حوارات

في لقاء مع رئيس الجبهة الثورية.. يجب حسم خلايا النظام البائد

حوار: إيمان أبو ضامر- عضو الاتحاد النسائي

رئيس الجبهة الثورية السودانية د. الهادي إدريس يحي، في البدء أقدم التهنية للشعب السوداني، ومبروك هذا الإنجاز التاريخي، وعلى اتفاق السلام الذي وقع في جوبا يوم 31/اغسطس /2020 الذي وضع أساس الاستقرار والسلام في السودان عموما.
د. الهادي: الوطن لا يستقر بدون سلام وبدون سلام لا توجد تنمية، ونحن بهذا الاتفاق الذي تم، نكون قد خطونا خطوة أولى نحو استقرار المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي، والاتفاق لاشك فيه إيجابيات كبيرة، وبه حققنا مكاسب كثيرة لكل أهل السودان، لا سيما اهل المناطق المتاثرة بالحرب، ونحن من خلاله استطعنا أن نناقش كل القضايا القومية الكبيرة، التي قد تكون أمهات القضايا المرتبطة بالأزمة السياسية السودانية فالسودان.

كدولة تأسست، ولم تكن أركانها مكتملة، النخب السياسية من عام 56 وإلى يومنا فشلت في أن تخلق دولة وطنية في غياب للدستور الدائم، وأيضاً عدم وجود معايير واضحة لتقاسم الثروة والسلطة بين المركز والاقاليم.

كثير من الناس في السودان يرون انهم ليس جزء من الهوية، ونحن من خلال القضايا القومية استطعنا مناقشة هذه القضايا وما تبقى منها رأينا مناقشتها في المؤتمر الدستوري، والذي اصبح جزء أساسي من اتفاقية السلام ، ولقد تم ذكر المؤتمر الدستوري في الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية، ولكن لأول مرة وضعنا أجندة وأهداف للمؤتمر وكيفية المشاركة فيه والمواد التي يجب ان تتم مناقشتها داخل المؤتمر والشروط التي يجب ان تتوفر لتأسيس المؤتمر الدستوري ومسألة الانتخابات العامة والشروط التي يجب ان تتوفر لخوضها ويعتبر كل ما ناقشناه من قضايا هامة مكسب لاتفاق جوبا .
والمكسب الثاني مرتبط بالمناطق المتاثرة بالحروب والتهميش بشكل عام، واتمنى ان يرى كل الناس البروتوكولات الثمانية الخاصة بمسار دارفور البروتوكولين الخاصين بالمنطقتين فنحن لم نترك أي اشكالية سواء كانت المشاكل المرتبطة بمسألة النازحين واللاجئين وعودتهم والترتيبات الأمنية، وتحدثنا بشكل تفصيلي في كيفية حمايتهم حتي يعودوا لقراهم.
وتحدثنا عن تكوين قوة مشتركة وسميناها قوة حفظ الأمن في دارفور، هذه القوة مهامها حفظ الأمن في دارفور حتى يتمكن المتأثرين بالحروب من النازحين العودة إلى مناطقهم.
أيضا تحدثنا عن قضية الأرض وهي إحدى الاشكاليات الكبيرة،خاصة في دافور وتحدثنا عن مسألة العدالة والرحل وغيرها من القضايا.
“افتكر الاتفاق في مجمله فيه مجموعة مكاسب صحيح إن هنالك أطراف حتى الآن لم تنضم للسلام، ولكن الاتفاق وضع الأساس لأي عملية سلام تأتي في المستقبل، ونحن قلوبنا مفتوحة وأيادينا ممدودة للكل الذين لم يوقعوا ومن حقهم أن ياتوا ويآزوا الاتفاق، كما يمكن أن يضيفوا فيه إذا كانت لديهم إضافة، ولا أرى سلبية في الاتفاق، والأهم بالنسبة لنا هو تنفيذ هذا الاتفاق لأن تنفيذه سيغير السودان ويوقف الحرب”.

الاتفاقية ذكرت المرأة، ولكن هل حددت وخصصت لها وضعها في اتفاقية السلام الاعداد والتنفيذ وما إلى أخره من العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية وحفظ حقوقها، هل تخصصت تلك النقاط أم ذُكرت بصورة عامة؟

د. الهادي: عندما نتحدث عن المناطق المتضرره أو الإنسان المتأثر بالحرب، نحن بالتحديد نتكلم عن المرأة وعندما نتكلم عن النازحين واللاجئيين الشريحة المتضررة الأكبر من هذه الشرائح هي المرأة وقضايا المراة تشكل صلب واهتمامات هذا الاتفاق والاتفاق طبعا هو اطار قانوني، ونحن نحول هذا الاتفاق لبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية ولاشك ان المستفيد الأكبر من هذه البرامج هي المرأة بدون اهتمام بقضاياها لن نستطيع أن نتحدث عن التهميش ورفع التهميش والظلم وغيره، وهنالك الكثير في انتظارنا وما نطلبه من النساء هو أن يلعبن دور إيجابي في المرحلة القادمة لانه دون مشاركتهن لن يكون هنالك تغيير ايجابي في البلد .

