مقالات سياسية

لماذا نرفض التطبيع ؟.

أكرم إبراهيم البكري

تدور نقاشات كثيرة هذه الايام حول جدوي التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي وتنقل الصحف اتجاه عدد من الدول العربية وخاصة الخليجية خبر العلاقات و التطبيع مع إسرائيل أسوة بالاردن ومصر والبحرين والإمارات التي توصلت مؤخرا إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بين البلدين ، وانقسم الشارع العربي في عدة دول ما بين مؤيد ومعارض لفكرة التطبيع مع إسرائيل
وفى السودان ظهرت الدعاوي للتطبيع مع اسرائيل باشكال مختلفة واراء متباينه فى منذ فبراير / شباط من العام الحالي منذ اللقاء بين عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي برئيس الوزراء الاسرائيلي فى عنتيبي اليوغندية فقد اعلن يومها مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن اللقاء مضيفاً ان الملتقين اتفقا على بدء الحوار من أجل “تطبيع العلاقات” بين البلدين ، وفى اغسطس الماضي التقاء رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك وزير الخارجية الامريكي وحول مساله التطبيع مع الدولة الاسرائيلية كان رد حمدوك لبومبيو: حكومتنا لا تملك تفويضاً للتطبيع مع إسرائيل وخلال نفس اللقاء استرسل الوزير السوداني فى حضور ضيفه وزير الخارجية الامريكي بان على الإدارة الأمريكية ان تفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل .
والى هنا يتبين ان السودان فى الوقت الحالى يري ان مساله التطبيع مع اسرائيلى تحتاج لمراجعات عميقة ليست لها نفس الجذور الفكرية للمنظومة البائدة ولكن مرحلة تاسيس الدولة السودانية ديمقراطياً ومدنياً تري من الضرورة اعادة النظر كرتين فى التوافق مع دولة مثل اسرائيل تستمد وجودها من خلال نفي الاخر .
ولكن لماذا تسعي اسرائيل للتطبيع مع الدول العربية اذا كانت قضية انكار اسرائيل دينية فان العداء يكون لها من اغلب الدول الاسلامية سنغافورا وماليزيا وتركيا وبنغلاديش ومالي ونيجيريا …. والقائمة تطول
تم تصوير الصراع الاسرائيلي بانه صراع عربي يهودي منذ امد بعيد فالقضية قضية فلسطين وقضية فلسطين ليست قضية دينية بقدر ماهى سياسية فما يهم المسلمين كمسلمين المسجد الاقصي فقط كبعد عقائدي ام قضية الوطن ( فلسطين ) فليست لها اى بعد دينى لذلك كان التنازل العربي سلساً عن قضية ليست ذات جدوي مع التقادم ومنذ زمن فالتطبيع للدول العربية امر واقع بنفس عقلية الحكام المسيطرين التى اخذت التطبيع بمبداء صافح لتربح ف تل ابيب أكبر قوة نووية في المنطقة وتحتل المرتبة 18 عالميا في القوة العسكرية والعتاد الحربي، فضلاً عن كونها مؤثرًا كبيرا على المجريات السياسية في العالم، ولديها نفوذ كبير في المؤسسات السياسية الأمريكية المؤثرة في صناعة القرار العالمي هكذا كانت القراءة العربية للتطبيع .
ولا تظن ان دوله المقدسات الاسلامية بعيده عن توطيد العلاقة مع اسرائيل فهناك دلائل كثيرة تدلل على وجود علاقات متبادله منذ امد ولكن لوجود المقدسات الاسلامية بالمملكة العربية السعودية فان مثل هذه العلاقة ليس من مصلحة المملكة ان تظهر للعلن فهى علاقة زواج فى السر .
اذا كانت قضية التطبيع مع اسرائيل ليست دينية واذا كان السودان دولة مشكوك فى عروبتها من الاساس وهاهى الدول العربيه صاحبه القضية وخط المواجهه الاول تعلن علاقتها باسرائيل ما الذي يجعل دولة فقيرة على هامش العروبه ليست لها اى اسهامات معترف بها فى الشان القومى العربي ترفض الافصاح بالتطبيع مع اسرائيل لم نكن يوما فى عداء واضح مع تل ابيب بل حاربنا بالوكالة وعبرنا خط بارليف مع الجنود المصريين وتم انكار ذلك تاريخياً بل ساعدنا فى حقبة من تاريخنا على تكوين الدولة العبرية بترحيل يهود الفلاشا الاثيوبيين لحاجة عند الاسرائيليين فى الايدي العاملة لبناء المستوطنات .
رفض السودانيين التطبيع مع اسرائيل منذ قيام دولتهم والجواز الوحيد فى العالم الذي يستثني مواطنية من دخول بلد ما هو الجواز السودانين الذي ختم عليه كل الدول ماعدا اسرائيل .
ولان السودان قبل التردي الذي لحق به بعد 89 فانه يـري احقية العيش للجميع فان النظرة الحقيقية للسودانيون لدولة اسرائيل كانت قائمة على نظام الأبرتهايد فاسرائيل دولة عنصرية تمارس التمييز الديني والعرقي في ابشع صوره و تضطهد الاخر ولم تقف عند ذلك فالعنصرية الإسرائيلية من قبل حكومة تل أبيب لا تقتصر ضحايها على آلة التمييز والعنصرية على الفلسطينيين أو العرب فقط وإنما تمتد لتشمل اليهود أنفسهم من اعراق اخري فالتمييز فى اسرائيل يكون على اعتبار الدين واللون والجنس والجذور، وا يتم فعله فى اليهود من جنسيات اخري عربية او افريقية يفوق الاضطهاد الى نفى الاخر تماماً.

اكرم ابراهيم البكري

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..