أخبار السودان

كهولة أكتوبر ما بين خدعة قميص يوسف .. و دماء قميص عثمان!

مرت بالأمس الذكرى الأليمة الثانية والخمسون على قيام ثورة 21 أكتوبر 1964 وها نحن نلامس العام الثالث والخمسون ..من سنوات التعثر بين أشواك الديمقراطيات التي أصابت أقدام المسيرة بوخزات المشوار المتقطع وبين صخور الديكتاتوريات التي جثمت على الأنفاس وحبستها في دائرة تجاربها الفاشلة لدورات ثلاث!
حيث كانت الأولى التي أطاحت بها أكتوبر قد قفزت لهدم منصة عرس الوطن قبل أن تكمل فرحة الاستقلال ثلاثة أعوام !
فجاءت أكتوبر كزفرة حرى أطلقتها الصدور نشيدا عالي الصوت ونداءا للحرية وكانت وقتها حياة الناس المعيشية في رخاء ، ولكن قالت حناجر الشارع حيال الكبت الطويل ليس بالخبز وحده يحيا الانسان!
تضافرت أكف الناس لا فرق بين رجل وامراة ولا شعب وجيش أو قوات نظامية!
وكان الاضراب المدني السلاح الأمضى لحسم الموقف لصالح نداء الأحرار!
وكان ايمان الثوار بالله هو ما وطد ايمانهم بالشعب
الحبيب والأب ، حيث أحتشد البسطاء في ساحة المجد ،فزدنا عددا و توافد الشرفاء وقد أقتحموا النار فصاورا في يد الشعب مشاعل ، وتساقط الشهداء نياما لا موتى فعاشوا في ثرى الوطن أبدا.
وتوالت الشعارات التي ولدت من رحم الثورة ، فعادت حقوق المرأة لتزين الوطن بأولى نائبات النصف الآخر شمعة تتوقد عزةٍِ وفخاراًتحت قبة البرلمان الأول بعد أكتوبر
التي مضت قبل أن تسكب ورودها رحيق الأمل في قوارير الغد ، فذبلت في صيف التناحر وتساقطت أوراقها بعيدا عن بيدر الحصاد بعد أن عطش الحقل!
وتحركت في عثرات درب ديمقراطية مابعد أكتوبر عجلات المجنزرات من جديد وغابت ملامح الطريق مع انطفاء شمعات الأمل لستة عشر عاما حسوما لتنتهي بابريل التي أنتهت هي الآخرى الى مدافن التامر والتجاذب!
وهاهي ساقية الفشل تدور خالية من كل قطرة أمل يمكن أن يحي زهرات أكتوبر في دروب الوطن ، حيث أنكفأ الشارع على صياح المصارين و تصلبت العقول وانحبست خلف حوائط الحيرة وانتكست حقوق المراة التي اتت بها نخلات اكتوبر من دروب الضياع ، لتعيش مهيرات السودان عهدا يجلدن فيه أمام السابلة وتبث صرخات استجدائهن المختلطة بضحكات الجلادين عبر قنوات الأسافير ، في زمان تذكرت فيه الشعوب المكبوتة أننا من أطلق الربيع في فضاءات الخلاص من كل ظالم ، فانطلقوا على وقع خطانا القديمة ، فيما تكبلت أقدامنا نحن في وحل الإنكسار ورمال الخنوع وبتنا نحترق في لهيب الذكرى ..بعد أن ذاب ربيع أكتوبر ونسمات ابريل في جحيم الأنقاذ الطويل الذي صهر كرامة الوطن وأهله وصبهما في قنوات الليل الكفيف البصر الذي لن ينجلى نهره المبصر.. باحلام اليقظة والتعويل على حوار الذات ومزاعم ملوثي الأجواء بغباره إنه كقميص يوسف وقد رمى به البشير في وجه السودان .. ظناً منهم أنه ولفداحة وهمهم سيعيد البصر الى عيون الوطن التي عتمتها حسرة سنوات الإنقاذ ..وهم لا يعلمون لجهلهم إنه كقميص عثمان الذي سيحمس سارقي الديمقراطية من أهل الإنقاذ والحركة الإسلامية الى المزيد من التمسك بخناق الآخر خوفا من أن تدهسهم خُطى التغيير.. وهاهم قد عادوا يتراصون كالذئاب الغادرة لإطالة صفوف الفتنة من جديد !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ادارة الراكوبة الشعار فيه بعض الاخطاء
    والصحيح….

    باسمك الاخضر يااكتوبر الارض تغني
    والحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني
    والكنوز انفتحت في باطن الارض تنادي
    باسمك الشعب انتصر
    حائط السجن انكسر
    والقيود انسدلت جدلة عرس في الايادي
    هاهو الكاتب المفوه ب قاوي يغازل الشيوعيين من بعيد باشارته للسيدةفاطمة احمد ابراهيم اول نائبة في البرلمان.
    احس بالرعب كلما (تزكرت) كلام دكتور زكريا بيومي ايام جامعة القاهرة الفرع وهو يقول
    ..
    ان الحكم في السودان سيكون حكومة ديمقراطية يزيحها انقلاب عسكري يعقبه غضب شعبي وانتفاضة ثم حكومة ديمقراطية …..وهلم جرا.
    شمرا برقاوي (لتزكيرنا) بمواجعنا التي مانسنيناها يوما واحدا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..