
ابو ركبة .. او تلك الاشياء”1″
عزيزى هاشم كرار ” ابو ركبة”.. نما الى ” سمعى ” انك بالحصاحيصا وهو ما احسده عليك .. لاننا دائما ما ندس افراحنا .. احزاننا ..خيباتنا فى قلبها الحنون نحن نختفى عندها .. نحتفى بها وياتينى احيانا يقين خام باننى ساطلب فى ” الضفة الاخرى ” حيويتها .. بحبوحتها .. ناسها وانفاسها لتكوين عالم متوازن متواز .. البعد لا يشكل حاجزا لوصول سلام دافىء .. طاعم يماثل القهوة البكر ل” بت الجعيلى ” عليها الف رحمة ونور .. انت تدرك ذلك .. وترانى محبا لك فى جغرافية وجود ابدى لاصحاب وصويحبات لم نملهم ويجملون وجودنا ببقائهم فى حيزنا الذى يضيق ليتسع ويتمدد … رغما عن ” غبنى” على الساسة بكافة اشكالهم ونحلهم .. رغما عن نفورى التام من مجالستهم والاستماع اليهم .. وتناول اى عشاء اخير بمعيتهم حتى لو ” دعانى له السيد المسيح” .. لانهم من اتفه مخلوقات الله ” كذابون ..غشاشون .. مخادعون ومسوفون” قتلة ومجرمون وسفلة اولاد كلب ”
لا يمكننى بلع ” سفك دماء المعتصمين امام القيادة العامة” .. لا يمكن ” تمرير ” حدث ما حدث بسهولة ومجانية” هذه دماء وارواح وشباب غض حصدتهم الدوشكات ورصاص الغدر امام البوابة العامة للقوات المسلحة السودانية.. لا يهمنى كثيرا ” كيف تم تحالف المضطرين لادارة شؤون السودان” لكن ما يهمنى ان هذه الدماء يجب الا تروح هدرا ومن سفكها يجب ان يقتص منه .. وان ناتج الثورة الشبابية يجب ان يكون ايجابيا .. ولا افهم تماما عواء فلول النظام البائد وكتاب اعمدته الخائبين واستمرار الصحف الصفراء فى طرح بضاعتها الرديئة بحجة ” حرية الراى” وتمدد خلفيات المنتفعين والذين تربحوا من النظام البئد الممقوت فى واجهات حياتنا … تقرا لمن يدافع عن ” احترام السيدة الفضلى حرم الرئيس السابق ” كانما الرئيس السابق تنازل طوعا وسلم مفاتيح البلد ” صاغ سليم” وكانه لم ينهب ويسرق ويدمر ويقتل ويبيد الالاف من ابنائ وبنات الشعب .. وكان ” حرمه” بريئة .. لم تتربح ولم تنهب اموال الناس والبلد ؟ مثل هذا الارجوز يا هاشم يكتب بكل قوة عين ” وامثاله ” كثر فمن يلجم ويشكم هؤلاء ؟؟؟؟
هاشم .. رغم المى وتعبى الذى اطارده هنا وهناك.. اخيط جراحاتى العميقة بعصب اسلاك محمية فى نار عظيمة .. رغم اختفائى فى دغل كثيف من ” القلاقل والمحن والاحن” والصبر على البلواء والشدد ” جمع شدة ” وهى ليست الحذاء البلاستيكى ” الذى كنا نلبسه ايام التلمذة فى مدارس الحصاحيصا الابتدائية …
اننى اواجه صعوبات هذه الحياة بصبر فى اوله الان ومن قبل لم اتشكى .. وعندما نبكى يا هاشم نحرص الا يرى دموعنا ” كائنا من كان” هذا جربناه وامتحنتنا هذه الفيضانات الان .. غابت “ودر رملى ” فى مياه النيل والسيول القادمة من براح شرق الله البارد .. ولحقت بها “واوسى ” انت تعرف ان حبوبتى ” فاطمة بت عبد الماجد” ام ” ابوى” لها شجرة ظليلة فى ود رملى .. كان دينابها او ” دوراها ” مشرعا للكل … لم يرحم الفيضان هذه الشجرة واظنها رفعت راسها من مرقدها .. وهى تعاتب النيل الهائج .. وعادت لاغماضتها ..
