مقالات سياسية

مجتمع سوداني ذكوري مفتري

محمد حسن شوربجي

مخجل جدا ما حدث حين كان ترشيح سيدتين لولاية ولايتين في شمال السودان فلقد أقام بعض المهوسين الدنيا ولم يقعدوها مسيرات ظلت تصرخ في الشوارع رفضا لتعيين تلك السيدات كولاة للولاية.

وان الأمر كله مجرد رغبة مجنونه لمجتمع ذكوري لا يريد للنساء بروزا في الحياة العامه
والفهم هو كيف لامرأة ان تكون لهم ندا وشوكة حوت في حلوقهم ترأسهن من فوق أعلى كرسي في الولاية.
وحقيقة فبعض الرجال مازالوا يظنون أنهم قادة المجتمع دون اعتراف بأي حق للمرأة وقد رسموا لها خطوطا حمراء لا تتعداها.
وان المرأة مكانها البيت والابناء والطبخ والغسيل والمسح والفراش الليلي.
وهو في الحقي ابن مجتمع ظل اسيرا للعادات والتقاليد الباليه من سوء فهم للقوامه الدينيه الصحيحه واشواق واجترار لقصة الموؤدة.

وهم يرون ان بروز المرأة هو مخالف للطبيعة والمنطق والدين .
وهذه بالتاكيد نظرة دونية متخلفة بقدر ما هي نظرة استهزاء واستعلاء واستقواء بذكورية موروثة منذ القدم.
وهذا هو حال كل المجتمعات الذكورية في الكثير من بلدان العالم الثالث
وفي السودان الامر في غاية السوء وتحكمه حجج القوامة المغلوطة و التي تسيئ للمرأة كثيرا
فالقوامة ليست استبدادا اوحكما مطلقا يمنع المرأة من ممارسة كل حقوقها.
فهناك من يعمل بقوة لاعادة المرأة الي عهود التخلف والظلام مع ابقائها في البيت تحت الوصايه الذكورية.
(وعلي الطلاق… وحرم… وخشي جوه يا مرأة… الله يكسر راسك)
فهم يظنون أن تلك الآية الكريمة قد منحتهم صكا مفتوحا يستعبدون به المرأة.
وان الرجل قيّم على المرأة في جميع أحوالها.

فهو رئيسها وكبيرها وحاكمها المطلق والمسيطر عليها وهو مؤدبها إذا اعوجت أو خرجت الي الشارع دون أذنه.
والسؤال هو من يؤدب ذلك الرجل المتخلف حين تصيبه نوبات الاعوجاج العقلي
فاخطاء الرجال قد بلغت رؤوس الجبال.
وحقيقة فلقد كان دور المرأة في مسيرة الوطن الثورية مشرفا جدا.
وكانت المرأة في صفوف الثورة الأولى.
والحركة النسائية في السودان كانت من أوائل الحركات في أفريقيا.
وكم يفخر الانسان بالاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم التي كانت أول امرأة برلمانية في السودان وافريقيا.
ومازلت حتى الآن من المنتظرين لمشاركة النساء الكبيرة وبنسبة النصف وبموجب التعهدات الثورية التي منحت لها بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

ولم لا وقد فشل الرجل السوداني في حكم السودان منفردا منذ الاستقلال.
وهذا لا يعني أن تسكت المرأة أو تستكين بل عليها أن تقاتل من أجل استعادة كل الحقوق الضائعة.
ولعل ما كان من تعينهن كقادة في مجلس السيادة والقضاء وغيره شارح للنفس. وهو بالتاكيد نصر للمرأة السودانية التي عانت كثيرا في عهد الانقاذ المظلم.

فكفى تعنيفا للمرأة وكفى استرخاصا لها وكفى جرمانا لها..
إن النِّساءَ كَأَشجَارٍ نَبتنَ معَاً منها المرار وبعضُ المرَّ مأكولُ***
إن النِّساء متى يَنهَيْن عن خُلُقِ فإنَّهُ واجِبٌ لا بُـدَّ مَفعُولُ ***
لا يَنْثَنَيْنِ لِرُشدٍ إن مُنِيْنَ لـه وهُنَّ بعدُ مَلُومَـاتٌ مَخَاذِيلُ***
…………………………….

محمد حسن شوربجي
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..