيعات وول مارت وأرباحها مع إنفاق المتسوقين، بدعم من برامج التحفيز الحكومية، بشكل كبير للطعام والسلع المنزلية.

ونظرا لأن المزيد من المتسوقين يشترون مواد البقالة عبر الإنترنت، استفادت وول مارت من أعمال توصيل وتسليم قوية للبضاعة عبر الإنترنت، مما ساهم في زيادة بنسبة 97% في مبيعات التجارة الإلكترونية في الربع الأخير.

ووظفت شركة وول مارت، أكبر صاحب عمل في الولايات المتحدة، أكثر من 500 ألف شخص منذ بداية العام الحالي، لمواكبة الطلب.
الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..