هنا تزرع البطاطس وينمو الموز .. تهبهب افرع البرسيم والنعناع ويكون للفلفل .. والبصل حضور تام … هنا ” الباس يتجلى وقت الشدة .. ويسد الرجال سقف الافق ” جربتهم المحن .. تجاوزوا الالام والاحزان وسيعبرون .. قطعا سيعبرون ..
هاشم … اذا كان ” صبحى ” بات اعشى ” وانت ملم بضعف بصرى ومزاعمى باحتداد بصيرتى .. ” ومحاججتنا ” ذات مرة ” بصناجتك ” وضياع سمعك .. فتساوينا” اعشى جدة واصم الدوحة ” وبقينا “اولاد 6″
واضيف الى اصدقاء الامراض المصاحبة .. ضعف فى عضلة القلب .. ليست مصيبة .. فاذا امتلا القلب بالذكر فالمحبة تضعف العضلة .. ” هذه هى الاراض التى اعانى منها .. ” والماعندو محبة ما عندو الحبة”
ليلة البارحة برغم ” خمة النفس” السهاد.. والوحدة .. توغلت فى مجموعة قصصك القصيرة ” التى اهديتها لى ودعوتنى لاترفق بها ” بشويش” واقراها بتمهل .. والا اسحب ” بوابة الناقد” الذى يسكننى لاطير ريحك وافكفك صواميل سردها ” صامولة صامولة” واعيدها الى سيرتها الاولى ” خام فى خام” .. ثم اروق المنقة .. وحنوت على ب” يا ود عابدين”
سردب يا ابا ركبة .. انت كاتب فالح مافى ذلك شك .. وارى الان ” كتابات كثيرة” قصاصون وقصاصات و روائيون وروائيات جدد” يبشر بهم صديقى الناقد الكاتب المترجم ” النابه صلاح محمد الحسن ” الرجل له ذائقة متميزة نختلف او نتفق معه .. واشتغل على نفسه كثيرا ” معرفيا وابداعيا” منذ ان غادرته فى ” مدنى” ايام رابطة الجزيرة للاداب والفنون … وفرقة النيل الازرق للتمثيل ” رحم الله منشؤها ورائدها عوض بشير.. الروائيون الجدد يا هاشم يكتبون للمستقبل .. بعضهم ينحل من اخر ويعيد كتابة براقة وملغزة .. “ساعود لهذا الملف فى وقت اخر ” ..لست بصدد تفكيك ” النصوص” ما انا بناقد لكننى ” بقارىء” نهم وفضولى فى الدخول الى باحات النص والتلصص عليه .. اعمل بنصيحة الكسندر اليوت عندما وصف عالم الفن التشكيلى بانه” مكان لا يصلح فيه الصحفى والشرطى و”…… وصف بذىء ” واللص والسمسار والتاجر” واتمنى ان يكون ” المقتطف” صحيحا والنسبة لاليوت صحيحة .. ما يهمنى اننى فى ذلك الزمان كتبت مسرحية ” مدينة اليقين ” ومثلتها فرقة النيل الازرق للتمثيل .. كنت وما زلت محبا للمسرح .. اقف متاملا فى خشباته .. واتمنى ان اجد وقتا ” فى هذا المنعطف من العمر ” لاعيد كتابة “مدينة اليقين “.. واعرضها على خشبة مسرح الجزيرة .. اعود الى كتاباتك .. وانك لم تنحل .. وتتراءى لى فى هذه اللحظة قصة تلك الاشياء او ” مثل هذه الامور تحسم فى بيت تمبوشة” لكنها يا ابو” الهشم ” .. كما كان يسميك عوض الحضرى عليه الف رحمة ونور هذه الامور لم تحسم فى بيت تمبوشة .. لا اذكر اننى تغشيته ليس تادبا منى لكننى ربما كنت مشغولا بمسالة اخرى ” فوتت على الفرصة” لم تعد الامور تحسم هناك
” ونواصل فى الجزء الثانى .. تعبت .. دمعت عيانى يا هاشم .. ولا اضمن لك الراحة الا على جسر من التعب “
