أهم الأخبار والمقالات

فصل الدين عن الدولة طريق السودان للإستقرار والعدالة و الوحدة والحريات وليس ضد الدين ..‎

نضال عبدالوهاب

هنالك خلط كبير يستغله للأسف ويُروج له دعاة المشاريع الظلامية التي تتخذ من الدين برنامجاً إما لتسويق نفسها سياسياً أو باباً للفساد وإكتناز الأموال بإسم الدين بمثل ما كان يفعل أرباب الإسلام السياسي طوال السنوات الفائتة منذ عهد النميري مروراً بكل فترة حُكم (الكيزان) ، أو كثيراً من السلفيين والعوام إما مصلحةً مادية أو جهلاً وإتباع للعاطفة والقطيع دونما تعقل أو وعي ..

و منذ أن طُرح المشروع الإسلامي في السودان وفكرة إنشاء دولة خاصة بالمسلمين والمجموعات العربية لتلاقي مصالح دُعاة هذه الدولة في مشروع (دولة الشريعة) والتمكين لفئة معينة من مجموع الشعب سياسياً و إقتصادياً ، كان في مقابل ذلك من يطرحون مشروع الدولة غير الدينية والتي تنادي بفصل الدين عن الدولة ومؤسساتها السياسية ..

دعاة المشروع الديني مضوا في هذا النموذج ولم يبالوا إن كان في سبيل ذلك التضحية بوحدة السودان وإشعال الحرب في معظم أجزاء السودان وقتل ملايين السودانين منذ حرب الجنوب وما تلاها في دارفور والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق ، وتشريد الملايين أيضاً من بنات وأبناء الوطن، والقضاء علي أحلام الكثيرين في العيش فقط كمواطنين سودانيين فيه لهم كامل حقوق المواطنة في بلدهم الذي يحملون جنسيته ، تمت التضحية بكل ذلك لإقامة نموذج (كاذب) و غير حقيقي لمشروع يفتقد كل مُقومات العدالة والمساواة والحُريات ويحمل نقيض كل هذا من ظلم و تفرقة و قهر وبطش متمثل في نموذج (دولة الشريعة) وتطبيق الدين .. فكان لابُدّ من إزاحة هؤلاء المهووسين من الحُكم حتي يتم تصحيح كل ما إغترفته أيدي وعقول هؤلاء في السودان ..

أولي مظاهر التصحيح هو فضح أُكذوبة أن الدين مكانه أجهزة الدولة السياسية وتشريعاتها لتنظيم حياة الناس ، وأن تطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة هو إقصاء للدين من حياة الناس ..

أثبتت التجربة أن السلام و وقف الحرب في السودان لا يأتي إلا بدستور يعترف بحقوق المواطنة والمساواة الكاملة بين كل أفراد الشعب السوداني، وهذا بالطبع غير موجود في الدستور الإسلامي والذي يحكم ظاهرياً بالشريعة، والدليل فصل الجنوب لعدم موافقة (الكيزان) و حلفاءهم ممن يؤمنون بذات الأفكار السلفية والأوصولية علي إلغاء التشريعات والقوانين المُسمية إسلامية (ظاهرياً) و عمدوا للتضحية بثلث مساحة السودان بكل ثرواتها ومواردها الطبيعية والبشرية لأجل إنفاذ برنامج تلك العقلية المريضة غير المُتبصرة ، والكل يعلم حجم الضرر الذي وقع على إقتصاد السودان من هذه الجريمة ولا تزال آثارها قائمة .. علماً بأن العودة لدساتير السودان قبل 1983 كان يمكن أن يحفظ للسودان وحدته ويحقق فيه السلام وينعش إقتصاده، ولم يكن للحرب أن تمتد لإجزاء أخري من السودان بذات المسوق ، وهو فرض نموذجي الدولة العربية والإسلامية وتطبيق التشريعات والقوانين المُسمية إسلامية .. وهو نموذج غير أنه يُفرق بين أبناء الوطن الواحد إثنياً ولغوياً ودينياً، فإنه كذلك ينتقص من الحقوق السياسية لبقية مكونات الشعب السوداني ممن يمثلون قطاع كبير جداً فيه في شرقه وشماله وغربه وجنوبه .. فلا تتحقق العدالة ولا المساواة ولا الحريات ..

