الثورة لم ولن تسرق فاطمئنوا

حمد حسن شوربجي <[email protected]>
الثورة لم ولن تسرق فاطمئنوا*
وان قالوا لك إنها قد سرقت فقل لهم انها باقية في القلوب والعقول وان قفز عساكرنا إلى منصتها .
فالثورة اخوتي لم ولن تسرق لأنها لم تكن ككل الثورات وقد كان وقودها شباب ظلوا مغيبون لحكم امتد ثلاثون عاما .
الثورة اخوتي لم ولن تسرق فهي باقية لأنها جاءت بعد مخاض شعبي عسير كان مهره الدماء.
فلقد فك هذا الشعب الابي طلاسم التغيير بعد أن ظل أسيرا لانظمة مستبدة عاثت في الأرض فسادا.
نعم لم ولن تسرق الثورة اخوتي كما تتوهمون لأن الشارع كان هو الفيصل لهذا التغيير وقد صنع ما عجزت عنه كل الشعوب.
وسيبقى درس شبابنا الثوري عالقا في الذاكرة بل في كل الاذهان ما حيينا وستذكره الأجيال.
نعم أيها الإخوة لم ولن تسرق الثورة لأن مضمونها لا يقف عند تذمر في مخبز أو صراخ في محطة بنزين.
فالثورة قد ملكت الشباب سلاحا فتاكا تتكسر أمامه كل أسلحة الدمار وهذا سر قوتها ورسوخها في النفوس .
نعم اخوتي لم تسرق الثورة لأن شبابها اقتلعوا نظاما تسلطي بغيض اجبرته على الرحيل فرحل.
نعم فالثورة لم ولن تسرق لانها حقا صراعا ما بين عشاق للكهوف وبين الحالمين بغد مشرق و مدنية تشيع فيها أجواء الحرية والمواطنة والعدالة ويحكمها قانون له هيبة،
ولا والف لا فإنها لن تسرق لانها صراع بين التبعية والاستقلال
ولن تسرق لأنها صراع بين الوحدة والتشرذم،
ولن تسرق لأنها صراع بين الاعتدال والتطرف،
ولن تسرق لأنها صراع بين دولة معاصرة تسعى لكل مستحدث من القيم وبين اخرى يحكمها مغامرون وفاسدون وقصار نظر. .
نعم لم ولن تسرق هذه الثورة اخوتي لأن الشباب اراد أن يكون للوطن معنى وليس كيانا مبعثرا لا يحتل من القوائم سوى ذيولها،
ولن تسرق لأنها تريد ان يكون للمرأة دور فاعل في المجتمع لا ان تكون عورة وقد أراد لها كيانا مميزا تتمتع فيه بثقة عالية بالنفس لا تابعة أو ذليلة تتحكم بها أهواء الرجال فهي أكثر من نصف المجتمع ولابد من تمكينها لمواجهة تاريخ من المأساة كما يقول الأديب الفرنسي سيمون دي بوفوار،
نعم اخوتي لم ولن تسرق الثورة لأنه ليس من المعقول أن يفترش شبابنا الأرصفة وتقاطعات الطرق عطالة لعقود وينعم قلة من المستبدون بثروات الوطن ومقدراته متجاهلين تلك الشريحة الهامة في المجتمع دون أن يكون لهم اندية علمية أو صالات موسيقى أو قطاعات الرياضية أو مسارح أو منتديات ثقافية وأدبية .
نعم اخوتي لم ولن تسرق الثورة لأن شبابنا قد عزم أن يكون بمواجهة المتراكم من التخلف الذي خلفه المستبد وقد أغمض عيناه عن المستنقع الآسن الذي تعيش فيه البلاد طمعا بالسلطة،
نعم اخوتي لم ولن تسرق الثورة لأن الثورة قد تفجرت في وقت دب فيه اليأس في كل النفوس وبلغ الخنوع مبلغه في جيل عصره الضياع وأوهنه الفقر ،
نعم لم ولن تسرق الثورة وستظل مستعرة في قلب كل سوداني فاطمئنوا.
…………………………
لكن حتقوم ثورة جياع حتقتلع كل الشيوعيين والبعثيين ولصوص وسارقي الثورات أصحاب الاجنده الشخصيه والمصالح الذاتية الضيقه ونشطاء الميديا أن شاء الله يرمون في براميل الزباله ويكبوا مع النفايات إلى مزبلة التاريخ وهو ليس ببعيد