مقالات سياسية

حواري مع النيل الغاضب

قصة قصيرة للغاية

سألت النيل.. لما الغضب يا أبا الأنيال !؟؟
فأجاب : لما لا أغضب وقد أملاء قاعي بجثث الشرفاء .. والقاتل لا يزال يغترف مائي بكل جرأة ووقاحة فيسيح ويشرب ويغتسل يديه ومديته الدامية صباح مساء…
كيف لا أغضب.. والقتلة ما برحوا يمرحون وسط الناس برؤوس مرفوعة .. حتي سكان كوبر باتو أبرع ممثلين لأبيخ مسرحية في حلقات درامية شهريه ونصف شهرية أحياناً وواقع الحال غير ما يري ويسمع .

هل سأسمح باستمرار تواجد الأرجاس وغوائط الابليس تدنس تربتي لأكثر من ثلاثين عام وعام ؟
أعفوا كما تشاؤون .. ومتي ما تشاؤون وكيفما تشاؤون وأيما تشاؤون.. وتصالحوا مع من تشاؤون .. لكنني لن أصمت ، ولن أصفح ، ولن أعفو .
قلت: ألم تسمع بأن المسامح كريم ؟
فقال : أنا لست أكرم من الكريم الرب الذي أمر ببسط العدالة والمساواة والحرية والقصاص .. وهو قد حرم الظلم حتي علي نفسه فضلاً عن أن يرضى به لغيره .

لذلك أنا النيل الذي سيأخذ حقوق بنيه حين يعجز بنوه عن استرداد حقوقهم…
ولست وحدي في ذلك ، فجميع الشهداء الذين يقبعون في قاعي قد ثاروا فأثاروني لملاحقة قتلتهم الذين أعرفهم وتعرفهم ويعرفهم الشهداء ويعرفون أنفسهم ويعرفهم ويخشاهم الجميع .
وسأعود إلي مجراي حين أقبض الجناة وسياراتهم المدججة بالسلاح وأقدمهم لمحكمة إله النيل العادل .

احمد محمود كانم
بولتون _انجلترا
8سبتمبر 2020
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..