
كتيبة الحرب علي الحرب الاقتصادية التي تشنها جحافل (الاخوان) في تقهقرها، تأخر كثيرا رصها وتخير للكتيبة ترسانة أسلحتها.أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي ، عين الصواب تلك الكتيبة وعدتها لخوض الحرب الاقتصادية في معركة كسر الظهر، ترمي فلول العهد البائد بجميع عملتها السودانية المطبوعة في مطابعها الخاصة داخل وخارج السودان والمزورة من العملات تستجلبها أيضا عبر المنافذ في ساحة المعركة ، يتحزم تجار العملة ويربطون العمائم في الخصور ويرفعون في هذا المقام عاليا ليس سبابة اليد بل يلوحون بالبنكنوت السوداني ، يطلبون الدولار الكافر بأعلى الاثمان ولا يهم عدد ما يدفع من الجنيه السوداني ـ فصنعاء عندهم أن تذل العملة السودانية نكاية في ثورة ديسمبر.
المتطلبات الاقتصادية من حركة انتاج وتصدير واستيراد وتحريك مدخرات ، يخلو منها الجو وحركة الاسواق ، إلا أن زلزلة الارض تحت أقدام العملة السودانية تسير بوتيرة عالية ، تكسير عظام الحكومة الانتقالية وتحقيق معادلة فشلها هو ما تسعي اليه الفلول في حربها. بدأت حروبهم بالتباكي علي الدين في ظل حكم غيرهم ،ونسوا أن الله العلي القدير هم الحافظ للدين الاسلامي وناصره الي أن تقوم الساعة . عمدوا الي تحريك مسيرات الزواحف جمعة بعد أخري لإيقاف عجلة التأريخ وطاشت سهامهم وتسارعت خطواتهم في الهروب والنجاة بعد كل مسيرة .
الحرب الاقتصادية بمدافع العملة هي معركتهم اليوم لإخضاع الشعب وكسر ارادته تحت وطأة الغلاء الطاحن ، اذلال الجنيه السوداني وإنهاكه وتحقير قيمته هو هدف الاخوان ، في حربهم تختفي مقدسات وثوابت السودان ، الارض تقتطع ويصير السودان بلدين منفصلين وبلا اسف أو حسرة ، تأخذ الحركة الشعبية الجزء الاسفل وينال (الاخوان) ما علا ، يعاد المنطق في حربهم اليوم فعملة السودان لا تمثل قيمتها عندهم إلا بمقدار ما يعيدهم للحكم .
كتيبة الامن الاقتصادي في حربها علي المؤسسات المالية الاخوانية ، ينتظرها الكثير من العمل ، تشعبت الحاضنة المالية لأموال الاخوان وتمددت خارج السودان من سبعينات القرن الماضي ، هي أركان في شوارع مظلمة في بعض أسواق دول الخليج وشوارع جانبية منها ، وجودهم حاضر في تجارة السيارات عبر منظمات دعوية وخيرية تستفيد من الاعفاءات الجمركية ، لا تخلو الحقائب الدبلوماسية من تهريب عملات بين بعض عواصم العالم كما يهرب (التمباك) أو السلاح من قبل، في داخل السودان للمؤسسات المالية الاخوانية عقارات ومزارع تحولها بسهولة الي سيولة لرفع سعر الدولار ، تهريب المحصولات الزراعية الي دول الجوار يعود عليها بالنقد أيضا في حربها الاقتصادية.
الاقتصاد في ايجاز يقوم علي قانون العرض والطلب ، والكتيبة الاقتصادية في حربها لا تعجز عن منازلة الاخوان في عقر دارهم وبذات أسلحتهم ، الكشف عن مطابع العملة التي يملكها الاخوان داخل السودان من الاولويات ثم احكام اغلاق الحدود لمنع تهريب العملات المزورة ، الحقائب الدبلوماسية تفض حرمتها وتحرسها عيون الامن ، قاعة كبار المتنفذين في صالة مطار الخرطوم لا تخلو من تجاوزات ، الطائرات الخاصة المملوكة لشركات وأفراد تساهم في تهريب الذهب والدولارات.
حرب الاسعار في السلع الاستهلاكية تضادها تفعيل الجمعيات التعاونية ، ثم أحياء الشركات الحكومية في مجال الحبوب الزيتية والصمغ العربي والقطن والذهب حديثا ، انشاء بنوك اسكان للمغتربين والقوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وتجمعات المهنيين المختلفة وللمعاشيين ، يؤدي ذلك الي سحب القوة المالية من مؤسسات الاخوان وإضعاف قبضتها ، مراجعة سجل الاراضي من عام 1989م في كل ولايات السودان يمثل أيضا سهما يصيب ترسانة الاخوان المالية في مقتل.
الحرب الاقتصادية هي المياه الاقليمية التي تحارب منها حركة الاخوان في معاركها الاخيرة لتخذيل ثورة ديسمبر المجيدة ، يردفها بوق اعلامي رخيص تسهل هزيمته بمراجعة أرصدة الديون المعدومة أو المتعثرة في جميع البنوك وستختفي أسماء كثيرة وربما هربت خارج الحدود.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد