مقالات سياسية

للمتشائمين، أقول،

د. معتصم بخاري

لا يختلف إثنان علي أن بلادنا تمر بأزمة حقيقية و مقلقة علي مختلف الأصعدة.. أشدها وطأة و أثرآ الأزمة الأقتصاديه الضاغطة.. السودان ليس نسيج وحده في ذلك..كل الثورات الكبري التي شهدها العالم مرت بفترات من التعثر و الفشل اليأس قبل ان تستقر و تنتج أوضاعا مهدت لقيام حضارات كبري..

فإذا نظرنا الي بعثة النبي الكريم  محمد، صلي الله عليه وسلم،  و هو من قاد أعظم ثورة في تاريخ البشرية منذ نشأتها، و إلي أن يرث الله الأرض و من عليها… إذ أن ثورته و بعثته كانت لتقود التغيير الأكبر و الأبعد أثرآ في تاريخ البشرية… و هو المؤيد بربه سبحانه و تعالي.. ثورته كانت ضد الكفر و الإلحاد، ثم ضد الظلم و الجاهلية، ضد الإقطاع و العنصرية.. أي ثورة شاملة ضد كل الباطل أي كان،  و لنصرة و إعلاء شأن الحق كما ينبغي أن يكون.. فكيف كانت بدايات الدعوة و كم عاني سيد الخلق و أتباعه من قريش و دولة الكفر و الظلم في ذلك الزمان… لقد أعلنت عليهم حرب لا هوادة و لا أخلاق فيها..  فضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. و عذب من عذب و قتل منهم نفر عزيز.. و لكنهم و إيمانا بقضيتهم، لم يتراجعوا أو ينهزموا نفسيآ، و واصلوا دفاعهم عن إيمانهم حتي إنتصر دين الحق و سادوا في العالمين.. و أنشاوا حضارة ما زالت تقف شاهدا علي حكمة و عظمة الأولين بقيادة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم… و ينبغي أن يكون لنا فيهم أسوة حسنة..

لم تكن تلك هي الثورة الوحيدة التي تواجه الردة و الحرب و الرفض ممن قامت ضدهم… فالتاريخ يعلمنا أن كل الثورات الكبري قد ووجهت بذات الصعوبات.. و تعثرت كلها في بداياتها.. و من أراد الإستزادة و الإستفادة، فعليه أن يقرأ في تاريخ الثورة الفرنسية أو الثورة البلشفية أو ثورة الصين الكبري ليري كيف عانت تلك الثورات و كيف تعثرت… و انها لم تنقل الناس من شظف العيش الي رغده بين عشية و ضحاها، و إنما تأخر قطف الثمار لعشرات السنين.. و كان القاسم المشترك للنجاح، هو إيمان الناس بثورتهم.. و الصبر عليها مهما كانت التضحيات.. علما بأن قيادات الثورة الروسية و الفرنسية و الصينية ورثت إمبراطوريات عملاقة و قاعدة إقتصادية و إجتماعية صلبة.. و رغم ذلك عانت الأمرين قبل أن يستقر حالها وتقضي علي قوي الردة و التخلف لتمضي في طريق الحداثة  والتنمية.

أقول للمتذمرين و المتشائمين، تذكروا أن الحكومة المدنية نتاج الثورة المباركة بإذن الله قد ورثت وضعآ كارثيآ… فأينما أرسلت البصر، يرتد إليك خاسئآ و هو حسير.. لقد أعمل الأبالسة معول الهدم دون رحمة في كل زاوية من الوطن… و لم يبق شبر إلا و فيه طعنة رمح او ضربة سيف، وطن نازف حد الموت، و لولا رحمة الله لما تبقي من الوطن إلا اليباب..

أقول للناقمين، تذكروا أن المخلوع لم يعد رئيسآ يرقص فوق أشلاء وطن شامخ، و أن كلاب أمنه لا يستبدون في الأرض و لا يسومون الناس سوء العذاب… و أن الأبالسة تفرقوا بين سجين يحاكم، و هارب متخفي و جبان يتآمر من وراء حدود أو يحاول أن يعاقب الثورة و الثوار بإختلاق الأزمات من مال السحت الذي إكتنزوه يوم أن سطوا علي الدولة.. و أن غافل لا يستطيع شراء عربات للقصر دون كشفه و إلغاء صفقته بفعل الصحافة التي إستردت جزء من عافيتها و حريتها و أصبحت رقيبة علي أداء السلطة التنفيذية.. و هذه أمثلة للذكري و ليس جرد حساب..

أقول، إن الطريق وعر و طويل.. و هناك مزيدآ من الألم و الدموع بل و الدماء ” ربما ” ستسكب قبل أن يسترد الوطن عافيته.. ما نحتاجه اليوم هو أن نؤمن بأن الحق في جانبنا و أن الله معنا… و أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يقود الي دولة القانون و المواطنة و الحق.. علينا التحلي بالصبر و الإيمان و الإحتساب.. فنحن نسير في الطريق الصحيح.. و لن يعود الأبالسة او العسكر لحكم البلاد مرة أخري، فدون ذلك ستبذل الأرواح.

إلا هل بلغت، اللهم وأشهد.

د. معتصم بخاري
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. مقارنة فاشلة
    انت تقارن الثورة التي اتى بها الرسول صلوات الله وسلامه عليه ضد الكفر والالحاد الى الاسلام اما الان نحن وبعيدا عن شماعة الكيزان نعود مرة اخرى لعهد الجاهلية، اباحة الخمر تضييق مفهوم الدعارة كى تتاح للناس ، الغاء الدين من المناهج بقدر كبير من قبل جمهوري والحالة الاقتصادية المتردية استلمتوا مريض بالانفلونزا جبتوا له التهاب رئوي، فشل كلوي وقلب والتهاب مفاصل جرد توه من كل ما عنده وباع عفش بيته ليأكل في حين هم سكنوا القصور وركبوا العربات الفارهة ورفعوا مرتباتهم.

    المقارنة ليست صالحة يا عزيزي المتفائل

  2. مقارنة فاشلة
    انت تقارن الثورة التي اتى بها الرسول صلوات الله وسلامه عليه ضد الكفر والالحاد الى الاسلام اما الان نحن وبعيدا عن شماعة الكيزان نعود مرة اخرى لعهد الجاهلية، اباحة الخمر تضييق مفهوم الدعارة كى تتاح للناس ، الغاء الدين من المناهج بقدر كبير من قبل جمهوري والحالة الاقتصادية المتردية استلمتوا مريض بالانفلونزا جبتوا له التهاب رئوي، فشل كلوي وقلب والتهاب مفاصل جرد توه من كل ما عنده وباع عفش بيته ليأكل في حين هم سكنوا القصور وركبوا العربات الفارهة ورفعوا مرتباتهم.

    المقارنة ليست صالحة يا عزيزي المتفائل
    هذا التعليق ليس مكرر اول مرة اكتبه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..