حالة عسر الهضم السودانية .. و .. جلطة حليم المصرية..!

إذا ما نظرنا الى أزمتنا السياسية الداخلية في السودان ..وعدم مبالاة الشارع بما يتهدده ويتعداه الى بقية كينونة الوطن المشروخ أساساً جغرافياً وديمغرافياً ، فإن حالتنا شبيهةٌ بمن تجازوت أعراض وأوجاع بطنه الممغوصة مرحلة عسر الهضم الى خطورة الإمساك المزمن و لكنّه يحاول التغاضي عنه بسكوته المؤلم وهو البائن في إنتفاخه وآلام صداعه المبّرحة ، و فواح رائحة عرق جسده المزعجة !
هذا الإجتهاد في المقاربات ليس إلا تطفلاً مني على مجال الطب هو شلاقةٌ مؤقتة وفي بضعة سطورفقط ، أستأذن فيها أهله وأخص صديقي الدكتور سيد قنات،الحادب على صحة السودان وناسه وهو الذي لا يكتب مقالاً ولايفّوت مجالاً إلا وناكف من أجلهم صديقه اللدود البروفيسور مامون حميدة !
ولعل ما يحدث عندنا من حالة ٍ متأخرة وقديمة ، يقودني بالمقابل الى أزمة مصر الصحية الديمقراطية الجديدة كماً وكيفاً والتي تذكرني بقصة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ المأساوية وهو في رقدته الأخيرة بأحد مستشفيات باريس حيث حيّرت حالته كبار الأطباء نظراً لإزدواجها الغريب .. إذ كان يعاني من جلطةٍ مُتعثرةٍ في الساق ونزيفٍ حاد في المعدة !
فتعقدت المعادلة على الحكماء .. بحيث إذا ما أعطوه علاجاً لفك الجلطة زاد مفعوله من نزيف المعدة .. واذا ما حُقن بدواءٍ لوقف النزيف المعوي تفاقم تصلب مكان الجلطة ، فودّع الحياة في نهاية عمره المحتومة ، وارتاح من كلتا المعضلتين عليه الرحمة .
ولعل هذا أيضاً شبيهٌ بما يجري بالضبط الآن بكل أسف في مصر العزيزة .. فإذا ما أهملت الحكومة الحالية دون حلٍ مرضٍ مطالب الإخوان بعودة شرعيتهم التي كانت جامدة في محيطهم دون إسالتها لمصلحة الشعب ، واستعادة ديمقراطيتهم تلك التي أخذت بالأسباب و لم يصلوا بها الى النتائج المرجوة ، فان ذلك سيطيل بقاءهم في الشوارع والميادين لما قد يتطور الى نزيف حاد في أرض الكنانة ..!
أما تراجع الجيش المستحيل إذا ما حصل لصالح الإخوان ، فإنه سيعيد تجلّط الملايين بالمقابل في التحرير من جديد وبقية ميادين التمرد وهو موقف لايحسد عليه فريق السيسي الذي تعمد التحيز لفاول 30/6 .. ولا يدعو للشماتة في لهث فرقة الإخوان اللاعبة عند ميدان رابعة تطرّف !
وذلك بالمقابل يسوقنا الى جرسة جماعتنا الذين تذكروا كلمة التغيير فجأة واعتراف الوقوع في الخطأ وضرورة الإصلاح وغيروا لغة لحس الكوع و تكسير العظام الى تخيّر مفردات مراجعة التجربة والإعتكاف لتلمس سبل المخارج لمشاكل السودان وسعة الصدر لتقبّل النقد ..الخ ذلك الحنك ..!
بعد أن بلغ الصمت الشعبي الناطق ذروته ..وأصبح منذراً بشيء ما.. لابد سيحدث ..ولكن متى ..فهذا مايشغل تفكيرنا ونسعى للتعجيل به.. ومن ثم يشعل حالياً خوف جماعة الإنقاذ ..وبصورة جلية في تحولاتهم الأخيرة و يسعون لتأجيله هروباً الى الأمام بإنتاج قاطرة إنقاذ مُعدلة لإطالة سكة مسيرهم العوجاء .. فقط بتبديل الصبغة الخارجية والأكسسوارات مع الإبقاء على ذات الماكينة الهرمة !
وبما أن زمان مرض حليم وإن تم نقله الى مستشفيات فرنسا ، لم يكن الطب فيه على هذا القدر من التطور مثل زماننا الحالي .. وعليه ..فإن كان هنالك من طبيب ماهر.. فدلونا عليه ليخلصنا من إمساكنا المزمن في السودان ، ويفك جلطة ساق مصر المعطوبة ودون أن ينفجر نزيف معدتها الحساسة ..!
قبل أن تلحق بعبد الحليم.. وإن بقى صوته خالداً !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مع تطور الطب علاج حالة عبد الحليم حافظ كان يمكن ان يكون عبر inferior vena cava filter , لكن لكل اجل كتاب …
    علاج مشكلة المصريين اسهل من علاج عبد الحليم ,,, arrest all Egypt keezan, burn them in gas furnace or,,, dissolve them in sulphuric acid, و هذا يكون اكبر خدمة لمصر ,, والبشرية,,,
    Consider doing the same for keezan al Sudan after you finish with the Egyptian, no rush ,,,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..