مقالات متنوعة

صائدو الطيور الآيبة، نص سردي

فيصل مصطفى

يسقط ضوء المدينة في عتمة القبو

يبدو النور كابياً في نهاية النفق !!؟…

***

ران عجز طاغ على أفئدة الرجال

إنتفخت أرحام النساء من ماء الوهم !!؟…

***

ظل ديك الفجر مشغولاً بالمئذنة

يبتلع السهل الشاسع صداه

“حار جا ف مترامي الأطراف” !!؟…

ترامت تخومه بلا انتهاء ….

ُتركت مفتوحة دون “هجانة” !!…

طاف الحراس حول الأسوار …

أدرك الكرى حدقاتهم الجاحظة

أفترسهم السبات العميق !!؟….

هبط على رقابهم ظل السيف

جز الرؤوس الخاملة !!؟…

***

الغربة جوع إلى الوطن !!؟…

الجوع غربة في الوطن ؟؟!…

الظلمة سجن …..

الحرب قبر يفغر فاه !!؟….

البحر زبد فائر …!

النهر تمساح عشاري يلتهم الصغار

الغرب  صراع دام بين الفرقاء

الشرق طوق خانق

الشمال نار تحت الرماد

“فأنا الضرير يقودني شوقي

إليك ولا دليل” !!؟..

تصدني الأكذوبة الكبرى والأضاليل

أقصى الخيال وتظللنني شمس الظلام

ما عدت ذاك الفتى المقدام

“أخو البنات”

ثاقب الأشياء

“عطا” الجواد ، رافع رآية السلام …

سيفي أنكسر

أقلامي الخشبية بلا مداد

أوراقي البيضاء لا تجرؤ

على حمل الكلام

***

أكنت ظلوماً جهولاً؟

أرتكب الفضائل !

أقارف الشمائل!

أخاصر الموت!

أرتدي أكفانه السوداء!

ألغ في آنية الموبقات !!؟…

أتمادى في جسام الأمور

ألهث بين العدل

والأضاليل !!؟….

أبحث عن رؤى كامنة

ضــــــــــــــــــــائـــــعة

في تجاويف الجبال

خلف المناطق الوعرة

وراء الرعاة الرحل

تحت أشجار الهشاب

داخل المستنقعات

وسط الغابات …..

بين  قيزان الرمال

فوق السهوب العارية

في السافنا الفقيرة

في قيعان الوديان

تحت سفوح الجبال

عند خــط الإستواء !!؟….

***

طال النضال

عجمت قناته

هُدَّ حيل السواد الأعظم

من الكتل الصامتة

ُسحقوا

بيعت نوافذهم !!؟….

باتوا في العراء…..

***

نشب الخلاف !!؟….

شق صفهم

صاروا وحداناً

كُسرت عصيانهم

نشروا صفيق القول !!؟؟…

أخفوا الجرائر

دفنوا الإثم المنكر…….

***

ضعفت قبضاتهم

تراخت …..

وهن المتن منهم

أشتعل الصدر حقداً

قست ملامحهم

واروا خباياهم

مدوا جسور الأكاذيب

رفعوا رايات الوفاق

على أسنة الرماح !

***

عذب الحوار

صار معسول الكلام

تراشقاً

ظل سواد الناس

بين اندهاش ووجل

يحثون التراب

على رؤوسهم طوراً

ينفخون عبثاُ

في الأرواح الميتة

طوراً آخر

***

تراوغ ” الطغمة” الآيبين

تخاتلهم

تمكر بهم

يتعلقون بقشة الغريق !!؟؟….

***

تنسج الأمهات

من الصبر أثواباً

يفصلون من فلذات

أكبادهم أوهاماً!!!!…

تزغرد النائحات عزاء…..

تغلي النفوس

بالثأرات الخبيئة

ُُيُسفك الدم الأخضر

هدراً ……

يتبـــخــــر !!؟…

يصعد الى السماء

يصير سحباً حمراء  !!!…..

يهـــطــــل مدراراً

يخضب وجوه القتلى !؟…

يمشون في الطرقات

بلا حياء

لا يخشون برق السماء

يرتعدون رعباً

من ” غضبة الهبباي”

***

طويت أمتعتي

أحتقبت ثمالة العمر

توكأت على

فتى زمزم الأرض

وشرب من    ” واطاتها ”

أروى ظمأه من ماء النيل

امتلأ حبوراً

بالإشراق القادم !!؟…

***

أظل مفتوناً بهامش يلتمع

جذبني بريقه الخاطف

لم أجرؤ على

مقاومة سحره !!؟…

ارتميت دون روية

في مياه النيل

سبحت في الإتجاه

المعاكس لمجراه

تقدمت في استعصاء

ضد التيار

تسللت ليلاً

إلى مشارف المدينة

كانت الطيور الآيبة

تحلق فوق حاضرة الوطن

رأيت الصائدين يتوارون

خلف جذوع أشجار اللبخ

يتربصون خفية

يداهمون الطيور الهابطة

يباغتونها على حين غرة

يضعونها

في أقفاص ملونة

ينتفون ريش بعضها

يطلقونها بلا مراصد

تجوس بين الأزفة والأحياء

دون أجنحة!!؟..

***

قفلت عائداً

ألوذ مجدداً

بخندقي القديم

أرقب بصبر نافذ

بصيص الضوء

في نهاية دروب

الكفاح الطويل ….

 

 

فيصل مصطفى

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..