بعد الثورة في 2019 عاد للسودانين الأمل في التخلص من تلك العقليات المهووسة التي ظلت تربط مصير أكثر من 40 مليون مواطن سوداني بتفكير لا يُقدم للسودان إلا الحرب والدمار والإنهيار الإقتصادي والضغائن والمظالم والفساد والتفكك والإنقسام..

فالتصحيح إذن يبدأ بفصل الدين عن الدولة ومؤسساتها ، فالدين ليس مكانه أجهزة الدولة ، الدين موجود نعم في المجتمع وفي الضمير وفي حرية الأفراد في إعتناق ما يشاؤون وأداء شعائرهم الدينية حسب ما يعتقدون دون تدخل من الدولة في ذلك .. القوانين التي تستند إليها الدولة في إقامة العدل هي قوانين تضمن المساواة في التطبيق بين الجميع حسب ما ينص الدستور غير الديني للسودان ..

إذاً النموذج العلماني وفصل الدين عن الدولة ليس ضد الدين كما يُشيع كثير من أعداء السلام وأصحاب الغرض والمصلحة ، أو ممن تأخذهم العاطفة من عامة الناس أو الجاهلين بها ..

بل على العكس من ذلك تماماً فالأصل في الدين نفسه إقامة المساواة و السلام والوحدة للمجتمعات وسد الجوع والأمن من الخوف .. هذه هي أساسيات المجتمع السليمة والتي بغيرها لا تتطور الدول ولا المجتمعات ولا تحدث التنمية ولا تنتشر العدالة وينتفي الظلم ..

أثبتت تجربة الحُكم بتلك القوانين المسماة إسلامية أنها تقسم السودان وتُشعل فيه الحرب وتحدث الفوارق وعدم المساواة وتنتقص من حقوق المواطنة فيه وتصادر الحريات ..

وعيّا السودانين أن الأخلاق الحميدة ليست في مشروع الإسلاميين ودعاة الشريعة، وأن التطور الإقتصادي ومعاش الناس وعلاجهم وتعليمهم ليس مرهون بتطبيق الشريعة الإسلامية، نفس هؤلاء الذين يهتفون بإسمها شعاراتاً لو أنهم جاعوا أو فقدوا الآمان بسبب الحرب والتدهور الإقتصادي فلن يفكروا بذات العقلية ..

أخيراً فإن تحقيق الحرية والسلام والعدالة في السودان أساسها هو فصل الدين عن الدولة وأجهزتها السياسية .. فكونوا عقلاء ولا تركنوا للمهووسين من الذين إحتكروا هذه البلاد لسنوات طوال فاضاعوا السودان القديم، فلا تسمحوا لهم بإضاعة سودان الحاضر والسودان في المستقبل وهذه مسؤوليتنا جميعاً ..

نضال عبدالوهاب
[email protected]

‫8 تعليقات

  1. ما هو دين الدوله فى اميركا وبريطانيا وجميع الدول الاوربيه؟ وعلى أى مبدء يستند(العدديه أم القوه الكنسيه)؟هل انفصال الجنوب له علاقه باسلامية الدوله ام التهميش والشعور بانهم ليسوا مواطنين من الدرجه الاولى كبقية الشعب السودانى ؟