ما زال سؤالي قائم.. مشاركة المرأة السياسية والنسب والتحديد هل وضعت نسبة معينة أم لا ؟

د. الهادي: نحن نتحدث عن مشاركة المرأة على الأقل تكون بنسبة 40%، المرأة يفترض أن تشارك في هياكل الحكم سواء كان على مستوى الحكم الاتحادي أو الاقليمي، نحن أيضا نتحدث عن الخدمة المدنية المشاركة السياسية لاتغير.
المشاركة السياسية أحيانا أنت توظف لك مجموعة الافراد، ولكن ما يغير الناس هو المشاركة في الخدمة المدنية الذي يغير المجتمع هو مسالة التعليم وإتاحة الفرص المتكافئة لكل الناس وخاصة النساء اللائي يدخلن عن طريق التمييز الايجابي، وكما ذكرت لك أن هذا الاتفاق سوف نستخلص منه برامج كبيرة، أغلبها سوف تستهدف النساء والتغيير عملية طويلة لا تتم في يوم واحد لكن الاساس فيه ان تشارك المرأة مشاركة حقيقية وليست مشاركة شكلية او تجميلية بل نريد مشاركة حقيقية تمكن المراة.
وأيضا نتحدث عن النخب النخب نساء او رجال ليس لديهم مشكلة فهنالك نساء مشاركات في مجلس السيادة ونساء مشاركات في مجلس الوزراء فنحن.عندما نتحدث مثلا عن اصلاح المؤسسات ابناء الاقاليم المهمشة وتمثيلهم في المؤسسات بما في ذلك المؤسسات الامنية ان يتناسب التمثيل مع كثافتهم السكانية كذلك عندما نتحدث عن النساء فنسبة النساء في المجنمع 52% اذا نظرنا الي المجلس السيادي فليس بالضرورة تمثيل النساء بنفس نسبة كثافتهن ولكن عندما ننزل الي الخدمة المدنية يجب ان يتناسب وجودهم مع كثافتهم في المجتمع .
فنحن لا نتحدث عن التمثيل مجرد تمثيل ولكن نتحدث عن المشاركة الفعلية للنساء المشاركة التي تمكن المراة كما نود ان نشرك النساء في عملية الانتاج فالنساء يجب ان يكن منتجات ففي السودان اغلب النساء غير منتجات فهنالك.مهن كثيرة في مجتمعنا محرمة علي النساء منها كمثال في الهندسة والمؤسسة العسكرية فمثلا في يوغندا النساء يعملن في الجيش وفي الاستخبارات وطلمبات البنزين وسائقات فاحيانا السياسات والقوانين غير كافية فالتغيير يجب ان يتم عبر تغيير مفاهيم المجتمع ونحن لا نستهدف النساء الاتي في القمة ولكن نستهدف النساء العاديات في المناطق الريفية ففي الخرطوم لا مشكلة للنساء وكذلك نساء نيالا مثلا ولا كل العواصم لا توجد مشاكل للنساء ولو نظرنا الي المناطق الريفية نجد ان الفرق كبير جدا في وضع النساء في تلك المناطق فنحن من خلال هذا الاتفاق سنغير الكثير ونحن في الجبهة الثورية سنقوم بتغيير في الداخل يراه الناس.
الثورة ليست تغيير نظام ولكن الثورة تغيير مفاهيم تغيير اجتماعي سياسي تغيير حياة الناس والمفاهيم ونظرتهم لبعضهم وسوف نحدث نحن في الجبهة الثورية ثورة مفاهيمية مبنية علي الوعي في الداخل.

يمكن ان تحدثنا مهددات تنفيذ الاتفاق، والفرص، ووصيتك للشباب والشابات في السودان، وأنتم قادمون للسودان الكبير الواحد؟

د. الهادي: الفرص لا شك ان هنالك فرص وعندما نتحدث عن الفرص فذلك يعني انها شئ يأتي من الخارج فالمجتمع الدولي كله ادرك اهمية السلام واهمية استقرار السودان وبالتالي.

كما ترين هنالك دعم دولي متزايد مؤخرا تم عقد مؤتمر اصدقاء السودان في تعهدات كبيرة من المجتمع الدولي والاقليمي وافتكر هذه فرصة لان كثير من الدول ابدت استعدادها لمساعدت السودان.
اما المهددات فانا لا اري ان هنالك مهددات وايضا عن الحديث عن المهددات فهي تكون من الخارج.

الا تعتبر ان النظام البائد قد يعتبر مهدد لإتفاق السلام ؟

د. الهادي: النظام البائد يجب ان لا يكون شماعة و لا يكون مهدد لنا ويجب ان يحسم أمر خلاياه فانا لا أرى انه مهدد
أما التهديد الأكبر فهو قوي الثورة ذاتها ليس لها برنامج سياسي ولا توافق سياسي، كمثال هذا السلام نجد الحرية والتغيير منقسمة في رؤيتها هناك من يدعم السلام، وهنالك من يري انه مسار عبثي ولم ينظروا الي ايجابيات المناقشات التي تمت علي مدار السنة وهنالك من يتحدثون عن المحاصصات وانا تحدثت كثيرا ان الاتفاق لو كان بمحاصصات لتم السلام في ساعة فقط ولكننا ناقشنا قضايا كثيرة ولاول مرة يقدم المركز تنازلات كبيره فالمهدد الاكبر من قوي الثورة نفسها.
لا معنى ان النظام البائد أو فلوله يمثلون تهديد، انت ازلت النظام ومن السهل ازاحة الفلول من مؤسسات الدولة.
وعقدنا اتفاق سياسي مع الحرية والتغيير وسوف نقوم بعمل مؤتمر عام للحرية والتغيير يحدد الوجهة السياسة للبلد والوجهة السياسية للحكومة فلا يمكن ان تعمل حكومة دون برنامج فعندما تعين وزير يجب ان يكون واضع برنامج لوزارته ويوضح هذا البرنامج للناس, “افتكر نحن كقوي ثورية نحتاج الي ترتيب أولوياتنا ولو رتبنا تلك الأولويات لن يكون هنالك مهددا” .
صحيح ان هنالك اطراف لم تنضمن للسلام ولكنها مسألة وقت وسوف ينضمون للاتفاقية لأن السلام مفتوح لكل الأطراف.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..