“ثالوث الونسة”

إذا اقتربت من أي مجلس لسودانيين لن تسمع حديثا سوى “الحالة الاقتصادية وتبعاتها، الزواج وأخواته، الكورة وصفقاتها”.
والعقلية السودانية لافكاك لها من الثالوث، فهو محور “الونسات”؛ التي لاتخلو من المغالطات، والكل يدعي علمه بأي شيء، وإن كنت متخصصا فلن تسلم من “الجدل البيزنطي”، وأحيانا يتطور الأمر إلى “الشتم والعراك”، وهنا تصل لقناعة “الناس دمها فائر”، وتعتزم تفريق شحناتها “في بعض”.
قبل أيام سمعت شابة تطلب من شاب كان يمزح معها؛ الابتعاد عنها، حتى وصل بها الحد إلى نهره بقولها “عليك الله أختاني، براي بايرة ودمي فاير”، ويبدو أنها “فاض بيها الشجن”؛ فخرجت كلماتها تعبيرا عن ما يجيش بخاطرها، وهي ترى أن خطر العنوسة الدائمة يهددها، ويقتلع آمالها وطموحاتها.
وأذكر أن إحدى الفتيات إختلطت عليها الأشياء؛ احتجت في مطالبة مالية بأنها لن تتنازل عن “منحة العريس”، وكانت تعني “منحة الرئيس”، المدرجة ضمن الاستحقاقات الشهرية للموظفين والعمال.
ومن خلال متابعاتي فإن جدال “المستديرة” هو الأعنف في تجمعاتنا، وكثيرا ما يقود إلى عواقب لاتحمد، رغم أننا “متخلفين كرويا”، ونقبع في مؤخرة الدول.
وفي اعتقادي أن الحديث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبحث عن حلول لمعالجتها هو من يستحق النقاش، باعتبارها “أس الحياة”، فلن تعود لمجتمعنا عافيته إلا بإصلاح الاقتصاد؛ الذي أفسد أخلاق غالبية الناس.

أخيرا : نحتاج إلى سنوات عديدة حتى نستعيد “عافية المجتمع”

أمير الكعيك
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..