  2. اولا هل طبق الاخوان شرع الله ؟ ابدا لانو الشريعه الذى يسرق تقطع يده و اذا طبق شرع الله لكف الاخوان من سرقة الدوله و بل ادخلوا قوانيين التحلل ان تسرق تسترد جزء من المال الذى سرقته و عندك الحق تاخذ الجزء الاكبر و هل هذا اسلام؟ هذا اسلوب الغاب .جمعوا الزكاة من المواطنيين و قسموها فيما بيتهم و هل تعطى الزكاة للاغنياء فى الاسلام ؟ هؤلاء شردوا اكثر من 350 الف موظف يعولون اسر و تم تدمير هذه الاسر و اذا طبق الاسلام كان تم اعانة الاسر الفقيرة من مال الدوله كما فعل سيدنا عمر حيث كان الفقراء يتم دعمهم من بيت مال المسلمين . فى عهد الاخوان ظهر لنا زواج المثليين و جمعيات تطالب بحقوقهم و البشير ينقض حكم القاضى لواحد منهم 20 سنه سجن فى حين ان قوم لوط الله خسف بهم الارض و الشرع يقول الفاعل و المفعول به يجب ان يقتلا .هل تريد ان تغير الميراث و الزواج و المعاملات فى الاسلام بين المسلمين؟ اذا كان 95% من الشعب السودانى مسلم و هل الشعب السودانى تم استشارته فى ان تكون الدوله علمانيه و تشرح له ماذا تعنى العلمانيه و لا عاوزين تسوقوا الشعب السودانى بالخلاء كما يفعل السياسيون السودانيين منذو الاستقلال و انو الشعب مغيب .اليوم الشعب السودانى واعى و يدرى ماذا تجهز له الاحزاب و سوف يكون له رد قاسى على هذه المقترحات .نترك الامور الى الشعب السودانى هو الذى يقرر بعلمانية الدوله او دولة المواطنه لشعب مسلم و لم نجد ايه قرانية او حديث تقرر ما شكل الدوله و انما الايات ان نحكم بما انزل الله و هذه بعد العبدات من ميراث و القاتل يعدم بالقصاص و هذا قانون رادع للانسان و لا نريد القوانيين الاروبيه ان تلقى الاعدام حتى يتفشى القتله فى المجتمع .اذا اردت ان تتطبق العلمانيه فى السودان معناه تريد ان تلقى التربيه الاسلاميه فى المدارس كما مطبق فى الغرب و ان تفتح البارات و ترخص بيوت الدعارة وسط شعب مسلم الشرع فيه يرجم المتووج و يجلد غير المتزوج – نحن لو طبقنا شرع الله كما جاء فى القران لكان حالنا مثل عهد عمر بن الخطاب و عمر بن عبدالعزيز و لكن تامر القتله على عمر بن عبدالعزيز كما تامر الكيزان على السودان و هم نبت شيطانى.

    1. ياخوي الكلام واضح المسلمين الشايفين قطع اليد شريعة اهلا والمسلمين الشايفين غير كدا برضو اهلا،المهم ماتفرض معتقدك او فقهك بالقوة

      1. ما شاء الله تبارك الرحمن احيك على الفهم العميق لمشاكل السودان… و ان الشريعة الإسلامية هو سبب مصائب السودان ولكي يتطور السودان لابد من إلغاء وليس فصل الدين عن الدولة….
        امثالك يتكلمون عن أمور عظيمة دون علم و لا فهم…
        نريد أن نفهم شنو يعني فصل الدين عن الدولة؟ هذا كلام فارغ و انصحك ان تستغفر ربك و ترجع لرشدك…
        الشعب السوداني شعب مسلم و متدين و غيور جدا على دينه و الإسلام و الشريعة كفلت حقوق غير المسلمين…
        الشعب السوداني انتفض وثار على الكيزان ليس اعتراضا على الإسلام و لا مطالبة بأن تكون الدولية علمانية…
        الشعب ثار لان الكيزان منافقيين ولم يطبقوا الشريعة الإسلامية…

        الحكومة الإنتقالية ليس من حقها التقرير في أمور عظيمة مثل علمانية الدول… واي لعب في هكذا امور ستؤدي إلي ثورة ضد من يريد
        فتح البارات
        الدعوة إلي التعري
        إباحة الزنى و شرب الخمر علنا
        إباحة اللواط و العلاقات الجنسية من غير زواج…

        نحن شعب مسلم و نريد أن نحتكم إلى ما انزل الله وليس إلى علمانية…
        ان كنت يا كاتب المقال لا تعجبك الشريعة اترك السودان و حاله و خليك في بلدان العلمانية…

