اتباع “الشَعبية” والهِواية المشؤومة!

وعاد بعض اتباع حزب (الحركة الشعبية) في جنوب السودان الي عاداتهم القديمة، فلا صوت يعلو هذه الايام فوق صوت البيانات التي تعلن الانسلاخ والانضمام من هنا وهناك، أفرادا وجماعات، وهي ذات الهواية المشؤومة التي بشرتنا ـ بشهادة احداث سابقة موثقة ـ باقتراب حدوث الانفجار العظيم، الانفجار الذي انشطرت فيه (الشعبية) الي شظايا ضارة، مسعورة، شديدة التسمم وقد عم ضررها البلاد والعباد.
بكل تأكيد، عودة هذه الانشطة المريبة الي العلن بعد فترة غياب وبهذه الكثافة التي تعج بها وسائط الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي تعني شيئا واحدا فقط في المخيلة الجماعية للشعب الجنوبي، وهو ان شرا ما يتربص به في الخفاء، وما هذه الانشطة سوى مناظر اولية التي ستعقبها “لا سمح الله” أحداث جلل وفصل جديد من جحيم آخر لا يطاق .. غير ان ما استوقفني حقا في خضم هذا النشاط غير الحميد هو محاولة (ملة من الشعبية) تسويق بضاعتهم الفاسدة بالكيفية نفسها بعد كل هذه السنين من الفشل الذي لازم مسيرتهم حتى كاد الفشل ان يكون ماركة مسجلة خاصة بهم، انا لا اود ان اطرح السؤال على الآخرين عن مدى مصداقية (الانشطاريين)، بقدرما اطرحه عليهم هم انفسهم.. بالله عليكم هل تصدقون حقا مزاعم التنمية والاعمار التي تعيدون رفع شعاراتها بلا خجل امام الناس هذه الايام!؟
كم تمنيت لهؤلاء ان يتحلوا بشيء من الموضوعية ولو مرة واحدة حينما يتوهمون!! .. وان لا يبالغوا في تسويق بضاعة فسدت بحكم التجربة وعفى عليها الدهر.. فهذه الشعارات بعد ان افرغوها من محتواها ومعناها الحقيقي، اصبحت ملازمة للألم والذكريات السيئة التي استوطنت نفوس الغلابة ويصارع الشعب الجنوبي الزمن من اجل نسيانها فقط .. لا غير.
وبما ان ( الشكر واللوم واحد علي السجمان) او كما قال المثل!! الا انني اؤمن ايضا انه لايزال في الملة (شوية ضمير) يمكن تنبيهه لعله يستبين!!.. اي ضمير ..!! لا يهم شكله، نوعه، وظيفته .. هل هو حي أم ميت !!؟ هذه اسئلة لا تعنينا في شيء .. وحدها! ضرورة (قرع الواقفات) هي التي تحتم علينا مخاطبة هذا الضمير المجهول في كل الاحوال حتى لو قادت النتائج المرجوة الي نتيجة الأرضة التي جربت الحجر .. فيكفينا شرف المحاولة.
توبوا من الاوهام “احبتي” واستسلموا للحقيقة المجردة وهي ان حزبكم المنشطر الي شظايا وخلايا متناثرة متناحرة لا يقوى على اصلاح ذاته!! او قل لا يستطع ان يلم نفسه بعد الشتات)، فما بالكم باقامته للتنمية المزعومة والاعمار المفترى عليه!!؟
خلاصة القول هي ان حزبكم غير قادر وغير موهل لتطبيق اي شيء من شعاراتها المرفوعة التي تصدعون بها رؤوس الخلق، فتلك مجرد احلام “زلوطية” تعرفونها جيدا انها مستحيلة، اوقفوا العبث .. كفوا عن الاسترزاق والمتاجرة بدماء الغلابة يا اتباع الشعبية.
ألقاكم.
سايمون دينق – جوبا
صحيفة الموقف