حصيلة جديدة لضحايا وخسائر فيضانات السودان

لقي ما مجموعه 106 سودانيين مصرعهم، فيما أصيب 54 آخرون، وفق أحدث حصيلة رسمية لضحايا وأضرار الفيضانات التي تضرب البلاد.
ووفق بيانات نشرتها وزارة الداخلية السودانية، فقد أدت السيول والفيضانات كذلك إلى تعرض 72 ألفا و222 منزلا في عموم البلاد لانهيار كلي أو جزئي.
وأوضحت أن 28 ألفا و250 منزلا انهارت بشكل كلي، فيما شهد 43 ألفا و972 منزلا انهيارات جزئية.
ولفتت الوزارة إلى أن الخسائر جراء السيول والفيضانات شملت، كذلك، تضرر 8 آلاف و293 أفدنة زراعية، و180 مرفقا، و359 متجرا ومخزنا، إضافة إلى نفوق 5 آلاف و482 رأس ماشية.
والسبت الماضي، أعلن مجلس الدفاع والأمن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد مدة ثلاثة أشهر، واعتبارها “منطقة كوارث طبيعية”.
وتواصل عدة دول، أبرزها تركيا وقطر ومصر والعراق والسعودية، إرسال مساعدات عاجلة إلى السودان، لمواجهة آثار السيول والفيضانات التي تسببت في تشريد آلاف السكان.
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من حزيران/ يونيو، ويستمر حتى تشرين الأول/ أكتوبر، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا واسعة.
عربي21
الفيضان
للشاعر محمد المهدي المجذوب – رحمه الله
1964
(من ديوان “منابر”)
النيل بين المد والشرود يلعب فى الحجرة كالوليد
يشفى القرى بالعسل البرود والنخل مياس علي الصعود
زين عرس الفجر بالعقود
الحمد لله بلا تسديد بارك ماء النيل في الحصيد
سمر القرى في سدره النضيد حامدة في رزقه الحميد
آبت مع الكدح إلى الهجود عائذة بالنار فى المسيد
انخلعت من طارق وئيد مشتملآ بالموت و الجمود
يصعد فوق الآلسِ المشدود يفتر في خنجره السديد
يحول بين العين والشهود
أصاحب الناقة من ثمود أم رؤية من نومى المكدود
تنظر فى عينى من بعيد فارقنى فى روعها وجودى
نيلان مثل النار والوقود تصارعا بالبرق و الرعود
من فرح مختبل كئود فى هيكل من سحب مشيد
محطم في أفق مسدود أجنحة من غبرة الصعيد
مسرى نعوش لاح من بعيد على رماد الثكل واللحود
واها لوجه المقرن السعيد ونشوتى في ظله الودود
منكسا فى نخله الحرير وظله الممزق الطريد
خاس وفاء النيل بالوعود واحسرتا لأمنى البديد
فى وطنى المغرب الشريد
ناد القرى في جرحها الجديد لا تقربى النيل بلا ورود
جن على شاطئكِ المهدود منتشرا فى موجه المشدود
ربابة فى ساعدى مريد جف جفاف الحجر الجلمود
يفيض بالصحراء والنفود
ما كنت بالخافر للعهود يا نيل فى محرابك العتيد
أفق فما انت بذى وعيد أو عدة ماجت على عديد
ولا سفين خافق البنود ما دمت صوالا علي قعيد
مسخرا في وطن منكود
لم تنتقم من كافر مبيد ولا غسلت الأرض من جحود
ولا أخذت الثار من جديد سخرت من عبابك المجرود
ومن تهاويلك في الوجود ومن دعاوى أمسك البعيد
ومن ركود الهرم البليد قيامه فى الدهر كالقعود
ثدى عجوز يابس الهمود
فرعون رب الأبد الأبيد من سيد فيه ومن مسود
يدعو الورى طرا الى السجود جرد من تابوته المشيد
أأنت يانيل من الخلود تمطر سكابا علي العبيد
ترقصوا في محفل القرود تطوف حول الحجر المعبود
مقنعا ذا شبك صيود
من أدخل الأحزان فى نشيدى أخذته عن طيرك السعيد
مغتربا فى خاطرى البعيد منحسرا كالنغم البعيد
كدمعة جفت علي خدودى
علام طغيانك فى القيود على قيام لك أو قعود
ما دمت فيها أبد الأبيد
خذ هبة الثورة عن محمود إقدامه وفكره الجديد
مواثبا لخصمك اللدود منتزعا من باسه الحديدى
ثأرَ جدود و علا جدودِ
يتعين على الحكومة تشديد القيود الجمركية على الاسمنت ومواد البناء المستوردة حتى تطول الازمة من جهة , و تضاعف شركات الاسمنت و البناء المحلية أرباحها على ظهور المتضررين بأسعارها الفلكية الضوئية من جهة أخرى , و تكسب الحكومة أموال الاغاثة و تبيعها فى السوق من جهة ثالثة.
وأمعانا فى التكريس لثلاثية الحكومة الاقتصادية أعلاه , يتعين على وزارة الاعلام بث المسادير و القصائد السودانية الخدراء الاصيلة التى تمجد الجالوص وروث البهائم.
وأرى أن كلمات القدال أدناه خير أفتتاحية لمثل هذا التوّجه الحضارى حيث يقول :
إذا ما البيت لبخ جالوص
ومزبل للخريف عِمة
وكان جواهو محبوبين
وخمسة عيال وسحارة
وكان في البيت
عقاب معزاية للشفع
ويا معز اللبن دغّن
ويا البقر الطلق بوّح
جفل في الزيفة ديك روّح
ويا الكلاب يسوّن هو
وقام حتى الجداد كيّك
ويا مرق السنط سيّك
وتسمع وردلوب حيطة
ويا ابو مروه يا ابو مروه
هييييييع.