  3. من المختلف عليه وضع تعريف واضح للدولة العلمانية؛ وفي الواقع فهو تعريف يشمل ثلاث جوانب أساسية، ويتداخل مع مفهوم دين الدولة أو الدين ذو الامتياز الخاص في دولة معينة. هناك بعض الدول تنصّ دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية والهند وكندا. بعض الدول الأخرى، لم تذكر العلمانية في دساتيرها ولكنها لم تحدد دينًا للدولة، وتنصّ قوانينها على المساواة بين جميع المواطنين وعدم تفضيل أحد الأديان والسماح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية، وإجراء تغيير في الدين بما فيه الإلحاد أو استحداث أديان جديدة بما يشكل صونًا لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية، وهي بالتالي تعتبر دولاً علمانية. هناك الشريحة الثالثة من الدول وتنصّ دساتيرها على دين الدولة معيّن كمصر وموناكو واليونان غير أن دساتيرها تحوي المبادئ العلمانية العامة، كالمساواة بين جميع مواطنيها وكفالة الحريات العامة، مع تقييد لهذه الحريات، يختلف حسب الدول ذاتها. في مالطا وهي دولة تتخذ المسيحية الكاثوليكية دينًا لها يعتبر الإجهاض محرمًا بقوة القانون، وذلك مراعاة للعقائد الكاثوليكية، ومع ذلك فإن نسب تقييد الحريات العامة في مالطا هو أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى كمصر حيث تعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ما أدى إلى قيود حول تغيير الدين أو بناء دور عبادة غير إسلامية إلى جانب تشريع تعدد الزوجات وغيرها من القضايا المرتبطة بقانون الأحوال الشخصية وفي الحقيقة فإن الإسلام أتاح للجميع حرية الاعتقاد والدليل على هذا ما فعله عمر بن الخطاب الخليفة الإسلامي عندما تسلم مفاتح القدس وأمن أهلها من الأقباط على كنائسهم وأموالهم وممتلكاتهم فيما يعرف بالعهدة العمرية ولكن يوجد بعض المفاهيم الخاطئة عند البعض تجعلهم يصرحون بأن “المسلم الذي يغير دينه يجب أن يقتل على الفور” وهذا هو نهج الإرهابيين الذين يتخذون الإسلام ستارا لأفعالهم التي تقف مصالحهم خلفها والحقيقة أن الإسلام لم يأمر المسلمين بهذا ولكن من يغير دينه من المسلمين يقتل في حالة واحدة وهي محاربة الإسلام وهذا طبيعي لأن أي منا سيقتل من يحاربه. المثل المصري ينطبق على عدد من الدول الأخرى، ما دفع بعض الباحثين لاجراء تعديلات اصطلاحية فأحلت “الدولة المدنية” بدلاً من “الدولة العلمانية” واقترح البعض “دولة مدنية بمرجعية دينية”، غير أن ذلك حسب رأي بعض الباحثين يفرغ مبادئ المساواة والحريات العامة من مضمونها ويحصرها في قالب معيّن ما يعني دولة دينية وإن بإطار مدني. أما الدول الأقرب لنموذج مالطا فمن المتفق عليه وصفها دولاً علمانية، إلى جانب بعض التحفظات كعبارة “حياد الدولة تجاه الدين” بدلاً من “فصل الدولة عن الدين”.

    لا يزال النقاش يدور في الدولة المصنفة علمانيًا حول مدى الالتزام بفصل الدين عن الدولة؛ ففي فرنسا جدول العطل الرسمية مقتبس بأغلبه من الأعياد الكاثوليكية، وكذلك تقدم الدولة من أموال دافعي الضرائب تمويلاً للمدارس الدينية؛ أما في الهند وهي أيضًا دولة تنصّ على العلمانية الكاملة، تقدّم الدولة سنويًا إعانات للحجاج المسلمين وصل في عام 2007 إلى 47454 روبية عن كل حاج هندي. أما دستور أستراليا وهي دولة علمانية رغم عدم ورود العبارة صراحة، يذكر في المادة السادسة عشر بعد المئة، على عدم تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة، ومع ذلك فإن الدستور ذاته يبدأ بعبارة ” بتواضع، نعتمد على نعمة الله المتعالي” (بالإنجليزية: Humble reliance on the blessing of Almighty God)، وسوى ذلك فإن الحكومة الأسترالية تدعم الصلاة المسيحية في المدارس الحكومية وتمول المدارس الدينية التي تعدّ القسس الجدد وكذلك رجال الدين. الحال كذلك في سويسرا وفي الولايات المتحدة الإمريكية، وإن بدرجات متفاوتة لا تشمل في جميع الظروف تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة فهي من المبادئ المشتركة بين جميع الدول المصنفة كعلمانية.

  4. كلام عجيب اتق الله يا هذا / العلمانية تعني كل القوانين والتشريعات التي تضبط المجتمع المسلم تلغي/ إحلال الزنا الربا الرده الغاء قانون الأحوال الشخصية المسلم / المساواة في الميراث بين الرجل والمراة الغاء تدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس/ حرية اللباس/ اباحة المثليه / وغيرها

  5. سيتخبط السودانيون في النقاش البيزنطي الى ان تقوم الساعة وبئس مصيركم في الدنيا والاخرة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..