النيقرز بالقاهرة .. عصابات تؤرق مضاجع السودانيين

القاهرة: أمل مبارك
تعتبر عصابات النيقرز السودانيين من أكبر المشاكل التي تواجه السودانيين في مصر، حيث أنها تنتشر بشكل كبير وبمجموعات كبيرة وأعمار مختلفة تعتبر امتداد لظاهرة النيقرز المتفشية في انحاء السودان، وهناك عوامل عديدة أدت إلى تفشي الظاهرة من أهمها مشكلة الأطفال المتسربين من المدارس، هذه لعبت دوراً كبيراً في انضمام بعض الأطفال لعصابات النيقرز، بالإضافة لتهميش المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لبعض حقوق اللاجئين من تعليم وصحة ومعيشة، أدى ذلك إلى انضمام البعض لعصابات النيقرز التي انتشرت في الآونة الأخيرة بمناطق متفرقة من مدن القاهرة، ومنذ سنوات، وتستهدف السودانيين فقط، لذلك تتمركز في أماكن تجمعات سكن السودانيين (البراجيل، أرض اللواء، عين شمس، حدائق المعادي، مدينة السادس من أكتوبر وتحديداً الحي السادس ومنطقة عثمان!).. كما نجد أن بعض المنضمين لعصابات النيقرز لاجئون، وعندما يتسببون في مشكلة ما ويتم سجنهم بواسطة الشرطة فإن مفوضية شؤون اللاجئين تعمل على تخليصهم من قبضة الشرطة بسبب إنهم لاجئين ويحملون كارت اللجوء وهي الجهة المسؤولة عنهم فيعودون لجرائمهم من جديد، والجدير بالذكر أن كل منطقة لها مجموعه محددة من الأفراد، تسيطر عليها بالاتفاق مع بعضهم بعدم التعدي على مناطق غيرهم،، تتكون عصابات النيقرز من سودانيين من فئات عمريه مختلفة (15 ـــ٤٠ سنه) ومتخصصه في سرقة المال والجوال وكل ما هو خفيف الوزن وثمين القيمة، ويكون ذلك عبر تهديد الشخص المستهدف بالآلات الحاده (الأسلحة البيضاء) بغرض السرقة بالإكراه ومداهمة شقق السودانيين في المناطق الطرفية بغرض النهب، وإذا لم يستجيب الشخص لطلبهم فإنه يتعرض للضرب والذي يمكن أن يؤدي بحياته، كما تكررت الاعتداءات التي تهدف للنهب وأحياناً الانتقام، وراح ضحيتها كثيرون وبدون محاسبة الجناة،، في السياق التقت الميدان بالمواطن عباس أحمد المقيم بمنطقة البراجيل الذي أفاد (بأن عصابات النيقرز منتشرة انتشار النار في الهشيم بهذه المنطقة، مما أدى إلى امتناع السودانيين عن التجول ليلاً لضمان سلامتهم، كما أنه في بعض الأحيان لديهم ما تسمي (بالحملة) التي يجتمع فيها ما يقارب الثلاثين فرداً من النيقرز ويجوبون الشوارع بالأسلحة البيضاء و(السواطير)، فينهبون كل من يقابلونه في طريقهم، وقال مناشداً السفارة السودانية بمصر للتدخل للحد من ظاهرة هذه العصابات وكثير من الظواهر السالبة في أوساط المجتمعات السودانية التي تقيم بمصر.
كما نذكر حادثة أخرى حدثت بمدينة السادس من أكتوبر بمنطقة عثمان، تعود الحادثة إلى أحد الأشخاص ويدعى (م. أ) أتي من السودان لتلقي العلاج وبعد أيام من وصوله للقاهرة ذهب لزياره صديقة بحي عثمان بالسادس من أكتوبر وأثناء عودته ليلاً عبر طريق هادئ يقع بين حي عثمان وحي المستقبل، اعترض طريقة ثلاثة من الأشخاص واستوقفوه وطلبوا منه أن يعطيهم كل ما يحمله مع تهديده (بالسواطير)، وذكر (م) إنه لم يقاومهم لحالته المرضية التي كان عليها ونهبوا منه مبلغ ثلاثمائة دولار و٢ تلفون جوال وهربوا، وعندما ذهب لمركز الشرطة للإبلاغ عنهم، طلب منه المتحري اسماء المعتدين عليه (الاسم الثلاثي)، عندها قال في تلك اللحظة (استعوضت ربنا في كل ما نهب مني)!
كما ذكر للميدان المواطن أيوب إدريس أنه في الشهر الماضي، وفي طريق عودته من حي المستقبل بمنطقة السادس من أكتوبر إلى حي عثمان، تهجمت عليه مجموعه مكونة من ١٢ شخصاً من عصابة النيقرز تحمل أسلحة بيضاء، وانهالوا عليه بالضرب مما أدي إلى قطع أورده الشرايين باليدين الاثنين وأدي ذلك إلى نزيف حاد وتركوه غارقاً في دمه ولاذوا بالفرار، مما اضطره إلى التوجه مباشرة للمستشفى، وبعد تعافيه توجه إلى قسم الشرطة وتم القبض على ثلاثة منهم وهم الآن في السجن، أما البقية فما زالوا طلقاء يقومون بترويع السودانيين بشوارع اكتوبر، وجميعهم معروفين لدى السلطات الأمنية المصرية وبعضهم لديه جرائم سابقة مماثلة (سوابق)، مضيفاً أنه لا زال يتلقى العلاج.
كما نفَّذت هذه العصابات جرائم أذى جسيم ضد كثير من السودانيين المقيمين بالقاهرة، وكانوا قد انهالوا على الكثيرين بالضرب ونهبوا ما بحوزتهم من نقود وهواتف جوالة، وتعرض الكثير منهم للتهديد بالقتل، ونرى أن الاعتداءات المتكررة في شوارع القاهرة تؤكد أن القضية أصبحت تأخذ منعرجاً خطراً وتحتاج لحلول جذرية،، وللإحاطة بموضوع (النيقرز) أكثر التقت الميدان بأخصائية اجتماعية فضَّلت عدم ذكر اسمها، فقالت: تعد عصابات (النيقرز) إحدى الظواهر المؤرقة للسودانيين المقيمين في المناطق الطرفية من القاهرة والملاحظ أن هذه المجموعات تتعاطى كل أنواع المخدرات مما أثر ذلك في زيادة سلوكهم العدواني، واضافت أن بعضهم ينتمي إلى أسر ينخفض دخلها واضطرتهم الظروف الاقتصادية إلى حرمان ابناءهم من مواصلة دراستهم بالإضافة إلى ضعف دور رعايتهم من قبل الأسرة وعدم متابعة سلوكهم، وأضافت قائلة لا بد من تضافر الجهود بين السفارة السودانية ووزارة الخارجية والحكومة المصرية للحد من الظاهرة.
بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ثورة الوعي وتغيير المفاهيم وكثورة للتطهير ونبذ كل المفاهيم التي لا تشبه شعب السودان يجب تغيير العديد من السلوك والممارسات الوحشية وغير الأخلاقية التي تؤرق مجتمعات السودانيين بالخارج، إن مشكلة عصابات النيقرز تحديداً ولما لها من عواقب وخيمة تحتاج إلى حل جذري ومتابعة دقيقة من قبل الجهات المعنية.
(الميدان الإلكتروني 10 يونيو 2020).