
التغيير المناخي أصبح واقع ملموس و آثاره ضربت معظم بقاع العالم لكن الأثر السلبي للفيضان يتناسب عكسيا مع متانة البنية التحتية للدول المتأثرة بالتغيير المناخي و تحديد الفيضانات و ما تخلفه من آثار كارثية على الدول اقتصادياً و اجتماعياً.
تغير المناخ و تبدل و زادت كميات الأمطار بالولاية الشمالية بعد اكتمال بناء سد مروي مما دفع الكثير من المزارعين للتخلي عن زراعة التمور و الاتجاه نحو زراعة الموالح كمواكبة مع الواقع المناخي الجديد الذي يأثر على التمور.
وزراة الزراعة يجب عليها تبني فكر استراتيجي للتغلب و الاستعداد للفيضانات و التي قد تتكرر كل عام مع التغيرات في المناخ و مع معدل هطول الأمطار بالبلاد و دول المنبع مما يكون له أثر كبير في إزدياد المناسيب و بالتالي فيضانات غير مامونة العواقب.
عوضا عن التفكير في الفيضان بأنه مصيبة يجب التعامل بتفكير إيجابي حتى يكون نعمة.
و كما في رياضة الجودو يجب أن تستخدم قوة خصمك لإسقاطه أرضا و في حالتنا هذه إسقاط الفيضانات يكون بالتحكم فيها و جعلها اساس من أسس التمدد الزراعي.
مشروع حفر ترع للتتفيس على جانبي النيل لتصب في المناطق من غرب امدرمان و حتى أعالي الولاية الشمالية لتكوين بحيرات أو دلتا يمكن الاستفادة منها في الزراعة و لكي تكون صمام أمان للفيضانات.
و مع وجود سد النهضة في الخلف و سد أسوان في الإمام ليس من خيار سوى تبني مشروع تنفيس داخلي نتحكم فيه قبل أن يتم التحكم فينا بالفتح من الخلف و الإغلاق من الإمام و نبقى في خبر كان.
النظام السابق كان له اليد العليا في الآثار السلبية للفيضانات و التي كانت تضرب البلاد في كل عام و لم يعر الاهتمام الكافي للبحث في حلول مستدامة بسبب التفكير القاصر و الفساد و الباقي تمو خيال.
حكومة الثورة يجب أن يكون مستوى تفكيرها ثوري بتبني الأفكار التي تصنع من الفيضان نعمة و ليس نغمة من أجل النهضة و البناء.
[email protected]